اخر الاخبارقسم السلايد شومنوعات

أقصده مسرحية تحت عنوان (قف مكانك…انت)

 

 فضاءات نيوز – قحطان جاسم جواد

منذ سنواته الاولى في المسرح وانا اتابع بأمان تجربة الفنان القدير جبار حسن وظللت اتابعه حتى عمله الاخير في معرض بغداد(قف مكانك…. انت) وكأنه يريد ان يحذر او يقول قف مكانك وتمعن قوة المنطق في تفسير الاشياء وربطها مع بعض. في تجربته الاولى في اهوار العراق قدم نموذجا مهما لمسرح الشارع عبر المسرح العائم ونجحت كثير ويتذكرها اهل الاهوار والعمارة. ثم قدم تجربة اخرى اكثر نجاحا في الاردن حين درب وعالج مسرحية لطفلة في المسرح تؤدي وتتالق لوحدها على خشبة المسرح رغم انها ضريرة العين. وها هو ابا عطيل جبار حسن يقدم لنا تجربة اخرى ناجحة ومهمة في الربط بين الاقتصاد والمسرح اطلق عليها اقصده المسرح ضمن تجربة قلما انتبه اليها الاخرون في مسرحية قف مكانك…انت التي عرضت في معرض بغداد قبل ايام وحققت نجاحا مهما وحضرها الكثير من النخب الاعلامية والفنية والثقافية في البلاد اضافة للمواطنين من عامة الناس. يقول الفنان والكاتب جبار حسن مؤلف ومخرج المسرحية (حضرتك تعرف جيدا ومطلع تماما عن قرب على مسيرتي الفنية باعتبارك الإعلامي الأقرب لنا كعائلة عراقية فنية تتحرك بين التمثيل والإخراج والتأليف، ويواصل …الحقيقة ان آخر عمل مسرحي لي تأليفا واخراجا كان في الاردن عام ٢٠٠٢ أثناء إقامتي هناك، وهو عمل موندرامي لممثلة اردنية كفيفة وقد اعتبر في حينها اعلاميا كأول عمل مسرحي ليس في الوطن العربي بل في العالم لأن كل البحوث التي قمنا أنا ود. العزيز حسين التكمه جي لم توصلنا الى خيط يربطنا بتجربة مماثلة، أسوق هذه المقدمة للتأكيد على أني ابحث دائما عن الجديد والمميز، وذات يوم قادتني الصدفة لشخص كان جل اهتمامه الاقتصاد العراقي ودعمه وتطويره وحمايته، فأيدته وشاركته الرأي فاقترح علي ككاتب ومخرج مسرحي أن اعد عملا يليق بموضوعة الاقتصاد ووعدته خيرا، ومرت الأيام وانا في أحد مقاهي بغداد الشعبية في منطقة الكسرة وكان يجلس معي صديقي العتيد د. جبار خماط وفجأة نظرت في وجهه متأملا متحفزا كاتما صوتي المتفجر قائلا: ما رأيك بهذا المصطلح المبتكر الجديد( الأقصدة المسرحية) طرق قليلا ثم عقب بأسئلته ومقترحاته حوله ودار النقاش بيننا طويلا حتى اتفقنا في الراي فقلت له، هذا هو المصطلح الذي سيقودني لصنع مسرحية بانتومايم تلعب فيها الموسيقى المختارة بدقة والمؤثرات والسينوغرافيا والرمزية والتعبير الجسدي دورا رئيسيا واساسيا في تقديم تجربة جديدة نفاجئ بها الوسط المسرحي والإعلام بقوة فبارك لي هذه الخطوة، وكانت اولها اختيار الموسيقى من قبل الفنان فرات تركي وزمن المسرحية حيث مكثنا لمدة اسبوع متواصل ولأكثر من ساعتين يوميا للبحث والاستماع داخل احد استود يهات التسجيل حتى تم اختيارها، ومن بعد ذلك اختيار أربعة او خمسة شباب وشابة من معهد الفنون الجميلة وهم( امنة حسام ونزار الخياط ويوسف عبدالجبار وخلدون كشكول ومساعد المخرج علي جواد الركابي)ومعنا صانع الدمى الشهير الأستاذ علي الركابي مصنع دمية الفساد ومؤديها بنفس الوقت وبذات رحلة التمارين في بيت الطيب للثقافة والفنون ،وهكذا حتى انجز المسرحية وبدعم وتبني من قبل /تحالف الاقتصاد العراقي. وقد اكتمل العمل بعد معاناة وظروف استثنائية مرت بها العاصمة بغداد من تظاهرات وتجمعات اخذت منا مأخذا كبيرا وتعطيلا وتأخير لمنجزنا المسرحي. واشار الفنان جبار:-وقد شوهد العمل لمرتين الأولى من قبل الكادر المتقدم للتحالف، والمشاهدة الثانية من قبل لجنة فناني نقابة الفنانين برئاسة الفنان القدير مازن مصطفى، وذلك لتلافي الممنوعات اثناء عروضنا القادمة في الحدائق والساحات و المتنزهات والمولات والمدارس والجامعات، والهدف الرئيسي للعمل المسرحي هو الثقيف والتعبئة الجماهيرية لبيان دور الاقتصاد في تقدم الشعوب، ومحاربة وفضح الفساد وبيان دور الأسرة والمجتمع والمدرسة في التدبير والتخطيط لأنشاء واعداد اجيال تعي تلك العملية وتحميها كما وتساهم حاضرا ومستقبلا في صنع سعادة ورفاهية وتقدم الوطن ومحاربة الفاسدين، ولأن الصحة والتربية والتعليم والأمن والسلام والسعادة لا تتحقق إلا بوجود اقتصاد قوي مبني على قواعد علمية رصينة. اخيرا قال جبار :- كاختصاص ماجستير ادب ونقد (منذ خمسينات القرن الماضي وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وظهور المدارس الأدبية والمسرحية كالمعقول واللامعقول والرومانسية والدادائية والمثالية وغيرها لم يظهر بعد ذلك اي مصطلح او مدرسة او اسلوب مسرحي جديد ،وبقينا نجتر ونعيد ونصقل بالقديم نفسه، وما مصطلح الأقصدة المسرحية إلا منهاجا قيما واسع الدلالات لتحليل النظم الاقتصادية والاجتماعية وأعاده هيكلتها بالوعي والتثقيف والمشاركة والمصارحة. اما الفنان الدراماتوك د جبار خماط فقال:- الحمد لله تكللت المسرحية بهذا الجمهور العريض المحتشد في قاعة معرض بغداد. وهي اول مسرحية تعنى بهذا المصطلح المبتكر من قبل المخرج والمؤلف جبار حسن وبعون كبير من تحالف دعم الاقتصاد العراقي. شكرا لكل الجهود الخيرة التي وقفت خلف نجاح العمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق