اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو
لمصلحة من ..تفقد المعادلة توازنها ؟!
أفتتاحية ” فضاءات نيوز “
بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
الصدفة وحدها قادته لي , في مكان عملي بوكالة ” فضاءات نيوز ” , تهلل وجهي كثيرا بقدومه , واسعد قلبي , كيف لا وهو صديق صدوق , عرفته منذ زمن طويل , بل وحسدته على مايملك من مواهب وطاقات استثنائية , في مختلف فنون الثقافة , وأجزم لو أتيحت لهذا الرجل فرصة الاقامة بأية دولة أوربية لعرفوا قيمته الحقيقية ووضعوه بمكانته التي يستحقها , المهم وجدت صديقي مخطوف اللون , متعب , منكسر جدا , بادرني بالسؤال : انا جائع , ومريض , ولاأملك ثمن علاجي ولاطعامي حتى!! , واستدرك : ( فهل لي من فرصة عمل عندك ) ؟
تلعثمت في بادىء الأمر ولم أعرف بماذا أجيب …وماذا اقول.. وكيف أعتذر لشخص كبير , ومكانته بداخلي أكبر , هل اقول له ان الوكالة تعمل بدون اي دعم مادي صغيرا كان ام كبيرا, وانها مستمرة خدمة للكلمة الحرة بوصفها منبرا شاملا , وخدمة لمعسكر الجمال والابداع , بشكل مجاني , حتى لو كان ذلك على حساب لقمة عيشنا .
نعم هذا حال مواطن مبدع أعطى لبلده كل مايملك , ولم يعطيه القائمون على وطنه مايسد حاجته على الاقل , بسبب السياسات الرعناء والفساد المالي والاداري المقيت للسياسيين الذين تعاقبوا على حكم العراق الغني جدا , منذ أكثر من أربعة عقود , وتسابقوا على سرقته وافراغه من كل خيراته ليشبعوا ” كروشهم ” , وغرائزهم التي لا تشبع قط ,حتى القرارات التي تصب في صالح الموظف والمتقاعد , ومنها توحيد سلم الرواتب أخفوها بين أدراج مكاتبهم , لأنها لاتصب بمصلحتهم , فهم اعتادوا ان يتميزوا ويتفاخروا على غيرهم ممن يمتلك اكثر مما يمتلكون هم , وللاسف هذا مرض مستفحل جدا بمجتمعنا .
ولكن يبقى الأمل برئيس العراق الحالي ابن الجنوب وتربية الهور , هذا الرجل الذي بات يراهن عليه جميع ابناء الشعب العراقي , لوطنيته ونزاهته , ومهنيته , وغيرته بالعمل , وحرصه على التغيير الحقيقي ليس من أجل دعاية هنا أو اعلان هناك ,بل همه تصفير الأزمات المز منة وليس ترحليها كما فعل كل الذين سبقوه , نقول لابن العراق محمد شياع السوداني : 65 % من شرائح المجتمع العراقي متعبة ماديا ومعنويا , لاسيما المتقاعدون والموظفون , لان رواتبهم لاتتوازى ابدا مع الحركة الاقتصادية في البلد , مثل الجانب الغذائي , الدوائي ,الدراسي , النقل والسكن , وغيرها من التفاصيل المعيشية المطلوبة الأخرى .
بيد ان الاف الموظفين في الوزارات ” المدللة” , وهي معروفة أكيد , لايكفيهم راتبهم الذي يتجاوز المليونا دينار ونصف مدة ثلاثون يوما !! , فما بالك من يستلم الـ” 500 او 600 , او 700″ ألف وهو يمتلك عائلة , وله متعلقات كثيرة وفقد الكثير من قوته وصحته التي لم يبخل بها لخدمة شعبه على مدى ثلاثة عقود او اكثر , ليجد نفسه , شبه متسول في بلده الغني !!, انها كارثة والله , وبعضهم غادر الحياة بغصة كبيرة , وهو يجد نفسه لايملك ثمن علاج السكر أو الضغط , والامراض الاخرى التي أبتلي فيها .
ولاندري لمصلحة من كل هذه المأساة و خير العراق وفير ؟! , ولايوجد من يوقف هذه المهزلة , ويعيد التوازن الى المعادلة التي فقدت توازنها , لمصلحة البعض القليل أمام الكل الكبير !.
كلنا أمل ان تكون أنت يارئيس الوزراء محمد شياع السوداني هذا الرجل الذي يعيد التوازن , ويعيد الاشياء الى نصابها من جديد , وصدقني هذا أمل الشارع العراقي بك .