اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

هل تقف القافية أو الوزن عائقًا أمام إندفاع الشعر إلى الذروة؟

في أستطلاع واسع أجرته وكالة (فضاءات نيوز ) ضّم نخبة من الشعراء والشاعرات:

 

في أستطلاع واسع أجرته وكالة (فضاءات نيوز ) ضّم نخبة من الشعراء والشاعرات:

هل تقف القافية أو الوزن عائقًا أمام إندفاع الشعر إلى الذروة؟

 

تحقيق/ علي صحن عبد العزيز

منعطفات وأحداثيات كثيرة رافقت الشعر العربي الحديث في مسيرته منها، الأعتماد على ومضة السطر بدلًا من بيت الشعر ، فأعتمدوا على الموسيقى الداخلية فيما أنزوت الموسيقى الخارجية والتي إحدى أوتارها الوزن والقافية ، ولذلك سمعنا تنوعًا في القوافي، وكان في طليعة ذلك الرأي الشاعر الراحل حسين مردان، إذ يقول العقبة الوحيدة التي تقف أمام إندفاع الشعر العربي إلى الذروة هو الوزن والقافية ، ويؤكد أيضًا بأن الوزن يشّل الخيال ويثقل بريش إجنحته ويعطلها عن الرفيف، بل ويغلق بوجه الشاعر النوافذ السحرية المطلة على عالمه الداخلي.
(وكالة فضاءات نيوز الأخبارية) أستطلعت آراء نخبة من الشعراء والشاعرات وكانت هذه الآراء الواردة.

نقص الإمكانيات اللازمة

د. فريد مسعود التميمي/ شاعر : لا أظن بأن الوزن والقافية يشكلان عائقًا إمام إندفاع الشعر إلى القمة خصوصًا عند الشعراء المتمكنين من أدواتهم ولكننا لاحظنا كثيرًا جدًا أبياتًا كثيرة ذهبت مضرب الأمثال لقوتها وفخامتها ، وبرأيي من يدعي القافية والوزن يشكلان عائقًا تنقصهم الإمكانية اللازمة لأعطاء الصورة الجميلة في أشعارهم.

تجريد الشعر

د. غزاي درع الطائي/ شاعر وكاتب : عندما يُطرح أمامي السؤال الآتي: هل تقف القافية أو الوزن عائقًا أمام اندفاع الشعر إلى الذروة؟ فإنني سأطرح سؤالا مقابل هذا السؤال، وسؤالي هو: هل وقف الوزن والقافية عائقا أمام اندفاع امرئ القيس أو المتنبي أو الجواهري أو عبد الرزاق عبد الواحد أو وليد الصراف أو غيرهم من المبدعين الكبار قديمًا ووسيطًا وحديثًا إلى الذروة؟ إن الذين يقولون إن الوزن والقافية يقفان عائقًا أمام اندفاع الشعر إلى الذروة إنما يجرِّدون الشعر الذي يكتبونه من موسيقاه، وإنهم يقتلون الشعر إذ يجرِّدونه من موسيقاه إن الموسيقى يمكن أن تكون بلا شعر، ولكن الشعر لا يمكن أن يكون بلا موسيقى، والشعر بعد هذا وذاك وبعد التكثيف والأختصار الشديد يختلف عن النثر في ميزتين مهمتين جدًا هما: موسيقى الشعر، وأستخدام اللغة إستخدامًا خاصًا مغايرًا.

احساس إنساني

إبتهال خلف الخياط / شاعرة : بدأت قصيدة النثر في أوروبا وليس عند العرب وعند (بودلير) كمُنشئ لها فعندما نقرأ ترجمات قصائده باللغة العربية ومنها (أزهار الشر وسوداوية باريس) وغيرهن نعرف إبداعه ونتطلع إليه في كتابة القصيدة متناسين أنَّ الصور الشعرية له جاءت لنا بلغتنا ، وهنا أقف لأقول أنَّ معرفة الشاعر باللغة والخيال المتناغم مع ذاته حين يكون مزيجًا من الأنسان والوطن بكل مسمياته إن كان أرضًا أو حبيبة أو نوع حياة وآمال وآلام إلى غيره من الحس الأنساني ،كل ذلك يجعل الشاعر ملكًا في قصيدته الأبداعية وليس الأوزان أو القوافي ، فكم من قصيدة عمودية أو تفعيلة أو حرب لكلمات موزونة دون حياة تركت مجرد قصيدة ميتة دون روح ، إذن لتكون القصيدة ككل مدهشة عليها إن تحمل كل ما ذكرت من صفات لتجعل المتلقي يذوب فيها معنىً ولغة.

بنية إيقاعية

وجدان عبدالعزيز / شاعر : الحقيقة كتابة الشعر سليقة وموهبة، فالسليقة فطرة الذات الأنسانية الهادئة، والتي قد تتوافق مع موسيقى الصمت، وشرط الشعر أن تكون لغته ذات إيقاع خاص، وهذه البنية الأيقاعية تسهم في أحداث التحول من الكلام العادي إلى مقولات الشعر، وأيضًا هذه الموسيقى تعطي عالم الشعر طاقة دلالية حتى الوصول إلى التعبير عن الوجدان، فكان العرب قديمًا يكتبون على السليقة غير المقيدة، وحين دخلوا الحياة المختلطة مع أقوام غير الناطقين بالضاد فبات من الألزام وضع ضوابط لموسيقى الشعر، فجاءت بحور الشعر، وحين التقدم بالحياة وتعقيداتها، أصبحوا أمام قيود لحرية الكتابة متمثلة ببحور الشعر وقوافيه، فقادوا معركة التغيير، ليكتبوا شعر التفعيلة، ثم ذاقوا ذرعًا بقيد التفعيلة، وأيضًا دخولهم معترك الحياة الأكثر تعقيدًا ودخول الترجمة، فعمدوا إلى كتابة قصيدة النثر، ولكن في كل مرحلة من مراحل شعرهم توجد الموسيقى، لأن الشعر وليد السليقة البشرية كما أشرنا أعلاه، فعمدوا إلى ذلك النغم الخفي الذي تحسه النفس عند الشعر والنثر، والذي يبعث على الحماس، وآخر يبعث على الحزن والكآبة، وثالثًا يثير فينا الحنان ، ولو تساءلت عن مصدر هذا النغم لوجدته يكمن في حسن أختيار الأديب لكلماته بحيث أنها عند تجاورها جاءت منسجمة تنساب أنسيابًا فهي متآلفة الحروف لا تنافر فيها ويسهل النطق بها، إذن الحصيلة الشعر لا يستقيم بدون الموسيقى. 

قلة إدراك الشاعر 

ثامر الخفاجي/ شاعر : لا أحد ينكر أن قصيدة النثر تتيح لكاتبها فضاء أوسع للتعبير عن ما يجول في خاطره من رؤى وأفكار، لأنها ترفع عن كاهله قيود الوزن والقافية، لكن هذا لا يعني أنه العقبة الوحيدة التي تقف بوجه اندفاع الشعر إلى الذروة، قد يكون أحد الأسباب، أما السبب الحقيقي من وجهة نظرنا هو عدم إلمام كتاب اليوم سواء القصيدة العمودية أو النثرية بقواعد اللغة العربية وبيانها لغويًا وأملائيًا، وقلة إدراكهم لما تعنيه قصيدة النثر أو كتابة الومضة التي لا نجد لها في أكثر ما ينشر اليوم من وجود سوى إسمها الذي لا علاقة له بمحتوى ما يكتبون.

رونق النص الشعري 

براء الجميلي/ شاعر : مهما بلغت الكتابة من جمال فلن تُسمَّى شعرًا ما دامت لا تخضع للوزن والقافية اللذَين يمنحان الموسيقى التي تحلّق بالروح، وهما ليسا قيدًا على إبداع الشاعر المطبوع المتمكن ، بل يزيدان النص رونقًا وتنظيمًا فالنفس لا تألف العشوائية في كل شيء ، بل تميل للتنظيم والإستقرار.

حرية تصرف الشعراء

عبد الرسول محسن/ شاعر : هنالك الكثير من المعاناة التي يّمر بها الشاعر ، والقصيدة العمودية أحيانًا تكبل الشاعر من ناحية القافية والوزن ولا تعطيه المجال الأوسع للتعبير عما يريد قوله ، فالشاعرة نازك الملائكة كتبت قصيدة الكوليرا في العام7 4 19 وهي تصف معاناة الناس وأهوال المرض وجثث الناس وهي تنقل في العربات في ريف مصر وحولها ، وهكذا هذه القصيدة أعطت للشاعرة نازك الملائكة المزيد من الحركة داخل اللغة مع الحفاظ على وحدة التفعيلة ولضرورة التعبير الأدبي ولوصف المعاناة بدقة أكثر ونجحت بذلك نجاحًا كبيرًا ، ولقد كتب الشاعر السياب في نفس الوقت تقريبًا قصيدته (هل كان حبًا) وغيرها من القصائد ، وهكذا تحررت القصيدة من الوزن والقافية بولادة قصيدة التفعيلة وآخرها قصيدة النثر الرائعة ، ولكن يبقى الشعر العمودي ذو القافية والوزن هو المعيار لمبادئ الشعر العربي ولكل رأيه وجميع الآراء نعتز بها.

زحام أفكار 

علي الوائلي/ شاعر : الشعر كتابة وترجمة لما يشعر به الكاتب، ومن لديه القدرة على رسم الصور الشعرية فهو شاعر ولا نقاش في ذلك، أما الوزن والقافية فهي بناء لذلك الشعر ، ولكنها تشكل عائقًا حقيقيًا عند بعض المبدعين، فتجده يفضل الكتابة بالشعر الحر أو النص المفتوح هربًا من قيود الوزن والقافية، لأنه يشعر بزحام أفكار كبير لا تسعهُ القوافي، فيجد التعبير الحقيقي عما بداخله بالنص المفتوح على الرغم إلمامه بالأوزان والقوافي وصياغة القصيدة ذات الشطرين، وبكل الأحوال نقول (كلما يصل لقلوب الناس فهو شعر، وكل كلمة تداعب إحساس من قرأها أو سمعها فهي شعر أيضًا). 

الشعر فن لغوي  

صادق الذهب/ شاعر: لا أظن القافية والوزن كانتا يوما هما الشعر فقط ، وأكاد أجزم أنهما إبدًا ليستا عائقين بالضرورة، وإن كانا يشكلان جزئين أساسيين من تراث الشعر العربي وتعابيره الفنية ، فكان الشعر يقال في كثير من الأحايين أرتجازًا دونما تحضير مسبق أو تصنع أو تكلف ، وبالرغم من ذلك فالشعر العربي فن وشكل لغوي يجب أن يكون قابلًا للتطور بتطور العلوم والفنون واللغات ذاتها شأنه شأن أي لغة حية لا تموت، لطالما كانت قابلة للتطور بأستمرار ، فكان لابد له أن يتبنى أشكالًا جديدة ومختلفة من التعبير مما يسمح بالتجديد والتنوع دون التخلي عن العناصر التقليدية إلى حد ما ، لذلك ينبغي أن نقول إنه لا يصح أن نضعه في قوالب جامدة ، ولكن من ناحية أخرى الشعر الحر كما يراه بعض النقاد يفتقر إلى الموسيقى التقليدية العربية ،وهذا قد يجعله أحيانًا يبدو غير منظم أو فيه فقدان للهيكل الشعري التقليدي إذا لم تكن عناصر الموسيقى الداخلية متناغمة فيه ، ولكن الشعر في النهاية ما هو إلا فن يتطور و يتغير ويظل تذوقه موضوعًا شخصيًا يعكس رأي وفهم المتلقي المتذوق للحضارة والثقافة ، ولكل زمان شعر ولكل مقام مقال. 

موسيقى قسرية 

حميدة جاسم علي/ لا يوجد عائق حقيقي أمام إندفاع الشعر إلى الذروة غير إندفاع الذات الشاعرة وما مقدار المعرفة التي تحيط بها، فالوزن والقافية يمكن تأثيرهما يقل أو يتلاشى كلما زادت المعرفة والملكة اللغوية وقدرة الشاعر على الأتيان بجديد ، لكن أيضًا التحرر من القيود (الوزن والثقافية) هو محاولة قفز وضع عقلية الشاعر أمام هم آخر غير الموسيقى القسرية وغير القافية التي تتكرر بالضرورة وهنا سيأخذ الشاعر نصه إلى منطقة تحيط بالحاجة التي أنتفض لأجلها جوهر الشعر وبالتالي سيسمو النص ويسير بأريحية بأتجاهاته التي صوب لأجلها ، لكن تبقى العقبة الأكثر تأثيرًا أمام الشاعر هو محددية معرفته. 

تجانس الصور الشعرية 

منور ملا حسون/ شاعرة : جمالية النص الشعري تحددها اللغة الشفيفة وما تبثه دواخل الشاعر من أفكار ومشاعر ، إذ ليست القافية والوزن شرطان لإثارة الإنتباه لدى القارئ أو المتلقي ، فالصور الشعرية والتجانس التي تنسجها مفردات النص هي التي تبث الإيقاع والتجانس الموسيقي كما أن إستخدام الألفاظ الناطقة بالتجديد والبعيدة عن المفردات المستهلكة التي تحتمها القافية هي التي تنتج تعابير مثيرة للخيال والتأمل. 

إيقاعات الوزن والقافية 

ابراهيم قوريالي/ شاعر : الشعر رسالة تمر بثلاث مراحل، الشاعر والأرسال والمستلم الأخير يبحث عن المختصرات في كل شيء بأختصار يبحث عن البيت القصيد في القصيدة وحسناً يفعل الشعراء في عصر السرعة كتابة ومضات وأضاءات وهايكو ذات إيقاع رائع وموسيقى خاصة لتكون بديلاً عن إيقاعات الوزن والتفعيلة والقافية، كل شيء يحتاج إلى التحديث والشعر شيء من كل شيء شخصيًا بدأت بالتوجه إلى هذا النمط السريع تلبية لرغبات القراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق