اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

” وأيّة رحلة ” للشاعرة ريما آل كلزلي

 

وأيّة رحلة …..للشاعرة ريما آل كلزلي

 


    شعر – ريما آل كلزلي

ماذا أفعل؟
لم يخبروني بماذا أقيسُها
الجرحُ نخرُهُ في العمقِ
و الحلم في كلِّ صبحٍ أرتُقُهُ
حينَ يرقدُ النومُ ينهضُ السؤالُ
ويشعلُ مصباحَهُ من فتيل المعاناة …….
لم يكن مدعوّا للرحلة
مع ذلك حضرَ
نسجَت الدّهشةُ خيالاتَها في رحلةٍ مجهولةٍ
إلى عوالمٍ خضراءَ
ليست بغابات
خصبةٌ كالآمال مقنّعةٌ بالمواجعِ
بقطارٍ ذي اتّجاهٍ واحد
حُدِّدَ مساره
و الحكمة جنينٌ غير مكتمل
حيثُ لا وجودَ للمصادَفات
كان على كلّ شيءٍ
أن يحدُثَ
في نفسِ المكان ونفسِ الزمان
الوردةُ لا تملكُ إلّا أن تفوحَ عطرًا
والشمسُ ترسلُ دفئها
غير مهتّمةٍ
تحت هياجِ الأمنيات
والكلماتُ تختمرُ في حبرِ اللّحظةِ
لتدورُ في دوائرِها المُقفلة
تسألُ عن العواصفِ الهاربة
من جسدِها
عن تفجّرِ الموتِ الكامن
في عمقِ الحياة
تحاولُ العبور كصيحةٍ في الفراغِ
أرجو أن ينشغلَ عنها النسيانِ
تحاولُ من جديد
أن تتوازنَ فوق بحورِ الرّمال
كأنها قصيدة رثاء تنتحل الفرح لونًا
هي تعرف مصيرها المحتوم
فتعلن أنّها ليست ترابًا وحدهُ
ورمادًا لن تؤول
في الأرض الوحيدة التي نعرفها جميعًا
في يومٍ ما سيُعلَنُ أنّ الحياةَ رحلةٌ
متعتها تنتهي لحظة الوصول
وأن لذّتها الحبّ والجمالُ
وإن طالت الرحلة
سيظلّ النخلُ شاهدًا على نومِ الريح
والصور تنكشفُ
تحت فلاشات الملائكة
فيما نستسلمُ كالرّعب في النّظرِ
عند تخثّر الخوف في عروق سمائها
بروقًا ورعودا
ليس أسوأ من مقاتلٍ يَسحَقُ في صدر الفضاء
شهواتِ الربيع
لا تعتذر للوقت لاتعُد إلى المنتصف
الوقتُ متعصّبٌ
ليس معنيًّا بأن يتخلّى عن طبعِهِ
في هذه الرحلة
أعدْ حساباتكَ لألفِ عامٍ
فالخُطَى مازالت
تنتظر إشارة النّهايات
هناك عند مفترقات
الأماكن
أعدْ حساباتك في كلّ شيء
هل ترى الحسّون يودّع
تغاريدَهُ في القفصِ المذهّب
في الرحلة
تتجوّل الأحكام بين حكّامها
مُفرَغةً من العدلِ
امنحِ الطريقَ بساطةَ الفكرة
وروح المعنى
ليبصرَ الغيمُ علوَّ المنصّات
أليس للرحلةِ خرائطُ
وللخرائط أجسادٌ
تطوّقها خيوطٌ تجاذبت أذرُعُها
لا تستعجلْ الهروب قبل الامتلاء
فإنّ لحاف الفارغين الخيلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق