اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

المرأة في جاهلية العصر الحديث..

المرأة في جاهلية العصر الحديث..

  • بقلم – هدير مالك الاشتري

نحن الآن في زمن جاهلية لكن بصورة مختلفة تختلف حسب الأشخاص والأماكن والبيئة التي يعيشون فيها ، لكن القاسم المشترك بينهم وبين أولئك الذين كانوا يؤذون الفتاة وهي حية يحسبونها عار عليهم ولا تناسب اعرافهم التي أورثوها بجهلهم ، هم الآن نفسهم يفعلون تلك الفعلة من جرم وسلب الحريات لبناتهم أو زوجاتهم ، أنا لا أقول إن الفتاة التي تفعل الأشياء التي حرمها الله لا تحاسب عليها ولكن كن الداعم والسند لها وارسم لها الطريق الصحيح الذي لاتحتاج بهِ لأحد حينها وسوف تترك هيمنة الرجل وتلتجئ إلى حياتها ومستقبلها وستضع أهلها والمبادئ التي تربت عليها نصب عينيها ،
فمهما واجهت من شيء ستكون السند الحقيقي لنفسها ، ولا تحتاج لذلك الرجل الذي تضع عليه الاماني لكي تتخلص من هيمنة الأب الظالم والمتسلط أو تحكم الاخ القاسي..
فإذا وجدت الفتاة تلك العاطفة والحياة الجيدة عند أهلها فلا تحتاج للبحث عنها خارج نطاق البيت.
حينها سوف تنشئ نشأتها كأم صالحة وأخت حنونة وعطوفة وقوية وبنت مطيعة وناضجة في ذات الوقت ، أما لو كانت تلك الأشياء معدومة في أرض واقعها الحقيقي فلا تلوم الا نفسك ،فالفتاة حينها ستبحث عن الملجئ الخاطئ وسط تلك الغابة المملوءة بالوحوش ،
حيث نعيش نحن في عصر النسبية ، كل شيء نسبي وكل شي خاطئ لها ، اما من جهة الرجل فهو مباح وإن كان على خطأ.
فنلاحظ التحرش أصبح من ضمن أولويات التطور الذي أصبح شائعاً ، فلا يوجد من يحاسب المتحرش والمعتدي ، وانما يقع اللوم على تلك الفتاة المتضررة وإن لم ترتكب الخطأ..
فلما يحصل لها ذلك!؟
هذا ما نلاحظه في ظل غياب القانون الصارم لهكذا قضايا التي تسلب حق المظلوم .
وأما الظالم فيتمادى أكثر وأكثر لأنه رجل ولا يقع عليه الخطأ ، ويكون المذنب الوحيد هي تلك المسكينة التي لا حول لها ولا قوة الا بالله ، وكل ذلك لكونها خلقت مرأة ، فتسلب حقوقها تحت شعار الأعراف والتقاليد ويجب أن تغض نظرها عن الظالم وإن كانت مظلومة، حيث لا دين يرضى بذلك حتى الاسلام بدلوا احكامه بما يناسب اهواءهم ورغباتهم ، لكنهم إذا وجدوا ما يناسبهم اخذوا بها ، كتعدد الزوجات مثلا هنا سيستشكلون بالدين وإن الحق معهم لأن مصلحة الفرد ضد مصلحة المجموعة المستضعة.
لذلك نلاحظ الكثير من دول الغرب ينظرون إلى الإسلام على أنهُ يسلب حقوق المرأة وأنها مقيدة في ضله حسب ما رأوه من أفعالنا التي لم تقي من الإسلام غير اسمه ، وغيروا مبادئه حسب رغباتهم ، وأما هذا الإنحلال الذي نراه في وقتنا الحالي ماهو الا ثمرة سكوت تلك الفئة المستضعفة تحت مسمى (عورة ) فنلاحظ في الآونة الأخيرة كثرة الجرائم التي تمسها وتستهدفها من قتل أو تشويه لسمعة بعض الفتيات او جسدياً كما حصل مع (مريم) وغيرها لا يسعي ذكرهم .
هذا كله نتيجة السكوت ، فتجعل من الفرد المعتدي اقوى ولا شيء يبرر فعلته سوى ذلك القانون الذي لم يشرع بعد ، ولم ينصف العرب المرأة يوماً ولم ينصفها إلى الآن.
لذلك هي ترى الدفاع عن حقوقها جريمة في حقها ويجب أن تتخلى عن جميع حقوقها.
حتى القانون الذي ينص على حمايتها لا تلتجئ إليه فهو لا يحميها إن ألتجأت إليه يوماً لأنه حبر على ورق ليس إلا..
فالجريمة الفعلية التي نرتكبها في أنفسنا هي ذاتها التي نعاني منها إلى يومنا هذا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق