افتتاحية ” فضاءات نيوز ”
بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
ماذا يعني حرق طيار امريكي لنفسه امام السفارة الصهيونية في بلده أمام مرأى ومسمع العالم بأسره , استنكارا على مايحدث في غزة من تدمير ممنهج للانسان , ويهتف قبل موته فلسطين حرة ,
مقابل صمت عربي واسلامي مطبق , لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلا ؟! .
ماذا يعني ان تقبر عوائل باكملها تحت الانقاض , ويحرق الاطفال لاسيما الاطفال الرضع الذين يصعدون الى الباري عز وجل بلا أوردة , ولاأفئدة , ويغطوا قباب الله والسماوات ؟! .
ماذا يعني ان يموت ماتبقى من شعب غزة جوعا وعطشا وبردا , بغياب الأدوية ,و المأوى , والملاذات الأمنة ؟!.
ماذا تعني صرخة أم ذبح وليدها بحضنها و زوجها بلا راس يبحث برجله على الارض لم يدرك الشهادتين ؟!
وفي الجهة المقابلة تنشر الزينة , والالوان الحمراء , في الشوارع والمحلات وفي المباني الجميلة , وتنطلق الافراح , ووترجم السماء بالرصاص احتفالا , بأعياد وهمية لاصلة لها بالانسان حقا ولا بالانسلام , ولا , ولا …..!! .
وتنضم المهرجانات الثقافية والفنية , والأدبية , انتصارا للحياة وللجمال كما يزعمون !!.
ولا أدري عن أي جمال يتحدثون ورائحة حرق جثث اطفال غزة تزكم الأنوف وتحرق العيون كل ساعة وكل دقيقة ؟!
لاأدري عن اي ثقافة حرة يتحدثون , عن نكاح الرجال للرجال والنساء للنساء , او بتبادل الزوجات , او تغيير الجنس البشري الى اخر حيواني , او تلذذهم بموائد شهية لاتخلو من لحم طفل بريء طري , وشراب لايخلو من دم شيخ لايفارق صلاة الليل قط , وليس على لسانه سوى عبارة : ” ساعدنا يا الله “! .
ياالله .. أبتلينا بأمة لاتشبه اخلاقها اخلاق نبيها , ولا تصغي لوصايا الرسول , ولاتتبع خطوات السماء , بل انهم يقتلون اولاد الانبياء وكل من ينتمي لهم ..كما قتلوا بالامس حسينا , ومزقوا صدره بحوافر الخيل , وكما ذبحوا بالامس رضيعا ظامئا اسمه الطفل الرضيع , عمره ستة اشهر , جريمته طلب الماء ليطفأ نار كبده من العطش ؟
يتفاخرون باشياء لاوجود لها , يوسعوا ترساناتهم العسكرية بمليارات الدولارات التي تذهب الى جيوب أعداء الله و الانسانية , والشعوب تتضور جوعا , ولم يقتلوا بهذه الاسلحة المغتصب لحقهم وأرضهم وعرضهم ولم يدافعوا بها عن مقدساتهم المنتهكة , بل يقتلوا بها ابناء جلدتهم , ويقتلوا بها ابناء أمة نبيك محمد “ص” .
وتحضرني هنا ابيات للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش ” رحمه الله ” :
( ياأخي أطلق النار على العدو لننجو معا من رصاص العدو ….وننجو من الاثم ..
ماذا تقول ؟ ستقتلني كي يعود العدو الى بيته ….بيتنا ,
وتعود الى لعبة الكهف ؟!
ماذا صنعت بقهوة أمي وأمك ؟ ماذا جنيت لتغتالني ياأخي ؟! )
نعم ياالله ….انهم يشنون حربا على ابنائك الابرياء والفقراء .. .. نعم انهم يشنون الحرب على السماء ! .
اذا ….ماذا تعني لك هذه الحرب ياالله ؟ !.
