اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

مقدمة الموضوع في كفة والمتن في كفة أخرى .. أساس ومرتكزات للقراءة…… أم ماذا ؟

تحقيق /علي صحن عبد العزيز-لفضاءات نيوز 
كثيرا ما يعاني زملائنا وزميلاتنا العاملين في كتابة التحقيقات الصحفية ، أو حتى الشعراء والأدباء والمفكرين والروائيين من مشكلة كتابة المقدمة عن منجزاتهم بشتى دروبها ومواضيعها ، فالبعض يستطرد فيها طويلا تقتل روح القراءة لدى القارئ ، لتصبح مثل الجدار العازل لقراءة متن الموضوع ، وهنالك فريق آخر يرى بأن المقدمة يجب أن تركز على جذب القارئ بأقصر الطرق ، من حيث وحدة الموضوع واركانه في إيجاد طريقة لمقدمة ناجحة تستقطب القارئ . (وكالة فضاءات نيوز ) توجهت إلى نخبة من المثقفين والشعراء والاديبات ، وطرحت عليهم ثمة أسئلة بهذا الموضوع ، هل تعتقد بأن المقدمة يمكن أن تساهم في تعزيز العلاقة ما بين الكاتب والقارئ ، وما مدى المسافة بين المقدمة والموضوع باعتبار أن الأولى ثمثل مدخل لتواصل وجذب القراء ، وهي كذلك تعتبر الخطوة الأولى لكي تدفع القارئ لقراءة متن الموضوع ، أم ترى بأن المقدمات البراقة يمكن أن تكون جسرا لعبور مواضيع تفتقد الكثير من الأهمية عن أصل الموضوع أصلا .
…..المقدمة قصة خبيرة
كريم هاشم العبودي / إعلامي : أصعب شيء في التحقيق الصحفي الذي يعد العمود الفقري للصحيفة أو المجلة هو المقدمة واختيار المانشيتات والمقدمة ، وبالنسبة لي ومن خلال تجربتي الطويلة في مجلتي زهرة الخليج وسيدتي ، أحرص كل الحرص بأن تكون المقدمة هي قصة خبرية اختارها بعناية فائقة من صلب التحقيق ، وكذلك أحرص إن يكون عنوان التحقيق والعناوين اخخر الأشياء ، أي بعد انجاز كتابة التحقيق لكي أختار العنوان والمانشيتات الملائمة والتي تجذب القاريء ، وأتذكر مرة أنجزت تحقيق بأربعة ساعات وبقى العنوان ثلاثة أيام محتار به ، وبالصدفة وأنا جالس أشاهد التلفاز وكان فلم عربي ، واهتديت إلى عنوان التحقيق من خلال عنوان الفلم .
الابحار قدر الامكان
لطيف عبد سالم / باحث وأديب وكاتب : على الرغم من أهمية المقدمة في أغلبِ مجالات الكتابة الصحفيَّة وسائر المنجزات الأدبيَّة والفكريَّة، إلا أنَّهُ في البحوثِ تحديدًا تعد المقدمة من أصعبِ خطوات الكتابة؛ بالنظر لما تقتضي مناهج البحث من حاجةٍ ملحة لتضمين مقدمات البحوث بوصفٍ عام عن عموم مباحثها، الأمر الذي ألزم الباحث جعل كتابة المقدمة آخر خطوات بحثه، بخلافِ ما يعتقد البعض من أنها الخطوة الأولى في مسارِ إنجاز الدراسة ، ويرى المتخصصون ضرورة صياغة المقدمة بأسلوبٍ مميز قوامه سلامة اللغة، البساطة، الإيجاز قدر الإمكان وتتابع الجمل بشكلٍ متناسق ومكثف بعيدًا عن الاسترسال غير المجدي، فضلًا عن إيلاء الترتيب والأولويات المتعلقة بأسس منهجية إعداد البحث ما تستحق من أهمية عند المباشرة بإعداد المقدمة ، لأجل تزويد المتلقي بفكرة موجزة عن عموم مسارِ الدراسة، وإيصالها إليه بطريقةٍ سلسة ومفهومة تمهيدًا لجذبه نحو الاطلاع على مباحثها، وشده أيضًا لإكمال القراءة.
        …..بداية تعريفية 
مديحة البياتي /محررة وكاتبة تحقيقات : بصفتي متخصصة بكتابة التحقيقات والريبورتاجات الصحفية وقد فازت تحقيقاتي بجوائز محلية ودولية ، أجد مقدمة التحقيق الصحفي أحد العناصر الأساسية التي لا يكون بدونها الموضوع ، وهو بمثابة بداية تعريفية للقاريء ومساحة للكاتب يستغلها لأثراء الموضوع وجذب القاريء لمحتواه ، أما المقدمات البراقة والاستعراضية قد تكون جسرا لعبور المواضيع الضعيفة والحوارات الركيكة وغير الموضوعية للنشر ، ولكنها لن تصل إلى قلب القاريء وتستفزه للمطالعة والتفاعل مع كل حرف فيها .
……..واحة إبداعية
مهند الليلي / محرر و رسام كاريكاتير : حقيقة قد اختلف مع بقية الزملاء في الإجابة ، حيث وجدت نفسي وأنا أتلقى هذا السؤال أقارن بين الصحافة والموسيقى بإعتباري مارست الإثنين ، فالمقدمة الموسيقية تشبه إلى حد كبير المقدمة الصحفية ، وهي عملية تحضير للمتلقي للدخول في جو العمل الإبداعي سواء كان صحفيا أو موسيقيا ، والكثير من الأعمال الفنية الكبيرة كأغاني السيدة أم كلثوم يتم وضع مقدمات موسيقية لها غاية في الروعة يضع فيها المؤلف عصارة جهده وابداعه لتكون عاملا يجذب المستمع حتى نهاية الأغنية ، وكذا إذا ما تحدثنا عن المقدمة الصحفية فهي واحة إبداعية لقلم الكاتب تسهم في تقوية الموضوع وملىء جوانبه ، وللكاتب إستخدام أسلوبه وفنه الخاص في استفزاز القاريء وجذبه لمتابعة الموضوع إلى النهاية.. وأخيرا أقول أن القاريء الحصيف الواعي مثل المستمع الواعي كلاهما يميز بين ما هو براق خال من المحتوى وبين ما هو جميل وأصيل ، فالبراق عابر أما الأصيل فباق مع الأيام.
.….مكونات المقدمة
الأعلامي والأكاديمي /حيدر كامل الأسدي : تعتبر مقدمة أي الموضوع أو بحث ما إحدى أهم المرتكزات و الفقرات التي يجب أن تكتب بطريقة مميزة لتجذب القارئ نحو إكمال قراءة ذلك الموضوع أو البحث، وشدهُ لفهم التفاصيل، وهي أول جزء يكتب بعد الإهداء، حيث إن عملية كتابة بحث علمي تكون مقسمة وفق أسس وتسلسل معين، ويتوجب على الكاتب الحفاظ عليها، وبشكل عام ، فهي عبارة عن تدوين بالتفاصيل الدقيقة عن موضوع علمي معين ، كما ينصح بكتابة أربعة مكوّنات في المقدمة مقسمةً على أربعة فقرات، والتي هي : السياق الذي يوجه القارئ لموضوع النص وأهميته ، والثانية الحاجة لموضوع النص العلمي، أما الثالثة المهمة أو الخطوات المتبعة لتحقيق الحاجة ، والاخيرة الهدف من النص والذي يعدّ بمثابة تهيئة عقلية لما سيقرؤه القارئ ، كما إن هناك عدّة خطوات لكتابة مقدمة الموضوع أو البحث منها :البدء بأفكار عامّة ثمّ تخصيصها، والحفاظ على نسبة محدودة من الاقتباسات ، وكذلك ذكر الفرضيات والأسئلة بوضوح والتنسيق المناسب وتحديد الأهداف ، بالإضافة إلى البدء بأفكار عامّة ثمّ تخصيصها ، ولذلك تعد المقدمة من الأولويات الضرورية في الكتابة فهي الباب الجميل والطريق المشيّق للدخول في واحة الموضوع.
…..ابراز المعنى
ثامر الخفاجي / أديب وكاتب : ما يجعل الكاتب متميزا بأسلوب خاص به هي المقدمة التي يجيد من خلالها توظيف المعلومات والعناوين التي يتضمنها الكتاب في دفع القاريء لمتابعة القراءة ، إن سر فن جذب القاري وشدِّه لقراءة متن الموضوع هي المقدمة التي يجيد فيها الكاتب طريقة طرح افكاره ، وطريقة تعبيره ومدى اجادته في إبراز المعنى أو الفكرة الكامنة في ضميره ونقلها إلى المتلقي من خلال الاجادة الفنية في توظيف المقدمة لشد ذهن القاريء لمتابعة القراءة من خلال مقدمة تستعرض عنوان البحث وإشكاليته وأهميته ، وهي ضرورية لا يمكن الاستغناء عنها .
……….إختصار فحوى الموضوع
عبد الزهره خالد / كاتب وأديب : هناك في عالم الأدب والكتابة عموما أتكيت أو تقليد ثابت، فقبل الدخول إلى الموضوع عليك طرق الباب أولاً ومن ثم الاستئذان لقبول الدعوة في الدخول ، وهنالك أيضا بعض الكتاب يعطي للمقدمة أهمية خاصة قبل الشروع في التفاصيل وإيضاح فكرة الموضوع ، ويعد الربط من العوامل المهمة في تسلسل الموضوع لأجلِ الفهم والاستيعاب ، كلّما كانت المقدمة عبارة عن جرعة بسيطة لأخذ الدور الأكبر من الجرعات لغرض إتمام الفكرة ، أختصر فحوى الموضوع ، في بدايات للأفلام الأجنبية التي نشاهدها تبدأ دائما من الفضاءِ والسماء والطير الطائر ثم تنزلُ العدسة إلى المدينة وإلى الشارع إلى الشقة أو المنزل مرورا بالنافذة أو الباب ليدخل في أحداث الفلم ، فالمقدمة لها مقوماتها وأهدافها لأجل دفع المتلقي لمتابعة حلّ لغز العنوان والموضوع ، أما هناك حالات عكسية تكون طاردة للقارئ عندما تتشعب المقدمة ووضع المتتبع في متاهات لا جدوى لها .
……إختلاف الصياغة
نرجس حيدر عمران / شاعرة وأدبية / سوريا / دمشق : دائما المكتوب يقرأ من عنوانه فكيف نعرف محتوى الرسالة أو الدرس أو الكتاب أو الحلقة أو الحصة أو ، إن لم يكن لها عنوانا ؟ ، وكما هو متعارف عليه العنوان كلمة أو كلمتين أو حتى ثلاث كلمات ، لكن بثلاث كلمات فقط نحن نشير للموضوع ولندخل صلبه لابد من مقدمة تناسب هذا الموضوع ، فلا يجوز أن يكون الحديث عن الأدب العربي ، ويكون العنوان هو الشعر الجاهلي ، أو تكون المقدمة عن تصميم الملابس مثلا ، وعليه لابد أن نشير لأي موضوع بالعنوان ونطرق بابه بالمقدمة التي تختلف صياغتها من كاتب لآخر حسب بلاغته وحسب ثقافته ومعلوماته ، وعموما يفضل ما أن نتبع أسلوب ما قل ودل ، ولذلك أعتبر المقدمة تمهيدا للدخول إلى صلب الموضوع ، صحيح أحيانا يلجأ البعض لزخرفتها والإطالة للتمهويه على ضعف فكرة الموضوع أو قلة المعلومات أو لسبب أخر، لكن هذه الأساليب باتت واضحة ويدركها القارىء لذلك لا جدوى منها ، فالمقدمة الغنية بدلالاتها وقصيرة بصياغتها والمطرزة بفن أدبي شيق هي المستحبة لأنها تجذب القارىء ليكمل القراءة ويستفيد منها ، فيصل بالتالي الكاتب إلى غايته في إيصال أفكاره .
.…….مفتاح المتن 
فيصل حسون أبو حجار /ناقد وشاعر : بلا شك المقدمة لأي نتاج تعتبر خلاصة موجزة عن العمل المراد تقديمه ، ويسعى كبار الكتاب الى إيجاد وسيلة أو نافذة سهلة تمكنه من الوصول للقراء ولمختلف مستوياتهم ، دون أن يعمل بهرجه وغموض يشتت القارى ويتعب العين اللاقطة ، ومن خلال الحقائق سجلنا الكثير من الملاحظات المهمة والتي يجب مراجعتها والوقوف عندها لما لها من أسس ونواميس وركائز كتابية ، وقد تبنى بعض كتاب الصف الأول من يكتب مقدمة انجازه عن طريق الإضاءة والعرض، كونه عارفا بتجربته مدركا لمقاصده ، فضلا فهو القادر على الإبلاغ عن محتوى المتن وتحقيق أهدافه الجمالية والنصية ، وقد لاحظت من خلال الرصد والمتابعة إن الكاتب الذي يقدم نفسه أفضل بكثير من الذين يتلاعبون بالألفاظ ويغطسون بالغموض والألغاز والمصطلحات القاموسية والتزلف والمحابات والميول والإنحياز على حساب الحقيقة والجودة والأمانة الادبية والعلمية والأخلاقية ، ونحن إذ نذكر المنجز علينا أن نكون محايدين أمناء صادقين حتى ننصرف إلى الدخول للسمات الأساسية والإنطباعية للمتن كما هو في مقاصده البيانية ،وهنالك من يدخلنا في آراء ومناهج فلسفية ونقدية بعيدة كل البعد عن منهج التحليل والاستنتاج ، ويذهب بنا إلى أبعاد هلامية تفقدنا بوصلة الوصول للأهداف القرائية ، ولهذا نحن مدعوون إلى تقنية حرفية عارفة كيف يمكن استجلاب القارى وإقامة حوارية ذهنية وفكرية في المشتركات القرائية ، حتى تكون المقدمة هي المفتاح القويم إلى المتن وعوالمه الذوقية والادبية والفنية.
……..روح المادة 
 نوار الشاطر / كاتبة وصحفية : المقدمة صلة وصل شعورية بين الكاتب والقاريء فيها يحاول الكاتب أن يعلن عن مادته بطريقته الخاصة ، وأنا ككاتبة أحب المقدمات العميقة الموجزة المكثفة لغوياً والتي تعطي لمحة للقاريء عن مضمون ما أكتبه ، وعلى الكاتب عموماً أن يختار مقدمة مميزة معجونة بروح المادة التي يكتبها تحفز خيال القاريء تشعل حواسه وتدفعه للقراءة بشغف حتى آخر حرف .
.……..بليغة الأفكار 
نوري مهدي الأعرجي / شاعر :لاشك الغاية من كتابة المقدمة هي أن تساهم في تعزيز العلاقة بين الكاتب والقاري بشكل كبيرللوصول الخى القاسم المشترك بينهم ، ولكن بشروطها وهي ان تكون مشوقة بحيث تحفز القاريء على الأستمرار في القراءة ، وأن تكون مقتضبة ومختصرة وأن لاتشعر القاريء بوجود هوة عميقة عند الأنتقال من فكرة الى أخرى ، وأن تشير إلى الفكرة العامة للموضوع (لب الموضوع) ، وأن تكون بليغة الأفكار وقوية التركيب دون اللجوء إلى المقدمات النمطية ، وأن المسافة بين المقدمة والموضوع تصبح مدخل لتواصل وجذب القراء أذا كانت قصيرة وبراقة لا إلى حد الأسراف في التعبير ،وان تصب في صلب الموضوع دون الخروج على محتوى النص أو خداع القاريء .
……..تعزيز روابط العلاقة 
منى فتحي / شاعرة وأدبية / مصر : كل منا الشعراء والأدباء والمفكرين والروائيين و الصحافيين له أسلوبه المختلف والمتنوع والمتميز عند كتابة المقال أو التقارير الصحافية ، بالأخص من حيث كتابة المقدمة ، منهم من يكتب بها عن المنجزات بشتى الدروب أو المجالات ، ومنهم من يتناول السرد بها باستخدام التطويل وعدم الإيجاز بما يفيد القاريء مما تؤدي إلى الملل لديه ، ولذلك يجب أن تحتوي المقدمة على وحدة الموضوع وأركانه والمضمون والوضوح و الإختصار ، مع تعزيز وترابط العلاقة بين الكاتب و القارئ ، وترابطها بمضمون الموضوع المشار إليه ، حتى تجذب و تستقطب القارئ و تؤدي إلى النجاح ، لذلك أحيانا تؤدي المقدمات البراقة إلى افتقاد الأهمية بالمضمون و روح الفكرة ، لعدم ترابطها بأصل الموضوع .
………تمهيد قصير 
شيحي سعاد / الجزائر : عندما يتم اختيار موضوع ما في أي مجال من المجالات الأدبية تكون البداية بتمهيد او مقدمة لفتح شهية القاريء، وجعله يغوص في العمال دون شعور وهناةتعتبر المقدّمة أساس العمل للمجال المطلوب سوى كتابة او مسرح او صحافة او محاضرة ،ومهما كان الموضوع المطروح للقاريء وفي المجال المطلوب تدرج مقدمة أو تمهيد قصير ليكون مدخلا للمنتوج الأدبي وقد يستهوي القاريء لمواصلة قراءة المنتوج .
………قيمة أدبية 
شريفي شوقي / كاتب / الجزائر : تعتبر المقدمة من الأسس التي وجب أن تقنع القارىء لإكمال قراءة سواء كان مقالا أو كتابا، فوجب أن تتوفر على قيمة أدبية أوحسب المجال الذي كتب فيه، فالكثير منا يقرأ مقالا أو كتابا لمجرد لفت إنتباهه بمقدمة ذات أسلوب راق، فأغلبنا عند قراءته للمقدمة يستغني عن إكمال القراءة لأنه وجد غايته في المقدمة.
………عنصر الإثارة والدهشة 
نضال العزاوي / إعلامية وشاعرة : من المؤكد أهمية المقدمة تكون تمهيدا للموضوع ، ونجاح المقدمة يؤدي إلى نجاح الموضوع ، ويجب ان تكون خالية من التفضيل الذاتي والشرح الممل ، وتحتوي على عنصر الاثارة والدهشة ، واحتوائها على وحدة الموضوع وتكون فيها عرض الفكرة بشكل منظم ودقيق ، وبرأيي أسلوب الكاتب من يحدد نجاح الموضوع بصياغته للمقدمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق