المـرجـعـية الـشـيـرازيـة ودورهـا في تـعـزيـز مكـانة الـعشائر

بقلم – جعفر محيي ألدين – ألنجف الأشرف

لم تكن العشيرة في العراق يـومـاً بـعـيدة عـن صناعة الأحداث ورسم مـلامـح المجتمع، فهي الإطـار الجامع الذي احتضن القـيم الأصـيلـة، وحـافظ على الـدم والـعرض والأرض، وظلت عـلى مـرّ العصور سياجاً يحمي وحدة الـوطن. ومن هـذا المنطلق، جـاءت رعـاية المرجعية الدينية الشيرازية { دام ظلها} لتعطي العشيرة بعداً أوسع، وتفتح أمامها آفاقاً جديدة تجعلها شريكاً حـقيـقيـاً فـي مـشروع بناء الـدولة وصـيانـة الـهـويـة.

وفي هذا السياق، برز مركز النجف الأشرف للدراسات الاستراتيجية (CNSS) ليكون منصة علمية وعملية، جمعت الشيوخ والسادة والوجهاء في لقاءات متواصلة، هدفت إلى ترسيخ مفهوم الحوار، وتعزيز قيم السلم الأهلي، وربط الإرث العشائري الأصيل بالرؤية المؤسسية الحديثة.

لقد كان حضور المرجعية الشيرازية في هذا الميدان حضوراً فاعلاً، فهي المرجعية التي ما انفكّت تؤكد على وحدة الصف، ونبذ التفرقة، ودعم كل ما من شأنه أن يحفظ كرامة الإنسان ويصون المجتمع. ومن هنا، تحولت اللقاءات التي يرعاها المركز إلى جسور للتواصل بين العشيرة والمؤسسات الأكاديمية والفكرية، لتغدو العشيرة أكثر قدرة على مواكبة التحديات وممارسة دورها الإيجابي في الحياة العامة.

إن ما يقوم بـه مركز الدراسات الاستراتيجية بإشراف وتـوجيه الـمرجـعيـة الـشـيرازيـة { دام ظلها} يعبّر عـن رؤيـة راسـخة ترى فـي الـعشيرة قوة اجتماعية لا غـنى عنها في حماية العراق، وتثبيت أمنه، ودعم مسيرة تقدمه. وبـهذا، تـتأكد الـحقـيقـة القائلة إن الـعشيرة ليست مجرد موروث اجتماعي، بل هي ركـن أسـاسـي في مشروع بناء الدولة الحديثة، حين تتلاقى أصالتها مع وعي المرجعية وتوجيهاتها.