اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

المطرب ستار الذهبي : غناء ريف العراق مؤثر لأنه يحمل بين طياته الأصالة والصدق والإحساس

…  لن أنسى سلطان الطرب الريفي سلمان المنكوب

حاوره لفضاءات نيوز  /علي صحن عبد العزيز

للغناء نغمة تطرب بها النفوس الضامئة إلى لحظات تنسى فيها كل أوجاع وهموم الليالي ، ويشكل الغناء الريفي العراقي بمختلف مدارسه إحدى تلك الواحات الطربية التي غالبا ما نلجأ إليها ، وضيفنا المطرب (الذهبي) تعلّم الغناء منذ نعومة أظفاره ،عشق الموسيقى والطرب ، ودخل معهد الفنون الموسيقية ليصقل موهبته في عالم المقامات والألحان ، وما أن أنهى مرحلة الدراسة بالمعهد حتى تقدم للاختبار في الإذاعة والتلفزيون ، كانت لجان تحكيم الإختبار تتكون من الموسيقار طالب القره غولي ومحمد جواد أموري ، والملحن محمد نوشي والعازف حسن الشكرجي وآخرين يصعب الوقوف أمامهم .
(وكالة فضاءات نيوز) كان لها حوار مع المطرب ستار الذهبي .

 صف لنا شعورك حينما طلب الملحن طالب القره غولي آلة العود ليعزف لك؟
– بطبيعة الحال كان الموقف حينها صعب جدا ، لأن هؤلاء العمالقة يمتلكون الخبرة في مساحة الصوت والاربة والطبقات الصوتية الموسيقية التي يؤديها المطرب بدون أي نشاز أو الخروج عن اللحن ، ولذلك كانت كل هذه التجليات ماثلة أمامي لحظة الإختبار .

 ما الذي قدمته من وصلة غنائية أمام لجنة الإختبار ؟
– كانت تلك الفترة تمثل أوج الغناء الريفي على وجه الخصوص،وقدمت لهم بيتين من غناء ملك الغناء الريفي المطرب المرحوم ( سلمان المنكوب ) ، وما أن أكملت لهم البيت الأول من اغنية المنكوب ، حتى صفقت لي لجنة الإختبار لتعلن قبولي كمطرب وبتوصية خاصة من الملحن طالب القره غولي .

 درست أصول تجويد القرآن الكريم ، ماهي الإستفادة التي حققتها من تلك الدراسة ؟

– دخلت أكثر من دورة حتى أتعلم أصول التلاوة والتجويد ، ولا شك بأن المقامات للتلاوة والتجويد للقرآن الكريم تأتي بالمرتبة الأولى ، لأنها تشذب مخارج الحروف وتصقل المتعلم نطق الحروف على أكمل وجه ، ولذلك كانت تلك الدورات التعليمية أولى الخطوات لدراسة أصول الصوت والمقامات أيضا .

 لنعود قليلا إلى البداية مرة أخرى ، كيف كانت ؟

– كما ذكرت قبل قليل بأن شغفي ولهفتي للغناء كانت وسط ظهور عملاقة في الطرب والغناء ، ولذلك كان عليا أن أشق طريقي بقوة وثقة بالنفس ، وكنت أستمع إلى كل الأصوات من المطربين والفنانين العرب والعراقيين وأقلدهم كذلك ، لأنني أرى بهذه الطريقة سلما نحو إكتشاف حنجرتي ومدى طربية نغمة احبالها الصوتية.

 يشهد الغناء الريفي تدهورا واضحا من حيث الأداء وكلمات الأغاني ، بأعتقادك أين يكمن السبب؟

– الغناء الريفي العراقي غناء نابع من هوية جنوب العراق ، حيث كانت التراتيل والانين التي تطلقها أمهاتنا جزء كبير وحزين من واقع تلك المحافظات المنكوبة منذ مئات السنين ، ولذلك تجد الغناء الجنوبي مؤثر ، لأنه يحمل بين طياته الأصالة والصدق والإحساس ،والعمق الثراثي والبيئي ذو النغمة الشجية ،أما بشأن تدهور الغناء الريفي ، فهنالك عدة أسباب منها قلة الدعم المادي والمعنوي للفنانين والمطربين ، وكذلك لجوء بعض كتاب الأغاني إلى إستخدام كلمات لا تحترم ذائقة الجمهور .

 هنالك رأي بأن الاستماع إلى الغناء يمثل حالة من الترف ، ماهو رأيك ؟

– اثبتت الدراسات والبحوث النفسية بأن الإستماع إلى الموسيقى جزء من العلاج ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ، فلقد أشارت بأن الموسيقى والغناء لغة روحية عميقة تتخاطب مع العقل الباطن للإنسان ، بالإضافة إلى ذلك أصبحت جواز السفر بين حضارات الأمم المختلفة ،ولذا علينا إن نؤمن بأن الاستماع إلى الغناء والموسيقى ليس من باب الترف ، بل هي حالة من الانعتاق والخلود السامي.

 أبرز الملحنين وكتاب الأغاني الذين تعاملت معهم؟

– تعاملت مع عدة ملحنين كثيرون منهم ، الملحن المرحوم ياسين الراوي وصلاح الشرقي وعباس سلمان المنكوب وعادل ياسر وعبد الله البدر ، بالإضافة إلى سلطان الطرب الريفي الأصيل سلمان المنكوب الله يرحمه ، وكان لي بمثابة المعلم إذ كان يلقبني الأديب المؤدب .

 اغانيك ، شيء عنها ؟

– الأغاني( هم انعم لله ودخيل الله) وماتسوه العتب ،من كلمات الشاعر علي البدر ، وأغنية والله بتليت باسمر من نغم النهاوند للفنان عباس سلمان ، وكذلك أغنية يردون أنساك ومحتار ، وأغنية يانجوم الليل كلمات المنكوب والحانه أيضا ، واغنيه خليني بحالي كلمات صبيح حسن وألحان المرحوم صلاح الشرقي ، وكذلك كان لي تعامل مع شعراء الابوذيه ، منهم أبو حكيم الكناني حكيم العقابي وعلي حسين غاوي .

 أين أنت الآن؟

– حاليا متواصلا غنائيا في رابطة الفن الاصيل بقيادة محمد سلمان وكذلك رابطة بيت العطار بإشراف الفنان الكبير مكصد الحلي.

 مطرب كان له الفضل الأول في انطلاقك نحو الغناء ؟

– لن أنسى سلطان الطرب الريفي سلمان المنكوب، ماحييت لأنني تعلمت من هذا الأب والإنسان كل ماهو صادق ورصين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق