اخر الاخبارعمود

وسائل التواصل الاجتماعي …بين التطور والسذاجة

 

  فضاءات نيوز – هدير مالك الاشتري 

آفة جديدة بفكرة متطورة لايوجد وعي في استخدامها إلا من قبل القليل، والتي أصبحت تتلاشى مع مرور الأيام ، لأن الدارج فيها هي النكت والغناء والرقص وكل ذلك يحسب من باب التطور التكنولوجي الذي نعيشه تحت مسمى الشهرة والمشاهير ، من هؤلاء ؟

من أتى بهم ؟ هل لهم فكر ؟

هل لهم فائدة على المجتمع وعلى جيل الناشئة بالخصوص؟

كلا لايوجد من هذا سوى التقليد الأعمى الذي بات يقلده المراهقين والأطفال ، هذا الجيل الذي يجب أن يكون قادرا على بناء المستقبل وليس هدمه.د، وأنا أتصفح هذه الوسائل لا أرى سوى من يقوم بفعل كي يضحك المشاهد على سذاجه عقله ، او من خلال التنمر على أقرانه أو السخط على الدين أو الاستهزاء به ، مع الاسف واقعنا الذي نعيشه في المجمع مع هذه الكمية الهائلة من وسائل التواصل غير النافعة ومن المواقع التي لا يستعملونها لفائدة غير اللهو اللعب والاستهزاء بالناس ، فهم لا يهتمون بنشر الأفكار التنموية والعلمية والدينية لتهيء لنا جيلا واعيا أو مفكرا جيدا لنكون أمة صالحة متنورة بالعلم والمعرفة، بالتالي سيخرج لنا جيلا صالحا ومثقفا من جميع النواحي أما ما نلاحظه على وسائل التواصل فقط النميمة والذميمة والغيبة والشتيمة لغرض رفع شخص وخفض آخر من اجل الحصول على نسبة من المشاهدات ، وبالتالي يصبح مشهور بلا فكر وبلا وعي ولا ثقافة ولا شيء مفيد للمجتمع ، فأن أكثر ما يؤلمني هو هذا التحول البشع الذي بات فيه مقابلة أشخاص جدد اشبه بعملية التسويق البشري بنفس الطريقة التي نمرر بها ما تسوقناه من المنتجات على حسب اشكالهم وصور وجوههم ثم نضع لهم قيمة وتصوير في الاذهان بأنهم مثال وقدوة للأجيال فيحتذوا حذوه ، وعلى هذا الأساس نضع أمامه (follow) أو ( unfollow) وهذا يختلف عن الواقع وعن حياة ذلك الشخص لا بحسب محتواه البناء بل لاشكالهم وصورهم ،وبعض الاشياء تأخذ تحت مسمى الحرية الشخصية والتطور.. هذه ليست حرية شخصية ولا تطور ، وهذه اهانة للنفس التي كرمها الله ، وللأسف لايوجد قانون ولا رادع في مجتمعنا ليردع هذه التفاهات التي أصبحت جزء من حياة المجتمع اليومية ، وحيث وجد القانون الحازم لهذه الأشياء المبتذلة للقيم والأخلاق سنلاحظ تغيير كبير على من يستخدمها سواء من طريقة كلامه أو تصرفه أو تعاملهُ مع الآخرين ، لكن للأسف لا يوجد لدينا مثل هذا القانون ، المجتمعات الجيدة والمثقفة والملتزمة بقوانينها وتنفيذها هي من تعتني بالأجيال وتجعل منهم جيل واعي مثقف له اهداف كبيرة ومنتظمة ، أما نحن فلا يوجد مثل هذا في مجتمعنا ، فالجميع مسؤول عن هذه المهزلة والهدم الأخلاقي الذي نعيشه والذي أصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومن الطبيعي أن ترى هذا كل يوم ، فلا نرى سوى الكوميديين المبتذلين الذين وصل بهم الحد من السفاهة ليضحك فلان يجب ان افعل كذا واقلل من قيمة نفسي أمام الآخرين ، وفي المقابل عندما يتكلم احد عن هذه التراهات يُحارب لكونه يحارب حرية الأشخاص وان لهم الحق في فعل هذه الأشياء الرخيصة التي أصبحت لها قيمة في مجتمعنا للأسف ، فلقد أصبحنا ننظر إلى من ينتقد هذه الأشياء محارب كونه تعدى على حقوق الآخرين وحرياتهم. ، ولكن التعنيف من باب المزاح والضحك على أعراض الناس وزلاتهم و تسقيطهم وظلم بعضنا البعض هذا جائز ، حتى الملابس أصبحت تتبع حسب الموضة الدارجة في الموقع الفلاني ، إذ لا يوجد قانون يحاسب هؤلاء فنحن إلى الهاوية يوما بعد يوم وشيئا فشيئا، وغدًا سترى هذه الأشياء التي بلا قيمة بين يدي ابنائك متوارثة من الجيل السابق الذي سبقوهم ويصبحوا مثال يُحتذى بهم ويبتعدوا كل البعد عن القيم والاخلاق التي تربينا عليها من ديننا الحنيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق