اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

عيد الغدير ….رائعة الشاعر المسيحي بولس سلامة

جلجل الحق في المسيحي حتى‏‏ ……عدَّ من فرط حبه علويا‏

 

فضاءات نيوز – متابعة

يعد الشاعر اللبناني بولس سلامة من أشهر الشعراء الذين وقفوا جزءاً مهماً من شعرهم على ذكر أهل البيت عليهم السلام ، فتنوعت قصائده فيهم متضمنة عدة أبواب من الشعر من مديح ورثاء وغيرهما . ومعظم هذه القصائد تضمنها ديوانه “عيد الغدير” الذي اصطلح النقاد والباحثون على إطلاق إسم الملحمة عليه.‏

ولد الشاعر في بكاسين قضاء جزين جنوب لبنان سنة 1902 ودرس في عدة مدارس، وبعد ذلك درس الحقوق في الجامعة اليسوعية ثم عمل قاضياً فترة من حياته. أُصيب بمرض أقعده الفراش قرابة أربعين عاماً أُجريت له خلالها أكثر من عشرين عملية جراحية، وتوفي عام 1979.

ترك الشاعر بالإضافة إلى “عيد الغدير” عدة كتب نثرية منها “مذكرات جريح” و”حكاية عمر” و”الصراع في الوجود” وملحمة عيد الغدير هي أول ملحمة عربية وفق ما أجمع عليه معظم نقاد الأدب العربي، وهي تتناول أهم نواحي التاريخ الإسلامي من الجاهلية إلى آخر دولة بني أمية. ويشير الشاعر في تصديره لهذه الملحمة إلى أنه نظمها استجابة لاقتراح الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في العام 1947 وأنهاها سنة 1948.

وإذا كان العنوان يوحي باقتصار الملحمة على حديث الغدير فالأمر ليس كذلك ” فليس  حديث الغدير ( سوى فصل من هذا الكتاب الذي مداره ) أهل البيت ( في أهم ما يتصل بهم من الجاهلية إلى ختام مأساة كربلاء”- عيد الغدير ص 8) ولما عزم الشاعر على نظم هذه الملحمة إنصرف إلى درس المراجع التاريخية، ويقول أنه قلما اعتمد مؤرخي الشيعة بل الثقات من مؤرخي السنّة قطعاً للظن والشبهات، مع تقيده بالتاريخ جهد الإستطاعة. ويضيف أنه لزمه ستة أشهر لتأليف هذا الكتاب منها ثلاثة لدرس الموضوع وهذه الملحمة منظومة في أكثر من ثلاثة آلاف بيت من البحر الخفيف موزعة على سبعة وأربعين فصلاً أو قصيدة، يبدأها الشاعر بقصيدة عنوانها “صلاة” يشير فيها إلى معاناته من المرض ومنتهياً بمديح الإمام علي عليه السلام فيقول:‏

يا مليك الحياة أنزل عليّا‏

عزمةً منك تبعث الشعر حيا‏

واهبَ النور والندى للروابي‏‏

أولني من جمال وجهك شيّا‏

طال في منقع العذاب مقامي‏‏

واستراح الشقاء في مقلتيا‏

إن حظي من الحياة سرير‏

صار مني فلم يعد خشبيا‏

كل هذه الدنيا الطليقة أضحت‏‏

ويح حظي، أضحت حراماً عليا‏

يا إلهي سدد خُطايَ فإني‏‏

قد تمرست بالضلالة غيا‏

هات يا شعر من عيونك واهتف‏‏

باسم من أشبعَ السباسب ريا‏

باسم زين العصور بعد نبيٍ‏‏

نوّر الشرق كوكباً هاشميا‏

خيرِ مَن جلَّل الميادين غاراً‏

وانطوى زاهداً ومات أبيا‏

كان رب الكلام من بعد طه‏‏

وأخاه وصهره والوصيا‏

يا سماء اشهدي ويا أرض قرّي‏‏

واخشعي انني أردت عليا‏

وفي القصيدة التالية يأخذ الشاعر في الحديث عن وضع الناس في الجاهلية وعبادتهم للأصنام وشربهم للخمر وممارستهم لأنواع المنكر. وفي القصائد التالية يتحدث عن قريش وهاشم وعبد المطلب وصلاة الاستسقاء التي اقامها الأخير حين أجدب الناس، ثم يذكر ميلاد الرسول (ص) وحماية عمه أبي طالب له وبعثته الشريفة وبعد أن يفرغ الشاعر من ذلك يصف مولد الإمام علي (ع) داخل الكعبة ، وبزوغ فجر الإسلام على يدي رسول اللَّه (ص) وهجرته إلى المدينة ثم لحاق الإمام به بعد مبيته في فراشه (ص) ثم تتوالى قصائد أو فصول الملحمة مع ذكر أهم المحطات في تاريخ الإسلام من ذكر الغزوات المتعددة مروراً بيوم الغدير الذي نصب فيه الرسول ( ص)  الإمام علياً (ع) خليفة له على المسلمين. ثم يذكر الشاعر ما جرى من بني أمية ضد أهل البيت ( عليهم السلام ) وواقعة كربلاء المفجعة، ليختم ملحمته بقصيدة يقول فيها:‏

يا أمير الإسلام حسبيَ فخراً‏

أنني منك مالئ أصغريّا‏

جلجل الحق في المسيحي حتى‏‏

عُدَّ من فرط حبه علويا‏

فإذا لم يكن علي نبياً‏

فلقد كان خلقه نبويا‏

أنتَ ربٌّ للعالمين إلهي‏‏

فأنلني حنانك الأبويا‏

وأنلني ثواب ما سطّرت‏‏

كفي فهاج الدموعَ في مقلتيا‏

سفر خير الأنام من بعد طه‏‏

ما رأى الكون مثله آدميا‏

يا سماء اشهدي ويا أرض قرّي‏‏

واخشعي انني ذكرت عليا‏

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق