ثقافة وفنونقسم السلايد شو

الكاتب مزهر الخالدي : للاسف بدأت الآن بعض المحاولات بالزحف الإلكتروني على اللوحات دون جهد الأمر الذي افقدها الإحساس الوجداني

 

حوار/علي صحن عبدالعزيز
ضمن الفعاليات والبرامج الأساسية لمهرجان فنانو حول العالم ،والمزمع إقامته في مدينة إسطنبول التركية للفترة من 10-16آب المقبل لهذا العام ،إستضافة الباحث والإعلامي مزهر الخالدي،ليلقي محاضرة عن تأثير اللون ورحلته الطويلة مع الإنسان ومشاعره،وإزاء هذه الفكرة وجدت
” فضاءات نيوز “فرصة لمحاورته في هذا الجانب ،وعلى الرغم من اعتمادنا على الأسئلة غير التقليدية معه،إلا أنه قد أفاض علينا بأجوبة واقعية ومهنية ،والتي جاءت نتيجة قراءته الفلسفية والفكرية والموسعة للون ومدى عمقه التاريخي ،بأعتباره جزءا لا ينفصل عن الإنسان وصلته الحميمية معه.
هل تعتقد أن فسيفساء التدوين اللوني أكثر تعبيرا من اي وسيلة أخرى بالتخاطب الإنساني ؟
-تعد فسيفساء التدوين اللوني أكثر تعبيرا من أي وسيلة أخرى للتخاطب الإنساني ،حيث تحضى بأهمية كبرى كبقية الأشياء الأخرى بل في مقدمتها كالشعر والادب والموسيقى، وتشكل عنصرا مهما من عناصر التأثير النفسي وتلقى تجاوبا جادا من قبل المشاهد.
*اين يمكننا أن نتلمس الألوان في الحزن او الفرح ،ماعدا تراجيدته الطبيعية بذلك ؟
-جرى التسليم بأن الألوان منذ قرون قديمة أداة من أدوات التعبير عن الحزن والفرح، بغض النظر عن تراجيديتها الطبيعة وتأثيرها، فهي وسيلة اتصال أخرى وفاعلة للتعبير عن قيم معينة في الميول ،لذلك فإنها اكتسبت دلالات رمزية من الحياة والموت والسعادة والرحمة والقسوة وغيرها.
*أثبتت الدراسات الطبية الحديثة ،ان نسب التفاوت اللوني تؤثر إلى درجة ما في الوضع النفسي للمريض ومدى استجابته للعلاج أيضا ،ما مدى تأثيرها وجدانيا عليه ؟
– أكدت الاستكشافات والبحوث والدراسات النفسية والفسيولوجية ،بأن للألوان تأثير على الخلايا الإنسانية وكل لون يختلف عن الاخر في مدى تعاطي المرضى بالاستجابة للعلاج النفسي اللوني،مسألة التذوق والرفض والرغبة جانب شخصي لكل إنسان ، فهي ليست مجرد موجات واهتزازات ضوئية فحسب، بل هي ذات التأثير الايجابي الكبير الذي يصل الى أعماق النفس البشرية ،والمعبر عن راحته النفسية، فقد استعملته الحضارات القديمة كالفراعنة وبلاد الهند والصين والحضارتين اليونانية والاغريقية ،وما زالت تستخدمه كعلاج لبعض المرضى وليومنا هذا.
*هنالك مخاوف من زحف الكتروني في تكوين ماهية اللون داخل اللوحة،لماذا هذا التخوف وخصوصا أنه ينتج ألوان جديدة ؟
-اللون والفرشاة والالواح أدوات للفن، ويرافقهن الإبداع الاناملي والفكري ،ولكن بدأت الآن بعض المحاولات بالزحف الإلكتروني على اللوحات دون جهد وعناء،الأمر افقدها الإحساس الوجداني، كما حدث الآن للكتب الالكترونية ،حيث نتجت لنا كتابات باهة قد تصدر أيضا لوحات فاقدة للذوق واللمسة الفنية.
*إلى اي حد يمكننا مرافقة اللون في حياتنا؟
– الألوان أدوات تعبير عن مسيرة الحياة ،وأكثرها متعارف عليها كالسماء والماء والطبيعة والحب والنار والغيوم، لكن هنالك تعبيرات لونية ترافق حياتنا وتعتبر رموز لمفاتيح معينة كالغيرة والحزن والفرح والسلام والأمان، وإجمالا ًالتعبير اللوني اليوم هو قراءة لقصيدة فنية يجسد فيها الفنان آراءه وأفكاره.
*برأيك هل يعني ان اللون إفراز لشخصية التشكيلي ؟
-لا يختلف اثنان بإن اللون هو تعبير لرمزية الفنان لان هنالك مثلا شائع (المعنى بقلب الشاعر) وكذلك اللوحة الفنية يفك طلاسمها الفنان الذي وضع لمساتها ،ولو جربنا ونقلنا لوحة غير كاملة من يد فنان الى يد فنان آخر تتغير أكثر التعبيرات اللونية ، فالفنان لديه فكرة لونية يعبر عنها خلجات في تصوره.
*عن اي شئ كنت تبحث طيلة السنين الماضية ؟
– رغم بلوغي السبعين عام ،ولكن كل مسيرة حياتي تميزت بضرورة تقديم مايسعد البشر لأنك بائع بضاعة، فعليك أن تقدمها بشكل جميل لكي تباع، وهذا ليس سعي انا وحدي، ولكن سعي الكثير من الكتاب والشعراء والأدباء والفنانين والموسقيين ،وكل صنوف وتشكلات المهن والحرف، ولكن قد تبور بعض منها لانها لاتصل إلى ذوق الآخرين.

* ماهي الخصائص العامة في ابحاثك؟
– الخصائص العامة والأساسية تكمن في المصداقية، وعدم المغلات والتكرار الممل والمطول، والإيمان بمبدأ خير الكلام ماقل ودل، إضافة إلى عدم التبجح أو الإساءة للآخرين أو سرقة جهد البعض لأننا خلقنا لكي نتعلم ونعلم ،لذلك كانت أكثر البحوث التي القيها لاتتجاوز الأربعين دقيقة ومحصنة بالمصادر والشواهد التأريخية ،ليس كوني تربويا سابقا ولدي القدرة في إيصال المعلومة لعقول المتلقين بل للعقل البشري قابلية إستيعاب وتركيز.
*هنالك محور إليكم بإلقاء محاضرة في مهرجان فنانون حول العالم ،هل تنطوي على مدلولات ثقافية وحضارية جديدة؟
-محاضرتي ستكون ( الألوان وتأثيراتها على النفس البشرية) التي سوف القيها في مهرجان فنانون حول العالم الذي سيقام في اسطنبول للفتره من ١٠ لغاية ١٦ آب لهذا العام، وتتميز بمدلولات ثقافية صحية فسيولوجية إنسانية ودينية لأنني تناولت الألوان من عدة مدلوات منها اللون في الديانات السماوية ( التورات- الانجيل- الزبور- القرآن الكريم) وكذلك ماهية الألوان في العمل الصحي والعلاجي واعلام الدول ،وألوانه في الشعر والعيون وأناقة المرأة، بالإضافة إلى موضوعه الأساسي وهو الفني،أما بشأن حضور الجمهور التركي لهذا المهرجان فإنه أساسا هو مجتمع اسلامي وسبق وأن قاد الأمة الإسلامية والعالمية لفترات من الزمن، وله مميزات حب الرسم والشعر والغناء والموسيقى ولازال الصوت الغنائي التركي مميزا ،وكذلك الخط والزخرفة والفن و الشعر، والتأريخ التركي هو امتداد للتاريخ الأمة العربية والإسلامية وشعوب آسيا والأتراك شعب يتذوق الجميل ويرعاه.
*ماهو انطباعكم العام حول التجمع من حيث التنظيم والإعداد وفكرته اصلا؟
– من خلال متابعتي واتصالاتي الدائمة مع الأخوة والأخوات رئاسة واللجنة المنظمة والتي تقودها الفنانة القديرة نجيه أحمد ياسين ،وفكرتها الرائعة في إعطاء الفرصة لمن هو قادر على إن يصل نتاجه الجيد إلى الناس وتشجيع جيل الشباب الجدد وعملية دمج المخضرمين والرواد معهم في بودقة التعبير الفني، جعلني متفائل بأن المهرجان سينجح نجاحا باهرا، لاسيما بحضور العدد الكبير من الشخصيات التي سترعى المهرجان وتنوع فعالياته والتركيز على عدم جعلها ذات وتيرة كلاسيكية كما عهدنا سابقا،
إضافة لما سيتخلل برنامجه من مفاجأت سيتم الإعلان آنيا حينها، وسيكون المهرجان الأول من نوعه وسيبهر الحضور جميعا ان شاء الله.
*أكد نيوتن ،بأن هنالك بعدا رابعا فيما يخص معاينة الظواهر الطبيعية والفيزيائية من قبل الرياضيين ،وسؤالنا هل ينطبق هذا المعنى فيما يخص التشكيلي والباحث بنظرته اتجاه الفن بصورة عامة ؟
– نظرة الفنان هي ذاتها للسياسي والأديب والشاعر والطبيب والمعلم تجاه الحياة وديمومتها، والتشكيلي والباحث ينظر إلى الفن نظرة تعبيرية لتحقيق هدفه، والعالم نيوتن في كثير من نظرياتة يعطي عدة أبعاد واغلبها تتحقق، لذلك الهدف الأساسي لكل عمل هو النجاح لأنه يضمن مسيرة ديمومة الحياة ،وتلعب الظواهر الطبيعية والفيزيائية وحتى الإجتماعية دورا مهما في حياة ومسيرة من هم يسعون إلى الشهرة والتفوق والنجاح والقبول البشري ممن هم في وسطهم وأحيانا يكون البعد الرابع بعد زمن لإدراك أفراد ذلك الزمن القيمة الفنية للعمل وصاحبه.
*هل لديكم برنامج عمل ثاني ماعدا إلقاء محاضرتكم بالتجمع ؟
– لدينا عدة فعاليات في هذا المهرجان إضافة لمحاضرتي آنفة الذكر ،وهنالك قراءة لأكثر من قصيدة لفلسطين والعراق وللفن والحب، أضافة لذلك سأقوم بتكريم السيدة نجية أحمد ياسين بتاج الفن ولوحتين شعريتين مطبوعتين على لوحات فنية، وقد يستجد شيء فنحنه له على أهبة الإستعداد، وهدفنا الأساسي هو الفن والفنانين وإعلاء شأنه وافادة الآخرين بما في جعبتنا.
*اي الألوان قريبة إليك ؟
-لكل إنسان رغبة وذوق وميول واتجاهات تجعله قريب منها خصوصا الالوان، لانها كما ذكرت في بداية حديثي ليس موجات ضوئيه تشحن للإنسان ،بل هي عوامل تفاعل وتقبل ونشوز، فكثير منا له رغبة في لون من الألوان أو أكثر تعبيرا لما يدور بخلده وتحبه نفسه ،ولكن يبقى عندي اللونين الأبيض والأزرق أفضلهما لنفسي ،رغم أنني أنظم الشعر، والشعراء يغلب عليهم الرومانسية ولونها الوردي.
*سنتحدث قليلا عن غياب الناقد التشكيلي في المشهد العراقي ،ماذا تقول عنه؟
-هنا الطامة الكبرى غياب النقد الأدبي والفني و الناقد التشكيلي في المشهد العراقي، ومن المؤلم أن يكون ليس مهنيا وعادلا، وهذه غابت عنا منذ سنين بسبب عنصر المجاملة والمحابات والاسم اللامع أصبحت هي من أهم العوامل المؤثرة على النقد بكل أشكاله ومنه النقد التشكيلي، وأصبح بعض التشكيلين كما هو حال المسرحيين والسينمائيين غايتهم الكسب المالي وظهور اللوحة المنكوصة والنص المتعب والهزيل.
*شيئا عن سيرتك الذاتية؟
-سيرتي الذاتية مزهر عبيد الخالدي ١٩٤٧/ النجف الاشرف تربوي متقاعد بكلوريوس لغة عربية، مارست الرسم في بداية حياتي ثم اتجهت إلى الكتابة ونشرت العديد من المقلات والبحوث في صحف ومجلات محلية وعربية وألقيت الكثير من المحاضرات في المجالس الأدبية والثقافية في أغلب محافظات العراق ،عضو نقابة الصحفيين العراقين وعضو الاتحاد الدولي للادباء العرب، عضو منظمة الكلمة الرائدة، سكرتير تحرير مجلة لواء الطف عضو نادي المتنبي الثقافي وعضو منسق في المجالس البغدادية، وعضو في رابطة العشائر للتفاوض وحل النزاعات وعضو منظمة السلام والأزهار الدولية التي مقرها بيروت إضافة لممارساتي الشعرية والقصصية.
*كيف وقع عليكم الاختيار ضمن لجان التجمع؟
-الفيس بوك شبكة عنكبوتية تتنقل بين الكثير منا ومن لهم هوايات ورغبات، وعندي الكثير من الأصدقاء ومنهم الفنان صباح والفنانة ايسر عبد الوهاب البياتي والسيدة وردة الصواف والسيدة نجيو أحمد ياسين، وشاهدت برنامج المهرجان وقد حببوا لي الفكرة، وحيث أن المهرجان متنوع و من ضمن اختصاصي الأساسي وهو الكتابة والإعلام، فأنيطت لي مهمة إلقاء محاضرة عن الفن فأخترت عنوان المحاضرة سالف الذكر ،وتم الإتفاق وهنا تولدت لي بعض المبادرات وعسى أن يوفقنا الله لخدمة هذ

لخدمة هذا الجيل الذي يدأ يخرج خارج اطار المألوف ويصبح الفيس بوك هو الشغل الشاغل بل هو الغذاء الروحي إضافة الى إسم بلدي العراق لأكون ممن يسعى لإرساء لبنة علمية في بناء هذا الجيل الجديد، إضافة لمتعة السفر والتعرف على اخوة واصدقاء، والإطلاع على معالم الدول ونتاجاتهم (سافر ففي الاسفار خمسْ فوائدٍ…تفريجْ همٍ واكتسابْ معيشةٍ وعلمٌ وادابٌ وصحبةْ ماجدِ)
*كلمة أخيرة ؟
-كلمة لابد أن نقولها وهي انه لمن المؤسف جدا ماقرأته وسمعته من البعض في الاساءة للبعض الاخر والتشهير والطعن والتشويه لعمل جميل يحقق طموحات الكثير من الفنانين روادا وجدت هذا جانب ،أما الآخر فهو هبوط أغلب المهرجانات والمؤتمرات إلى المستوى المادي وكسب المال دون تحقيق اهدف وغايته الحقيقية التي تفيد شريحة من شرائح المجتمع، وانما نظام بروتكولات رسمي وصور وفنادق ومطاعم دون تحقيق غاية أساسية سوى الربح المادي لغرض الثراء، وهذا في الحقيقة شيء مؤلم وأخيرا وليس اخرا أتمنى لهذا المهرجان النجاح والتألق وتحقيق الفائدة التي سعت من اجلها الفنانه القديرة صاحبة النظرة الثاقبة السيدة نجيه احمد ياسين وطاقمها المجند نفسه لنجاح المهرجان ومن الله التوفيق…واخيرا شكر خاص لكادر وكالة ” فضاءات نيوز ” لمتابعتها الميدانية للمشهد التشكيلي المحلي والدولي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق