اخر الاخبارمنوعات

” أميلُ برأسي صوبَ الإرتحال ” للشاعرة الجزائرية مريم بو شارب

 

شعر – مريم بو شارب / الجزائر 

 

أميلُ برأسي صوبَ الإرتحال

عِشتُ على أُهبة السفر حياةً

وموتاً وأغنية

في المحطة ..

كانت التذكرة دائما

تؤرِخُ لمُدن غابت خلف جغرافيا الحروب…..

حكّة عوالمُ صغيرة تتهيأ لإعادة

هيكلة الحضارات القديمة

جحافلٌ من الأراجيف والحماقات

تتعاظم على حساب الشِعر والمنفى

لطالما كانت الكلمات تؤوّل نفسها

عبر زمنِ اللغة

خارجةً من مغطسِ التاريخِ

عارية دون بِيكيني

يُحدد خطوط الطول والعرض

على جسدِ الانتصارِ والرغبة

وحدي في محطة العودة

دونَ حقيبة سفر

أختزلتُ كتباً كبيرة

في جيبِ مكتبتي الكرتونية

كان أبي يكره الفلسفة

وتعودت أمي على قراءة كتب الدين

فلم يرق لهم كوني منشغلةً

بدراسة الجنون وتأريخه

في الجهة الأخرى من رأسِ فوكو

على الضفة العربية للغثيان الاجتماعي..

أن أكون امرأة مسجونة داخل ثوب التقاليد،

انثى لا تؤمن بالحدود

ذلك هو الوحش ..

الذي كان ترويضهُ غاية في السُخفِ

والتعقيد

هذا مالم تُدركه هالة التعوّد

اليومَ أخرج من بطنِ حيرتي..

مؤججة بكذب دبّجته خصيصاً

ليلبسني حُلّة في نيسان

لأقفزَ

وأبكي..

وأبدوا كرحالةٍ نسيت ابريق الشاي

فوق أعصابها

وأحرقت الفرن بدل أن تزّج برأسها داخله

لقد كانت بلاث مكتئبةويائسة،

أما أنا ..

فمبتهجة

بكآبتي أتلذذ بطعم خوفي

أغنّي كما فعل بيتهوفن ..

يوم عزف آخر مقطوعاته في بيت غريب

مستمتعاً يقودُ آخر ألحانه إلى حتفها

ويشيّع نعشه قبل موته بشهقتين

لقد حفرتُ قبري..

قبل ان أُقشّر بيضة حياتي

وحتى دون تشققات أو تمَّزقات

ها أنا ذا ..

مجوّفةٌ ..

داخل مشفى أمراض اللغة
أفتش عن كلماتٍ

تُحيلُني إلى ذاتي..

من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق