اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو
“على نار هادئة” البر والعقوق عند الابناء … في الثورة التقنية
“على نار هادئة” البر والعقوق..عند الابناء .. في الثورة التقنية
افتتاحية – فضاءات نيوز الاخبارية
بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
كثيرا ماتحدثت عن تحديات الثورة التقنية، وانعكاساتها السلبية على مجتمعنا العربي عامة والعراقي خاصة. واليوم سنقف عند موضوع مهم يعاني منه الكثير من الاباء والامهات، وهو العقوق، نعم الكثير من الأباء يعانون اليوم من تهميش مؤلم من قبل الابناء، لتأثرهم الكبير بما يقدم لهم من طبق فكري مسموم، رغم شكله الجميل، هذا الطبق يعطي تعريفا جديدا لمعنى البر، كما يراه الغرب لا كما يفرضه الاسلام الحنيف، واعتقد قصة سورة البقرة، تعد رسالة واضحة جدا للجميع دون استثناء، و تعرف معنى البر الحقيقي المفروض على الابناء تجاه ابائهم، ولكن التشظي الفكري والابتعاد عن خط الله المتين، والتشجيع المستمر من قبل الذئاب الالكترونية، التي تسعى الى تمزيق النسيج الاجتماعي، ودق اسفين بين الابناء والاباء، والمخيف ان الابن لايعي خطورة الأحبولة التي أعدت خصيصالتقييده، اي لايعتقد انه سقط في فخ العقوق، بل يعتقد انه مازال ابنا بارا ! مع كل الابتعاد عن معاناة الاب وهمومه الداخليه واحتياجاته الخاصة، لاسيما اذا كان مريضا، كنا نسمع ذلك في بعض المجتمعات الغربية سابقا، ولكن للاسف مجتمعنا اليوم بات ينافس تلك البلدان، وصارت هذه الظاهرة الخطيرة تنتشر في مجتمعنا الاسلامي كالنار في الهشيم ! وينتظر الابناء موت ابائهم، ليمنتجوا لهم افلاما قصيرة فيها رثاء بكائي حزين، مؤلم جدا، وهذه الافلام تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي ويستقبلوا مئات الرسائل التي تحمل عبارة ” الله يرحمه ” !! . هذا هو مفهوم ” البر” المعاصر لدى الابناء باستثناء القلة القليلة التي بارك الله بها و بتربيتها . واخيرا نسأل من يتحمل مسؤولية مايحدث . غياب المنبر الحسيني التثقيفي والتربوي المعاصر . الذي يواكب تحديات الثورة التقنية باسلوب علمي لايخلو من التشويق . – غياب دور المؤسسات الثقافية والفنية .التي تتحمل مسؤولية كبرى، لانها قادرة من الحد من هذه الظاهرة الخطيرة، من خلال إنتاج أعمال درامية ومسرحية قريبة من هموم المجتمع والابتعاد عن الأعمال التي تشجع الأبناء على التمرد تحت غطاء الحرية و الحداثة،التي تجلبها الأعمال الدرامية والمسرحية المطبوخة في مطابخ ملعونة و معروف عنوانها . – دور الاعلام مهم وخطير في هذه المرحلة، فهو قادر على وضع خطة عمل سنوية او شهرية تخصص للحد من هذه المواضيع . – وزارة الداخلية بجميع مؤسساتها ودوائرها، تقع على عاتق وزارة الداخلية المسؤولية الكبرى في تنظيم السلوك الاجتماعي للفرد العراقي، لاسيما في الحالات الكبيرة التي تصل الى رمي الاباء والامهات في الطرقات، او حتى ضربهم بقساوة، كما نرى ونسمع الشكاوى من خلال برامج تلفزيونية محلية. – رئاسة الوزراء ..رئاسة الوزراء يقع عليها مسؤولية لاتقل اهمية عن سابقتها وزارة الداخلية، وذلك بتكليف لجان متخصصة وتمتلك صلاحيات كامة للتعامل مع هذه الحالات، التي رسمتها ايادي خفية بمجتمعاتنا النظيفة .
نسال الباري عز وجل ان يحفظ مجتمعنا العراقي والعربي والاسلامي من كل سوء ويبعد عنا هذه الظواهر الكارثية الدخيلة.