اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

لوحات عالمية وثقت رموز الطف لونيا

 

فضاءات نيوز – فهد الصكر 

لم تكن واقعة الطف حدثا عابرا قط ..بل انها فاجعة تتجاوز المعان التقليدية للألم ،  بيد انها كانت ومازالت مصدراً مهماً للكثير من المبدعين، شعراء ,أدباء , تشكيليون,  مسرحيون , سينمائيون , وتخصصات فنية وأدبية أخرى ,  وللتشكيل كانت حصة الاسد من الواقعة الأليمة , حيث برزت أسماء تشكيلية مهمة محلية وعربية وعالمية , إذ جسدت لوحاتهم  ماساة فاجعة الطف التي لم يشهد لها التأريخ الانساني والاسلامي بديل ,  هذه اللوحات العالمية  كانت بحق وثيقة تأريخية متحركة زمكانيا , بالاضافة الى انها وسيلة معرفية متقدمة للأجيال …وذائقة لونية , ورؤى جمالية غير متناهية  , برغم الألم  الهائل الذي يكتنزها .

 وكالة ” فضاءات نيوز ” حاولت تسليط الضوء على أهم الاعمال التشكيلية التي تركت بصمة مهمة في الساحة التشكيلية العربية و العالمية , التي وثقها التشكيليون  في العالم  والاسلامي عامة وفي العراق خاصة الذين وثقوا بأعمالهم هذه الحادثة الأليمة ..وسنتناول هذه الأعمال مع تعليق بسيط عليها .. وستنشر أعمال تشكيلية أخرى .. في تقاريرنا المقبلة . 

لوحة ” الشهيد ” للتشكيلي كاظم حيدر / العراق 

 لوحة الشهيد للفنان التشكيلي العراقي ” كاظم حيدر ” – رحمه الله –  نفذت هذه اللوحة عام 1969. وموجودة في متحف وزارة الثقافة العراقية .

استطاع الفنان كاظم حيدر ان يخط لنفسه طريقا ونهجا خاصا في الرسم , وكانت التجريدية هي يقينه الاسلوبي , وعرف عنه انحيازه لرسم رموز واقعة الطف  بأسلوبه التجريدي المعروف . ولوحة ” الشهيد ” نموذجا حيا لنهجه الفني..فشخوص اللوحة  تدل على انها رموز طفية , حيث يظهر رأس الامام الحسين ” عليه السلام ” محمولا من قبل ” شمر بن ذي الجوشن ” الذي يمثل رمزا من رموز يزيد ابن معاوية ..وتظهر في اللوحة رموز اخرى منها .صورة الامام علي الذي أخذ مساحة كبيرة من اللوحة , وأظهره الفنان بطريقة اسطورية , حيث الجسد القوي والعظلات المفتولة , وهي أشارات واضحة للقوة الخارقة التي كان يمتلكها الامام علي ” عليه السلام ” , كذلك تظهر لنا في اللوحة صورة  لسبايا  الامام الحسين  ” ع” ” نساء الطف ” , والشمس الحزينة , والخيام ..وكلها اشارات رمزية واضحة لواقعة الطف . وللفنان كاظم حيدر أعمال أخرى عن واقعة الطف  لاتقل أهمية عن لوحة ”  الشهيد ” .

لوحة ” مساء يوم العاشوراء ” للتشكيلي العالمي فرتشيان

 

” لوحة ” مساء يوم العاشوراء ” للفنان التشكيلي الايراني محمود فرتشيان , نفذت هذه اللوحة عام 1976 , في طهران , ويقول الفنان عن لوحته الشهيرة , ان الفكرة في الاصل كانت لوالدتي التي نصحتني يوم عاشوراء  بالاستماع لواقعة الطف , كي أستلهم منها الدروس والعبر لأوثقها لونيا , فأخبرت والدتي أني سأذهب الى مجلس حسيني , وأستمع للواقعة بشكل مباشر , وبالفعل ذهبت للمجلس وشعرت بخشوع لايوصف حينها , وبعد عودتي للبيت , نفذت هذه اللوحة التي أخذت مساحة اعلامية أكثر من غيرها بالعالم أجمع . والفنان فرتشيان من مواليد اصفهان عام ” 1929 . أكمل دراسته للفنون التشكيلية في اصفهان بعدها هاجر الى أوربا وأستقر هناك , ليطور من قدرته الفنية , واستطاع فرتشيان ان يرسم لنفسه هوية فنية خاصة , حيث لقب بـ “الاستاذ ” وأمتازت أعماله بفن المنمنمات ” المينياتور ” والمزاوجة بين الموروث الايراني والمعاصرة الحديثة , وأعطى لواقعة الطف مساحة كبيرة من أعماله التشكيلية التي وثقت عالميا . 

 

لوحة ” حوارية الميمون ورأس الحسين ” للتشكيلي ” عماد نافع “

لوحة ” حوارية الميمون ورأس الحسين  ” للفنان التشكيلي العراقي عماد نافع , نفذت هذه اللوحة عام 1998 , وكانت ضمن اعمال التجربة العالمية الجديدة ” مستشكيل ” عام 1999 – 2000 , والتي حملت عنوان الفضاء السابع ..أو رحلة الميمون الى الفضاء السابع ..وهي ضمن سلسلة لحواريات الميمون ..مع رموز الطف .. وعرف الفنان عماد نافع بتخصصه برسم رموز واقعة الطف , وتوثيق الثورة الحسينية من خلال اعماله التي تجاوزت الـ ” 70 ” عملا فنيا  خاصا بالثورة الحسينية , ولم يكتف نافع برسم واقعة الطف بل ضمنها بأعماله المسرحية والشعرية كذلك . له فلسلفته الخاصة  بالالوان التي عادة ماتشكل فضاءاتا غيبية . والفنان عماد نافع من مواليد بغداد عام 1961..أقام معرضه الشخصي عام 1991 الذي حمل عنوان ” انتبهوا ..انه الانسان ” في قاعة التحرير .وهذه اللوحة تمثل اهم رموز الطف ..يتوسطها رأس الامام الحسين ع المقطوع , والذي صار شمسا بين الكواكب وتقف الى جانبه أخته الحوراء زينب صاحبة الثورة الاعلامية الكبرى للطف ..ومن أعلى اللوحة يخرج فرس الأمام الحسين ع وهو  يحاور رأس الامام الحسين باكيا ..وتضم فضاءات اللوحة قبة الامام الحسين في كربلاء ..وبعض النساء المتوجهات لزيارة الضريح الشريف . يقول الميمون في هذه الحوارية : ( عادوا لعراقك من جديد …….وحاصره مليار ذئب ويزيد ………كما حاصرك سبعون الفا ويزيد ) ..الى اخر القصيدة .  

 

لوحة مقام رأس الحسين ” للفنان الفرنسي المستشرق “جان ليون جيروم”

 

لوحة ” مقام رأس الامام الحسين ” للفنان التشكيلي الفرنسي المستشرق ” جان ليون جيروم ” .نفذها الفنان 

في القرن التاسع عشرفي فترة الغزو الفرنسي لمصر بقيادة نابليون بونابرت ، قام الفنان شأنه شأن اي مستعمر بدراسة مستفيضة لواقع الدولة المحتلة من شتى الجوانب ، وكان من ضمن تلك الجوانب التراث والمشاهد الدينية والتأريخية كدورالعبادة والمقامات الدينية وحتى الاسواق الشعبية، ، ولكن ! مما يثير الانتباه انه استعمل اسلوبا خاصا في هذه اللوحة ،فمن خلال  تجواله في شوارع القاهرة وسعيه لرصد كل ماهو مميز من المعالم والمواقع التأريخية فوجئ بمقام الرأس الشريف للامام الحسين عليه السلام ومايحمله من قداسة واهتمام من قبل الناس ، فاطلع بفضول على تاريخ هذا المقام  وعلى واقعة الطف الاليمة كحدث تأريخي انساني وماحل بالرأس الشريف ومنها برزت فكرة هذه اللوحة التي اثارت في نفسه انفعالات وجدانية خالصة تركت انطباعاً دفعه الى تكريس خبرته الفنية لتجسيد قدسية وعظمة هذا المقام الشريف.

عمد الفنان على توزيع اللون والخط والفضاء بشكل يجعل المشاهد متأثراً بقدسية المكان مما يجعله حافزاً للاستقصاء عن شخص الامام الحسين عليه السلام لدى الغرب او الشرق ممن يجهلون من هو الحسين عليه السلام وما حكاية هذا الرأس دون الجسد ؟!!  . 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق