سياسيقسم السلايد شو

بين التظاهرات المشروعة والتخوف من المندسين فيها لعودة صورة اخرى لداعش 

الغراوي : التظاهرات في جوهرها أمتداد لحالة النقمة والامتعاض الشعبي العام جراء انعدام الخدمات والبطالة وسوء الاحوال المعاشية

 

فضاءات نيوز – سعاد الراشد  

شهد العراق موجات من التظاهرات شبه العامة في اكثر من موسم خلال الاربعة عشر سنة المنصرمة إلى أنها أنتظمت منذ عام 2010 وأخذت منحى منتظم وبلغت ذروتها في محطات مختلفة من أبرزها دخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان وتظاهرات الجمع في ساحة التحرير.

خلال الأيام الماضية أنطلقت عدة تظاهرات وخصوصا في المحافظات الجنوبية والبصرة والناصرية وألتحق الفرات الأوسط في النجف وكربلاء والديونية ومازالت رقعة التظاهرات تتسع عرضا وتتصاعد عنفا بعد أن دخلت في مسالك التصادم والمواجهات في مظاهرات قضاء المدينة في محافظة البصرة التي راح ضحيتها شهيد وجرحى وأعقبها تجاوز على بعض الشركات النفطية وكانت النجف محطة العنف الثانية في ظل دخول المتظاهرين للمطار والحاق الضرر بعض منشآته وتوقف الرحلات الجوية وسقوط قتلى في مواجهات من خلال التعدي على بعض المكاتب والأمر ذاته قابل للتكرار في اماكن اخرى.

الخطاب الحكومي ومع اعترافه بشرعية التظاهر وحق المواطنين بالتعبير عن آرائهم لكن لهجة التهام فيه الأوضح ،حيث يرى أن هناك أستغلال واضح من الداخل والخارج وأن هناك مندسين بل أكبر من ذلك هناك موجهين وعصابات تدفع بالتظاهرات إلى أن تتحول إلى أداة للتخريب ومواجهات مع القوات الحكومية وجر الدولة إلى صراع مسلح تنفيذا لاجندة داخلية وخارجية معادية.  ” سلطت الضوء على الاسباب الحقيقية لتلك التظاهرات والية الجهات المسؤولة  في احتوائها  اضافة الى تداعيتها المستقبلية  على العراق  بشكل خاص والمنطقة بصورة عامة  فيما لو ظل فتيل هذه التظاهرات مشتعل  ولم تتحقق مطالب المتظاهرين الشرعية حيث تحدث بهذا الشأن  المحلل السياسي كريم الغراوي قائلا “ان التظاهرات الحالية في جوهرها أمتداد لحالة النقمة والامتعاض الشعبي العام جراء انعدام الخدمات والبطالة وسوء الاحوال المعاشية وتردي الامن وانتشار الفساد واستفحاله ،وتجد في ظروف الصيف حيث الحرارة وشحت المياه والانقطاع الطويل للكهرباء سببا موجبا لتصاعدها” .

مضيفا ” لاشك  أن هناك قطاع طويل عريض من المستفيدين في الداخل والخارج يعمل جاهدا على توظيف هذه التظاهرات والافادة منها وركوب موجتها ولذلك تسعى هذه الجهات إلى أخراجها من الاطار السلمي وزجها بالتصعيد المسلح وتبادل العنف ،وهو توجه خطير لا بد للدولة أن تتوجه له لأن الاندفاع به إلى مسافات بعيدة يمكن أن يخلق أزمة أمنية عميقة لا تقل خطرا عما حصل في ظل احتلال داعش.”

ويعتقد الغراوي “ان الخطاب الحكومي والاجراءات الحكومي لا زالت تنطلق من ردة الفعل وتعمل على المعالجات الشكلية والطارئة ولم تلامس بعمق الازمة واسبابها ،الامر الذي يضاعف من خطر تصاعد الازمة وتداعياتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق