اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

أوراق ” مستنسخة ” تتحدث بانبهار ودهشة عن تجربة عماد نافع العالمية

– رفض منصب وزير الثقافة ليحافظ على خطه الانساني النظيف

– رواد الحركة التشكيلية والمسرحية اكدوا ريادته للمستشكيل

 

  • اعلام اتجاد الادباء 

في المقتربات الاولى , وعند منعطف الافكار الملغزة , ثمة ناصية للتوقف حين نصطدم بوحي ” الدهشة ” باعتبارها صفة المغايرة ” المجنونة ” وهي تحمل سر قوتها في مغازلة ” الجبروت ” تحت عنوان البطولة بعيدا عن المخاطرة او المجازفة في وعي يختط دربا في محاريب اكثر من بعد طاغ , تلك مقدمة لاتحمل تاويلا لطلاسم لاتنفك دروبها , بل هي حيوات فكر يحمل صفة الجمال الثائر برسم راية الفنان عماد نافع , وهو يعلن انتصار ريشته ” وهنا اسجل ان بعض اللون انتصار , يشبه لون الثورة , والاطاحة بابراج الخالدين سطوة خرافة لايصدقها الا ذواتهم , كطغاة لايرجون لفكرة او حكم الا لدرب يختطوه لانفسهم, كثيرة هي التجارب التي لم ولن يدركها الطغاة بالرغم   من ان بعضهم يفتش في ادنى سكنات الكائن البشري , سواء كان هذا الكائن فنانا او اديبا , يفتش من خلال فعله الرقابي الذي لايؤدي الا الى حبل المشنقة ” لانه لايعنيه امر الحوار والبحث عن معالجة النص السردي او اللون المرسوم كفكرة واعية , في وقتنا هذا , صار ممكنا الاستعانة بالتسجيل المدون , وبعد اكتشاف الغطاء عن تلك التجارب , وقد اكتشفها قبلنا , وقد كان خارج جغرافيتنا , بل كتب عنها بتجرد واقعي نحن ندركه , ولكن ! وهذه الـ ” لكن ” هي محض الحكم الصادر بحقنا قبل ان نكتب , وقبل ان نكتشف , وقبل ان نبحث , مع اننا نعلم أي فعل ثوري قد دونته هذه التجربة أو تلك . وقد أشير الى ماسجله البعض في وطن ما عن تلك ” الحفريات ” وقد ضمتها حقيبتي اخيرا تحت أوراق ” مستنسخة ” وهي تتحدث بانبهار ودهشة عن عماد نافع ” عفوا نسيت ان اقول لكم , ربما هي الخشية ذاتها التي أنستني الاسم وانا اشرع بكتابة تلك ” الحفريات ” , انه المستشكيل ” عماد نافع ” الذي بات اسما عالميا بتجربته الرائدة في تحويل اللوحة الى بطل مسرحي , نعم صارت تجربته في فن التشكيل وفضاء المسرح تؤام الخيال المغاير , ربما نادر الفعل في مضامينه الحداثوية , وهي تفتح افاقا حداثوية في عالم يتجدد ويولد في كل لحظة عنوان مختلف اللعبة والفكرة .
شهادات محلية وعالميا بحق نافع
كثيرة هي الشهادات التي قيلت بحق تجربة المستشكيل عماد نافع في المزاوجة بين فضاء المسرح وفضاء اللوحة التشكيلية .ومن هذه الاراء قال عنه الناقد العالمي ” عز الدين نجيب عام 2001 ” وتحديدا عن تجربة ” الفضاء السابع ” التي قدمت في قاعة ” أفق ” للفنون , واثارت جدلا استمر طويلا , بوصفها تجربة عالمية نادرة , يقول عز الدين نجيب : ( ابهرتني هذه التجربة الابداعية الرائدة , وهي تنقلني عبر فضاءاتها العشر , وان اتخذت عنوان ” الفضاء السابع ” الى رؤى اسطورية تصب في صميم الملحمة الانسانية والصراع الابدي بين الخير والشر ,والاضافة الابداعية الخلاقة لعماد نافع هي ادخال اللوحة التشكيلية كبطل يتكامل مع ابطال المسرح ” البشر بلغة الجسد ” انها حالة من التحرر من كافة القيود وأمتلاك الحلم لتغيير الواقع , مااجمل ان ينتصر شباب بغداد الذي عاش واكتوى بنار الحروب , وقسوة الواقع ,, وان يحقق بالابداع ماعجزت عن تحقيقه السياسة ) .
نعم هذا هو عماد نافع الذي بدأ حياته متحديا , رافضا للظلم , والاضطهاد , مسخرا ريشته وقلمه بخدمة معسكر العدالة والجمال , حتى مع وجود طاغية , فاق جميع الطغاة دموية وقمعا .هنا ينتهي منشور عز الدين نجيب , وكان وحده يحتاج الى رواق محاكمة وهو يدين بانبهار الابداع الذي انتجه ” عماد نافع ” فما بالنا مع حيوات ” عماد ” ومضامينه المخبئة في مخيلته وماكان يهدف من وراء عمله الذي حرض اكثر من ” نجيب ” للدهشة والانبهار والكتابة فيما بعد تحت سقف فعل ثورة حتما .وصارت تلك التجربة عنوان كبير للفنان التشكيلي الرائد ” نوري الراوي ” الذي كان مغرما جدا بهذه التجربة الفريدة , حيث ادار ندوة مفتوحة شارك فيها التشكيلي د حسن نفل واستاذ المسرح د ميمون الخالدي , و ا .د طارق حسون فريد ,والكاتب والصحفي الكبير عبد الزهرة البياتي , ومجموعة رائعة من التشكيليين والمسرحيين على حدائق قاعة ” افق ” للفنون بادارة التشكيلية ” زينب بكر ” , والنحاتة ” اسماء بكر ” ,وهنا قال الفنان نوري الراوي كلمته المشهورة : ” عماد نافع زرع بذرة ..ستصبح غابة من الابداع العراقي والعربي اسمها المستشكيل ” ,اما الفنان التشكيلي المنظر شاكر حسن ال سعيد فقال : ( الخرق الاكبر للوحة التشكيلية احدثه الفنان الكبير فائق حسن بعدما اخرج خيط ” المغزل ” خارج اللوحة , اما مافعله عماد نافع فتجاوز ذلك بكثير , حين اخرج شخوص اللوحة التشكيلية الى فضاءات المسرح عبر لغة الجسد ) , وكان للتشكيلي د.حسن نفل هذا الراي : ( في تجربته الرائدة والجديدة دخل الفنان عماد نافع من اوسع الابواب حيث تصرف بذكاء وحكمة مع المادة المطروحة على صعيد الموضوع والاسلوب ’ فهو يخلد المشهد المسرحي باللوحة بعدما كان المسرح يؤرشف عن طريق الورق , واستطاع تحريك اللوحة ضمن خطاب جمالي بصري مدهش , هذه التجربة تحتاج الى وقفة متأنية وجادة حتى تأخذ مداها الحقيقي على صعيد العالم . .
هنا ينتهي منشور عز الدين نجيب , وكان وحده يحتاج الى رواق محاكمة وهو يدين بانبهار الابداع الذي انتجه ” عماد نافع ” فما بالنا مع حيوات ” عماد ” ومضامينه المخبئة في مخيلته وماكان يهدف من وراء عمله الذي حرض اكثر من ” ” الدهشة والانبهار والكتابة فيما بعد تحت سقف فعل ثورة حتما .وصارت تلك التجربة عنوان كبير للفنان التشكيلي الرائد ” نوري الراوي ” الذي كان مغرما جدا بهذه التجربة الفريدة , حيث ادار ندوة مفتوحة شارك فيها التشكيلي د حسن نفل واستاذ المسرح د ميمون الخالدي , و ا .د طارق حسون فريد ,والكاتب والصحفي الكبير عبد الزهرة البياتي , ومجموعة رائعة من التشكيليين والمسرحيين على حدائق قاعة ” افق ” للفنون بادارة التشكيلية ” زينب بكر ” , والنحاتة ” اسماء بكر ” ,وهنا قال الفنان نوري الراوي كلمته المشهورة : ” عماد نافع زرع بذرة ..ستصبح غابة من الابداع العراقي والعربي اسمها المستشكيل ” ,اما الفنان التشكيلي المنظر شاكر حسن ال سعيد فقال : ( الخرق الاكبر للوحة التشكيلية احدثه الفنان الكبير فائق حسن بعدما اخرج خيط ” المغزل ” خارج اللوحة , اما مافعله عماد نافع فتجاوز ذلك بكثير , حين اخرج شخوص اللوحة التشكيلية الى فضاءات المسرح عبر لغة الجسد ) , وكان للتشكيلي د. نفل هذا الراي : ( في تجربته الرائدة والجديدة دخل الفنان عماد نافع من اوسع الابواب حيث تصرف بذكاء وحكمة مع المادة المطروحة على صعيد الموضوع والاسلوب ’ فهو يخلد المشهد المسرحي باللوحة بعدما كان المسرح يؤرشف عن طريق الورق , واستطاع تحريك اللوحة ضمن خطاب جمالي بصري , هذه التجربة تحتاج الى وقفة متأنية وجادة حتى تأخذ مداها الحقيقي على صعيد العالم .

مفارقة ثانية

” حمى فوق 40م ” المعرض التشكيلي المثير للجدل الذي اقيم في الاردن عام 1993 , كان يمثل صرخة بوجه الطاغاة , ذلك الانقلاب التشكيلي الذي غادر ذاكرة التدوين تحت مسميات الفرشاة واللون ليدخل تارخ صراع من اجل البقاء في شجن الهموم , وهي تسجل انينها , غربتها , صراخها , عبر الواح سومر ومقترباته حضاؤيا . عماد نافع هنا يصرخ كل ذلك في ذات منفى وجودي , بعيدا عن حميمية العراقي بريشته وهي مدافة بالوجع والحزن والانتماء الى امة ضاعت تحت حماقات طاغية , في اتون حروب وقتل واعدامات في ليل مدلهم , وحده الجدران تاكل بعضها , كانت قاعة العرض تضج بعيون الرقيب الذي زرعه النظام البائد انذاك في الحامية الرومانية كما اسماها الشاعر هادي الحسيني , ووحده عماد نافع , يبتسم هنا ليستقبل ربما حتى من جاء يكتب عنه منشور سري الى ” دولة المنظمة السرية ” وهو لايدري , وحده العنوان ” حمى فوق 40 م ” جرم في دوائر المنظمة السرية , وكل لون في لوحاته كان روح ظما لثورة مقبلة ” تتناثر مع حمامات السلام , تحت ” نصب الحرية ” . كانت فرشاته في تلك ال ” حمى “” ضيم ” اطال الجميع , ليوصل المعرض رسالته الى جميع المنفيين في الغربة او داخل وطنهم ..ان ثمة شيء ما سيحدث أكيد .

ليكتب الناقد العربي ” جميل الزعبي هذه المقالة المؤثرة والخطيرة على الفنان عماد نافع :

قادما من دوامة الاحتراق ..
رافعا راية الانبعاث ..
حاملا عبء السنين
ناسيا دموع التعب …امتداد الخوف
تعملق الهزيمة ..
شاقا ظلمة الايام
في وجهه الابيض الندي تقبع حكايا شعب
في غور عينيه ..تنام أبنية ..
على شفتيه تقهقه بسمة تحد ..
تسحرنا الوانه ..
تاسرنا توقيعاته
تفتح باب المحاولة لوحاته ..ابدا يتقدم موكب الرفض
ابدا يشق ستائر الازمنة ..يوسع الامكنة ..يغتال الارتداد
يتمدد من داخل الجرح ..ليكسر أطر الانحسار ..
ينفلت من ذاته ..ليصنع ذواتنا ..
حادة كسيف علي تقطع قسماتك الاهات
ايها القادم من الف ليلة ونخلة ..
في كل لون من ريشته المعطاء
وكل لوحة تصاغ بالانصهار ..
هي ميلاد جديد ..ينتظر الأتي
في عالم الغد الفتي واهب الحياة
ويهطل الامل
مطر ..مطر ..مطر ..
وذلكم ياسادتي …..عماد نافع ليضعه هذا المنشور الذي كتبه الزعبي في مجلة اسفار الاردنية ..أمام مسائلة ” أزلام النظام ” ..حتى وصل به الحال ..الى مكتب وزير الثقافة انذاك ,بعد ان ودع اهله وعياله خوفا من سطوة النظام , لكن القدر كان معه في اللقاء بلطف من الباري عز وجل , وينجو باعجوبة من هذا المنشور الذي اعتبرته دوائر المخابرات تحريضي ضد نظامه .

فجر سوريالي

في عام ” 2016″ قدم تجربة لافتة في اسلوبه المعروف بالمستشكيل في قاعة ” كولبنكيان” برعاية وزارة الثقافة وحضور الدكتور شفيق المهدي ” رحمه ” الذي افتتح المعرض الممسرح ” ان صح التعبير ” ولم يخف المهدي تأثره الكبير بتجربة عماد نافع العالمية , اذ وصفها بهذه الكلمات : ( نافع اليوم غسل عيوننا ..أزال عنها الغبار ..ليرينا المعاصرة الحقيقية بأدق تفاصيلها ..ووضوحها , معجب انا بهذا الفنان الشريف بأسمه , وتاريخه , وبمنجزه ) , هذه التجربة شهدت افتتاح معرض تشكيلي من 30 لوحة زيتية , مع ثلاث لوحات ممسرحة ” مستشكيل ” وهي :

” القبر الاخير “
و” صراع ابدي “
و ” عادوا لعراقك ”

, وضمت التجربة ايضا توقيع كتاب يحمل عنوان المعرض ” فجر سوريالي ” قدم له الناقد علوان السلمان , واضاف لها د شفيق المهدي , والمتحدث . وحضر التجربة حشد كبير من التشكيليين والمسرحيين والادباء والشعراء والاعلاميين .

منصب وزير الثقافة

بعد الحضور الابداعي المميز الذي حققه عماد نافع على الصعيد المحلي والعربي ,باسلوبيته الجديدة , اسلوبية المزاوجة بين التشكبل والمسرح , عرضت عليه حقيبة وزارية مهمة , خلال رئاسة د عادل عبد المهدي , وهي وزارة الثقافة بدون سابق انذار كما يقول نافع , والترشيح جاء مباشرة من رئيس كتلة سياسية كبيرة ومهمة تثمينا لما حققه من منجز ثقافي وفني مهم , كذلك لمواقفه الوطنية المعروفة ,ومقارعته الانظمة الدكتاتورية والقمعية , بريشته وبقلمه , ولكن الموقف الغريب هو رفضه لهذا المنصب الذي يحلم به غالبية العاملين بالوسط الثقافي والفني في العراق , لانه مؤمن بحقيقة مهمة وهي ان السياسة تبعدك عن عالمك النقي و الجميل , بل تسيء لأسمك وتاريخك لان المرحلة السياسية كانت مضببة تماما ,ولايبدو فيها نفق للخلاص , وكما توقع نافع تم استبدال الوزير الذي تصدى للوزارة خلال عشرة اشهر فقط , وبهذا الرفض يكون عماد نافع قد ضرب اروع الامثلة في التفاني والاخلاص لخطه الثقافي النظيف سلوكا لاتنظيرا .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق