اخر الاخبارثقافة وفنونعمودقسم السلايد شو

سمكرة المسرح على البارد

 
فضاءات نيوز  –  علي صحن عبد العزيز
تنمو وتزدهر العلاقة ما بين المسرح والمتلقي حينما تكون النصوص المسرحية ذات معنى وغير مستهلكة وممجوجة، وهذه الصفة جعلت الكثير من المسارح العالمية والعربية أكثرها أرتباطًا مع مجتمعاتها، فالمتعة التي يتوخاها المتلقي تنطلق من مبدأ المسرح ناقدًا لرسم أفضل صورة عن الواقع وتجلياته، ومن هذه المقدمة ندخل قليلًا إلى مسرحنا ما بعد عام ٢٠٠٣ ، فأغلبها طبخة جاهزة أستهلاكية من حيث النص والإخراج وأداء الممثلين والممثلات تجاوزت اغلبها الصفة الفنية والتربوية والكوميدية للمسرح ، ومنها الهزلية والترجل وحتى السلوك والشخصية وغيرها من التفاصيل المتعلقة بالعرض المسرحي ، وفي تصور هؤلاء بأن المسرح الكوميدي يحتاج إلى هذا اللون الترفيهي من أجل إشاعة البهجة والضحكة للجمهور ، وبصراحة نجد إن هذا الأسلوب فيه الكثير من الأبتذال وأستجداء الضحك بأي وسيلة كانت بعيدة عن رسالة المسرح السامية ليصل ب (بعض) المؤلفين والمخرجين والممثلات والممثلين تجاوز أبسط العروض المسرحية وسياقاته المعتمدة ، فمثلًا ما يتعلق بالنص أصبح الكثير من المؤلفين يختارون (الكلمات السوقية) قليلة المعنى والموضوع ولا سيما في شهر رمضان الكريم، حيث نجد المحتوى فارغ والكلمات الساذجة والتافه أن جاز التعبير ، فلا يمكن لمؤلف أن يكتب مسرحيتين في غضون أسبوع واحد لنجده يطرح مسرحياته على هذه الفرقة أو تلك ، وهي بالحقيقة لا تستحق أن تعرض حتى في مسارح أفقر الدول ثقافة ، فبالأضافة إلى فكرتها المبتذلة والركيرة من ناحية الحوار والمعنى ، فأن أغلب شخصيات المسرحية مسلوبة التعبير والأرادة، وغالبًا ما تسعى الطعن والأستخاف الفطرة التي يتمتع بها أبناء المحافظات الجنوبية من العراق على أساس أن إبن المدينة أو العاصمة يتمتع بالذكاء والفطنة التلقائية، وبصراحة هذا الأسلوب والهزيل يساعد بطريقة ما إلى زيادة التناحر الأجتماعي بين أطياف مجتمعنا العراقي ونحن نرفضه جملة وتفصيل، وإذا ما أخذنا جانب (النكته) في المسرحية فإننا نجدها خارج سياق المسرحية لغرض أضحاك الجمهور ليس إلا، وهنالك أمر يستحق الأشارة والوقوف عنده وهي حالة الفوضى في ملابس الممثلاث على وجه الدقة ، فغالبًا ما تكون ضيقة جدا من أجل إظهار حركات جسمها المملؤة إغراء فاحش، كما أن حالات الخروج عن النص المسرحي والحركات البهلوانية أصبحت حالة لازمة لأغلب الممثلين والممثلات ، ناهيك عن حالات من الغناء والصياح الذي يصم الأذن. نحن نريد مسرحًا يتخذ موقفًا إزاء ما يعانيه شعبنا، وكذلك نأمل بمؤلفينا والممثلين والممثلات عدم التنازل عن رسالة المسرح على الرغم من أعترافنا بسوء حالتهم المادية ، لكننا نطمح بأن تتحقق معادلة التوازن ما بين التسلية والأداء المسرحي المتزن من خلال التأليف والإخراج والأداء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق