اخر الاخبارقسم السلايد شوملفات

تفاقم العنف الأسري في ظل وباء الكورونا

 تحقيق /علي صحن عبدالعزيز / فضاءات نيوز 
يبدو أن تداعيات الحجر المنزلي جراء أزمة وباء الكورونا لم تقتصر على الجانب الصحي الخطير، بل أمتدت إذرعه إلى داخل الأسرة وخصوصاً فيما يتعلق بالعنف ضد المرأة ، وكانت هنالك العديد من الضحايا منهن ، فقد ندد الأمين العام للأمم المتحدة بهذه الظاهرة الناشئة وأعتبرها ظاهرة يستلزم تشريع قوانين جديدة تحمي حقوق المرأة بأعتبارها تتحمل مسؤولية تربية الأطفال وتلبية طلبات زوجها . ففي وقت سابق من شهر أبريل الجاري، ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بياناً عاماً، دعا فيه الحكومات إلى “وضع سلامة النساء أولاً في استجابتها للوباء”. لمكافحة تفشي الفيروس. (وكالة فضاءات نيوز الإخبارية) توجهت إلى نخبة من النسوة العراقيات والعربيات ، لتطرح عليهن أسئلة ، هل تعتقدين بأن العنف الأسري ما قبل وباء الكورونا كان امراً عادياً مقبولاً ، وما مدى تأثير بقاء الرجل في البيت حسب رأيك في مكافحة هذا التصعيد الخطير ، وهل هنالك مناشدة قانونية أو تعزيزها من أجل المرأة من الإضطهاد والعنف الذكوري ضدها ، مع أخذ بعين الاعتبار البيئة الإجتماعية ، ومسؤوليتها في الحفاظ على مستقبل أطفالها وبيتها.

قلة الثقافة الإجتماعية 
نضال العفراوي / أستاذة جامعية وتشكيلية : موضوعكم من المواضيع التي تستوجب التعقيب والاستدلال الموضوعي لواقع مرير ،وقاسي يمر به كثير من المجتمعات العربية عامة والقبلية خاصة، وظاهرة العنف الأسري هي ليست بجديدة ولا وليدة الظروف التي نعيشها الآن في إنتشار وباء كورونا اللعين ، إنما أزدادت وتفاقمت نتيجة الجهل وقلة الثقافة الإجتماعية المتداولة في داخل الأسر والتي يتحملها الكبار قبل الصغار في طريقةً تجاوز الكثير من الصعوبات التي تحصل نتيجة الوضع الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وحتى النفسي التي يعيشها المجمع ككل ومن ثم الأسرة ومحيطها العائلي ،وقد توجد كثير من هذه الظروف في كثير من العوائل وخاصة الفقيرة والتي تعاني كثيراً من قلة الثقافة الإجتماعية في التعامل مع أفراد الأسرة الواحدة لتوحد ثقافة الرأي والرأي الآخر ، والتسامح والأعتذار بعد الأخطاء التي تحصل سواء بالكلام أو المعاملة والتي يولد نوعا من التمرد والبغيضة الذاتية إتجاه الآخر، فضلًا عن الكبت في الحقد والضغينة المدفونة من قريب أو بعيد ، والتي تتوسع شيئا فشيئا دون إن تجد رادعاً في كثير من الأحيان لتصل بالنهاية إلى شجار يتبعه أذى ، قد يصل في كثير من الأحيان إلى حالات لإتخاذ عقباها كالضرب المعنف أو القتل ، أو تصل إلى الإنتحار سواء المرأة أو الرجل كل على سواء ، كما إن الرجل لايقل عن المرأة في هذه الحالات ، وهنالك الكثير من العوائل والأسر الفاقدة للعلم والتربية الأسرية إلى وصول أولادهم وحتى عوائلهم إلى اصعب الحالات والتي نراها اليوم بأم أعيينا ، كثيرا منها مسربة في الشوارع والطرقات ، أما بشأن كورونا فهو ليس سببًا أساسيًا في ظاهرة العنف الأسري ، إنما الواقع المأساوي المتراكم عبر الزمن في طريق التربية والتعامل بالضد مع الآخر، دون فسح المجال للتفاهم والوصول إلى حلول مقنعة ومنصفة بين الأطراف ، ولايريد حكم عادل ينصف بينهما، فكثيرًا من الأحيان يتفق من عليه القول مع من عليه الطاعة ، ويكون الحكم بالقسوة والظلم دون التحقق من الأمر ، وذلك بعودة الكره والحقد عند بعض أهل الولد أو أهل البنت ، إذا تزوجت بدون رضاهم أو حتى إذا كان برضاهم وهم من افتخروا بجلبها لبيت زوجها وبعد فترة ينقلب كل شيء ، ويتمنوا إن يطلقها بأسرع وقت وان كانت هي غير مذنبة ، هنا يدخل عامل الغيرة والتفاضل بالمستوى أو بالثقافة بين من يدخل مضافًا إلى العائلة كزوجة الأبن أو النسيب أحيانا كثيرة أهل الزوج هم من يسببوا تعاسة أبنائهم ووصولهم إلى مرحلة التفرقة والطلاق للأسف دون ذنب يرتكب فتصبح مأساة اجتماعية كبيرة. قد يتضرر منها الأولاد وهكذا يتهافت المجتمع العائلي ويتولد الحقد والقطيعة قد تصل إلى العشيرة لا سامح الله وكله سبب الكره والحقد وقلة الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، كلما كان الانسان يحب الله سيحب الآخرين ، وكلما أحب الخير لنفسه لابد ان يحب الخير لاخيه في الله الحياة ، هنا كيفية المعاملة مع الله ونفسك والآخرين ، أما بالنسبة للقوانين التي وضعت ضد العنف سواء للمرأة أو الطفل ، فكلها التحدي نفعًا برأيي شخصيًا لأن أولًا وآخرا لابد ان تطبق في المجتمع ،وإن كان المجتمع لايمتلك الإرادة في التنفيذ الحقيقي على أرض الواقع ، فالقوانين تبقى غير سارية المفعول طالما يحكم مجتمعاتنا الطبقية والعشائرية .

الكلمة الجارحة 
فاطمة العبيدي / تشكيلية : العنف ألأسري ما قبل وباء كورونا, ومنذ ان أنزلت جميع الشرائع السماوية, فهي مرفوضة شرعاً أولاً وأدبياً وأخلاقياً ثانياً, ولكنها ومع هذه موجودة وفي كل المجتمعات ومنها الغربية ( المتقدمة في مجال حقوق الإنسان) وبنحو أسوأ في المجتمعات الشرقية وفي دول العالم الثالث. وفقا لتقرير الأمم المتحدة حول العنف الأسري بعد تفشي فيروس كورونا، فقد سجلت الإحصائيات زيادة كبيرة لهذا النوع من العنف في العديد من الدول, ويبدو أن سبب ذلك يعود في الأساس إلى زيادة القلق والتوتر الناجم عن فقدان الأمن الوظيفي والاجتماعي والصحي، بالإضافة إلى خسارة الوظائف والأعمال بعد اتخاذ تدابير وإجراءات الإغلاق لمكافحة تفشي الوباء. أن فترة وباء فايروس كورونا, هي فترة زمنية محدودة وستمضي ولكن المشكلة في بقاء العنف ألأسري وان كانت التقارير تؤكد انخفاض نسبتها بعد زوال الوباء, ولكن السؤال هنا سيكون ؟ الى متى سيستمر هذا العنف الغير ألأخلاقي!, هنا سيكون الحكم والفيصل بيد القانون من خلال تشريع بنود قانونية تحاسب وبشدة كل من أساء الى المرأة بطريقة عنيفة وسبب لها ضرراً صحياً او تشويه او عاهة, ولنا في الشرع الإسلامي قدوة في النهي عن ايذاء المرأة, وخير دليل هو تقدير الرسول ( صلى الله عيله واله وسلم ) للمرأة، أنه وصفها بـ “القوارير”، ومعلوم أن القارورة تصنع من الزجاج، ولا بد من التعامل معها برفق ولين، وإلا فإن التعامل العنيف يؤدي إلى كسرها, وليس هناك أكثر ما يكسر المرأة من الكلمة الجارحة, والإهانات المتكررة، وعدم تقديرها كإنسانة ذات مشاعر، وربما أبكتها الكلمة، وأسعدتها ابتسامة. والرجل لا يستطيع أن يعيش وحده في الحياة، إذ لا غنى له بحال عن المرأة، فكل شيء في الحياة يحتاج إلى ما يقابله، قال تعالى: “وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”.

أزدياد الضغوط النفسية 
أميرة ناجي / تشكيلية : في صراع مع الموت يستمر العالم تحت إختبار كورونا على شيء مطروح للتقيم على مرأى ومسمع جميع العالم البشري ، ويعتبر الحجر الصحي وضع جديد وغريب على العائلات ، ويعني إن بعض الافراد سيجدون صعوبة التعامل معه ، حيث بدأت تزداد حالات العنف ضد النساء والأطفال ، كونهم الفئات الأكثر ضعفاً وتهميشاً في المجتمع ،والعنف قد يكون نفسياً وصحياً وجسدياً ، إن طبيعة دور المرأة في العائلات العربية يجعل في إمكانية تعرضها لضغوط نفسية وصحية أكبر من باقي الأفراد ، وقد يساعد تواجد أفراد الأسرة على مساحه مغلقة ولفترات طويله توتر العلاقات العائلية ويؤدي إلى ضغط نفسي ربما يتحول إلى عنف جسدي ضد المرأة والطفل ، ويجب إن يتناقص هذا العنف وذلك بتوزيع المهام المنزلية على الأشخاص داخل الأسرة، ويساعد هذا في الحد من تفاقم المشاكل ومنع العنف ضد المرأة وجبر وتغير الضرر الواقع جراء هذا العنف ، من أجل السلام في المنازل في جميع أنحاء العالم .

معاناة المرأة الشرقية 
فاطمة منصور / شاعرة وأدبية / لبنان : لم يكن العنف الاسري نتاج زمن الكورونا. بل كان حالة اجتماعية مالوفة في المجتمعات المتخلفة، وتلك التي توارثت السلطة الذكورية مكرسة بقوانين إجتماعية حينا وبتشريعات ذات طابع ديني الرجال قوامون على النساء ، ودائما كانت المراة هي الضحية تعاني العنف بصمت لأكثر من سبب ، وفي أكثر الأحيان حفاظاً على وضع عائلي ، ففي المجتمعات الغربية لا تعاني المرأة ما تعانيه المرأة الشرقية من عنف مادي ومعنوي ، إنما في هذه المرحلة من تجربة جائحة الكورونا والحجر القسري،يبدو إن العنف الأسري بلغ مستوى غير مسبوق بسبب الضيق النفسي الذي يعانيه الزوجان، وهما وجهاً لوجه ليلاً ونهاراً ، ما ينتج عنه إحتكاك بينهما حيث الرجل تحديداً ومن حيث لا يدري ، يتطفل بالتدخل بأمور المراة المنزلية.ظ ، وقد يكتشف بفعل تفرغه الممل لمراقبتها أشياء يرى فيها تقصيراً من قبل زوجته ،فتقع المشادات الكلامية أولاً،يعقبها عنف جسدي قد يفضي الي تشوه جسدي لتمادي الرجل في توظيف قانون متوهم يمنحه السلطة علي المرأة ، صحيح إن جمعيات باتت حاضرة للدفاع عن حقوق المرأة، وحمايتها من التعنيف. إلا إن ذلك لا يبدو كافيا، حيث على المراة نفسها ان تملك الجراة للتصريح بمعاناتها وصولا إلى المحاكم اواستنجادا باحدى الجمعيات ، دائما المراهنة تبقي على ايمان المرأة بحقوقها وقدرتها الشخصية على التصدي ، المراة التي لا ضمانة مادية لها تجد نفسها مضطرة لكبت مشاعرها وتقبل وضعها الأسري بكل مشاكله .

إفة الجهل
إسراء الأسدي / شاعرة : لاعجب من أزدياد العنف الأسري في ظل أزمة كورونا، وذلك لأسباب كثيرة منها بقاء الرجل في البيت وتزايد حالة التوتر والقلق بين أفراد الاسرة ، لم يكن الأمر قبل الوباء مقبولاً وأنما مرفوضاً رفضاً تاماً ، وبقاء الإنسان بين أربعة جدران يؤثر على الصحة جسدياً ونفسيا ،ً ولذلك نلاحظ أصابة البعض بمرض الإكتئاب ، وخاصة للرجل لإبتعاده عن عمله ومباهج الحياة وهذا له تأثير مباشر على الأسرة ، خاصة إذا كان الرجل من ذوي الدخل المحدود ، ولا يستطيع تلبية مستلزمات الحياة لأسرته ، وهنا يكون التأثير سلبياً، بذلت جهود من قبل وزارة الدولة لشؤون المرأة لإعداد مسودة قانون ( الحماية من العنف الأسري ) وإلى الآن لم تنجح الجهود في تمرير القانون ، ظاهرة العنف ضد المرأة مرتبطة بأفة الجهل في المجتمعات المتخلفة والتي ليس بها قوانين راسخة لحقوق الانسان وأحترام حريته ووعيه .

فعل تراكمي
رانيا بخاري / إعلامية / السودان : العنف ضد المراة ليس وليد اليوم ، بل هو فعل تراكمي ، وأول من بذر بذور هذا العنف للأسف المراة نفسها ، بداية من التربية التي تعلى من شان الذكر وتحط من قدر البنت، وكانت النتيجة ظهور رجل مستعلى ذكورياً ، ويسير على هذا المنوال إلى إن يصبح زوج صمت المراة هو من ساعد على تصعيد العنف تجاهها ، اذ لاتجروا إمرأة إن تبلغ عن العنف الذي يلحق بها من قبل زواجها ، أو أخيها خوفاً من الأسرة والعادات البالية التي تتبرأ من المراة التي يشذ صوتها طلباً لرفع الضرر عنها ،إذن العنف ليس وليد اليوم ولكن ماحدث بسبب الكورونا ان ما قبل الكرونا كان لهث الرجل خلق لقمة العيش كان يحقن دماء النساء ، أم الآن بات الرجل في حالة ثبات بيتي وفراغ جعله مصدر قلق وحضور لم تتعود عليه زوجته ، لأنه أعتاد على غيابه طوال ساعات اليوم ، وإن عاد يعود للنوم في منزل يراه لكوندة يفرغ فيها تعبه لبداية يوم عمل جديد ، وكل ما يفعله حفنة مبلغ مالي يضعه الصباح ويفر ولايكلف نفسه بالمشاركة فى تفاصيل هذه الحياة القابعة خلف باب بيته بل يرى ذلك البيت قيد على حريته ، لذا بعد إنتهاء دوامة العمل يبحث عن ترفيه بعيد عن أسرته وجود الأباء هذه الأيام خلق كثير من النكات ، يحكى إن هنالك إمرأة سألها أولاده من هذا الرجل الظريف أجابت هذه والداكم كان مسافر البعض عوض غيابه بالتقرب من أهل بيته والمشاركة فى صنع حياة جميلة قد لايجود به الزمان مرة أخرى والآخرين أحالوا حياة أهلهم إلى جحيم ، أفرز عنف مضاد بل وصل الحال من خلال ما يصلنا إلى حد الضرب والطلاق ، والفاعل حر طليق محتمياً بعادات وتقاليد بالية تجرم المراة لصالح الرجل ، وفي ظل هذا الوضع لن تحصل المراة على أي عدالة ، نحتاج إلى إعادة النظر فى تربية النش وتوعية المراة بحقوقها و العمل على إستقلالية المراة مادياً وتحويلها إلى منتجة ، وإنهاء عهد الإستهلاك والتعبية الإقتصادية ، فعندما تملك المراة قوتها تملك قرراها .

تأثير العامل الإقتصادي
مديحة البياتي/ صحفية : يعد العنف الذي تتعرض له المرأة أمراً ليس بالطارئ أو وليد الصدفة في ظل ظروف إجتماعية وأقتصادية وصحية صعبة ، ولكن مشكلة العنف الذي أخذ مؤشره بالإرتفاع بسبب الحظر المنزلي ، حيث أفرزت ظاهرة حظر التجوال مؤخراً بسبب “جائحة كورونا” الكثير من مظاهر العنف الأسري التي سمعنا بها وضجت بها صفحات مواقع التواصل الإجتماعي ، وبحسب رأيي فإن العامل الإقتصادي يقف في مقدمة الأسباب وراء ذلك ، من عجز الرجل في توفير متطلبات العائلة والبيت ، فضلاً عن الآثار النفسية السيئة لفقدان العمل وإنقطاع الرزق وهو ما وقع سلباً على الوضع النفسي الذي يفرغه بعض الرجال في أبناءه وزوجته ، وشاهدت الكثير من تلك الأخبار وسمعت عن نساء تنتظر فتح الحظر لطلب الإنفصال والطلاق بعد ما جرى من أزواجهن خلال فترة حظر التجول ، وان تلك الحالات لم تكن لتظهر لولا الوضع الجديد “غير المألوف” الذي جعل من الرجل والمرأة متواجدان أمام بعض طول الوقت ، بينما الوضع الطبيعي يعطي المجال لكلاهما للتغيير والعمل لساعات وربما السفر الذي يكون له الدور المهم في تجدد العلاقة والأشتياق وكسر روتين الملل ، ومع تزايد أعداد النساء والفتيات اللواتي يواجهن الإساءة داخل أسرهن فأننا نضع كامل المسؤولية على عاتق الحكومة والبرلمان لضعف الإجراءات القانونية والتشريعات الواجب إتخاذها للحد من حالات العنف الأسري وحماية المرأة من العنف بكافة أشكاله الذي يحدث داخل الاسرة ، لذلك نحن أمام مسؤولية وطنية وإنسانية للمطالبة وبشدة من مجلس النواب العراقي وبدون أي تردد أو تأخير بتمرير قانون مناهضة العنف الأسري والإيفاء بالتزاماته بحق كرامة وإنسانية مواطنيه ، وأيضا نطالب بأتخاذ الإجراءات الجادة في معاقبة مسببي العنف ومرتكبي جرائم القتل ضد النساء والفتيات ، لأنهن الفئة الأضعف داخل الأسرة ووضع حد لكل الانتهاكات التي تتعرض لها النساء من ضرب وتعذيب وإهانة وحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية ، وضرورة تشكيل وزارة شؤون المرأة بحقيبة وزارية وليست وزارة شكلية كما كان الحال في السابق ، وتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية للوزارة لتمكينها من أداء أجندة عملها ومهامها والاستجابة لأحتياجات النساء اللواتي لازلن يحلمن بالوطن الذي يؤويهن بكرامة وأمان .

سعاد الشمري/تشكيلية /العراق : في كل بقاع العالم هناك تقاليد وأعراف تتمسك بها دول العالم كل حسب ثقافته، ومن هذه التقاليد والأعراف ماهو مقبول نوعاً ما، ومنها الذي ما أنزل الله به من سلطان وتكون مقبوليتها حسب قناعة وتمسك بلدانها بها ومدى ماتعتبره رمزيا ممكن تجاوزه بعض الشيء، وماتعتبره قانوناً وعرفاً لا يمكن المساس به وخصوصاً في بعض البلدان التي تكون ثقافتها محدوده ، هذا لا يعني أنه لا يوجد في البلدان المتقدمة والمنفتحة بعض من هذه الأعراف والتقاليد وبعض التعصب والتخلف في بعض الأحيان، لكنه حالات خاصة وغير عامة إضافة إلى قوة نفوذ القانون وقانون حماية الأسرة يلعب دوراً هاماً في الحد من بعض الحالات التي تظهر هنا وهناك ،ففي المانيا مثلا إحدى الدول المتقدمة والمتطوره لازالت تعتبر طلاق المرأة وصمة عار لها ، لكن في نفس الوقت إذا رفعت المرأة دعوة طلاق واثناء الجلسة طالبت بالطلاق للاعتداء عليها بالضرب مثلا أو أستحالة العيش تقوم بتفريقها بنفس الجلسه هذا مثال عن القانون وإحترام الإنسان ، أما في بلداننا العربية قاطبة والعراق منهم تعتبر المرأة عند دخولها بيت الزوج أنها أصبحت تحت امرته وتحت تقلبات مزاجه واكيد لكل قاعده شواذ حسب درجة إحترام الرجل للمرأة وليس حسب ثقافته ومستوى تعليمه، لأن هذا العنصران لايغيران طبيعة الإنسان ،فالطبع لا يغلب التطبع ففي العراق مثلا توجد عادة النهوة التي حطمت كثير من النساء بسبب إبن العم الشهم الذي يريد هذه أو تلك من بنات عمه حتى وإن كان أدنى منها تعليما ويكبرها ب(٥٠ عاما ) المهم رغبته يجب أن تنفذ حتى لو كرها ، أما بالنسبة لعلاقة كورونا بأزدياد العنف الأسري، فأنا لا أعتقد للحضر الصحي المفروض حالياً له علاقة بأزدياد العنف، بل هي طباع بشرية ظهرت على حقيقتها وطفت على السطح بعد أن كان الإنشغال بالعمل أو قضائه بالتسكع مع الأصدقاء قد إخفاها في قاع الحياة ، فالناس طباع من كانت طباعه حميدة تبقى كذلك في أحلك الأمور، ولا أعتقد هناك وقت أنسب من هذا لإثبات التماسك الأسري واستغلال الوقت الذي كان يشتكي الجميع من قلته للعب مع الأطفال والتعرف عليهم أكثر حيث هناك أولياء أمور يجهلون حتى ماذا يحب او يكره أبناءهم أو زوجاتهم ، أما عن القانون فنحن البلد الذي سن القوانين للدنيا باسرها والعالم كله يحكم بقوانيننا وكذلك ديننا الحنيف الذي كرم الانسان والأسرة ، حين قال بسم الله الرحمن الرحيم (وجعل لكم من انفسكم أزواجا لتسكنوا اليها)صدق الله العظيم ولم يقل لتعذبوها او تظهروا غلكم فيها ومحاكمنا أكبر شاهد على الظلم الموجود داخل الأسر إضافة إلى أننا لانمتلك لحد الآن قانون للعنف ضد المرأة حيث كتبت مسودة القانون ووضعت رحالها على رفوف الخزن في برلماننا الموقر! ، إضافة إلى مجتمعنا وقانوننا الذي يعظم الرجل ويعصمه من الخطء ويعطيه الحق حتى بضرب زوجته للتاديب وكانه أخذها من حضيرة حيوانات وليس من بيت عائلة، ولايرحم حتى الأرملة التي تعمل لكسب قوت ايتامها حيث لا القانون أنصفها وكرمها ولا المجتمع وفي أغلب الأحيان تلعب الاعتبارات الإجتماعية دوراً كبير في ضمان مستقبل هؤلاء الأطفال سواء الأيتام أو اطفال التعنيف الأسري دورا كبيرا في احتواءهم والحفاظ على مستقبلهم وتعليمهم ولو بالقدر المستطاع من المراحل الدراسية ، وفي النهاية نبقى نفتقر للقانون الذي هو أساس الملك والعدل على الارض ، عسى أن يأتي يوم ونرى بلد القوانين فيه قانون عادل لكل شيء.

نعمة الوباء
سناء الحافي / شاعرة وإعلامية / العراق : ليس عيباً أن نعترف أن فترة الحجر الصحي التي نعيشها بسبب ” كورونا ” ، علّمتنا مفاهيم جديدة ولقّنتنا درسا في الإنسانية ، ليس عيبا أن نقرّ و نجزم أننا عايشنا أوبئة على هيئة أشخاص أكثر خطرا بأفعالهم من كرورنا ، قتلوا بنا لذة الطموح دمروا أفكارنا استولوا على إنسانيتنا فكانت علاقتنا بهم ” قاتلة أكثر من كورونا و أشخاصا آخرين أكثر غدرا و نفاقا و فيروساَ مستجدا من الأكاذيب ،حياتنا لم تكن أبدا معهم سهلة حتى أوطاننا كانت أيضا في سياستها قاتلة حين هجّرتنا ،و أذاقتنا العوز و الحاجة وجعلتنا نهرول إلى أوطان بديلة، فحطمت روح الهوية فينا وألغت مراسيم الضمير الذي أصبح مكبلا بالسلاسل ، وبلغة السوط أعلنت الأحكام العرفية في شبكتنا العصبية كي لا نتمرد عليها ، فجاءت كورونا و هبطت بنا إلى قاع صناديقنا السريّة ليصبح الزوج ودودا متعاونا متفهما أكثر في التعامل مع أبنائه وزوجته ، وأصبحت الزوجة بارّة بقسمها حتى أقصاه فخلقت لأسرتها عالما جديدا من السعادة المكتملة ، ولم تعد أعماقها متمرّدة على الظروف و الوحدة و التأمل ، لأنه هناك شخص آخر الآن بقربها ،يراقب جهدها في الإجتهاد و يكتشف فيها ما غاب عنه طيلة سنوات الارتباط شاعرا بالإمتنان و الخجل ، حتى الأبناء أصبحوا مبدعين مبتكرين منظمين.. و اعتادوا على شعور الطمأنينة بالوجود الدائم للأب.. الذي كان غيابه أكثر من الحضور في تفاصيلهم اليومية ، ففي حضرة التعايش أعادنا الحجر الصحي إلى ذواتنا بعدما صرنا غرباء عن بعضنا ، لم يحدث أبدا أن عشنا مثل هذا السلام النفسي ، هذا التصالح مع الذات ، هذا الإستقرار مع الآخر قبل عهد كورونا حين كانت تركلنا الحياة إلى مملكة الفزع ..و العمل… في متاهات الحياة ، وتجبرنا على التعامل مع أشخاص يجلدوننا بالمراوغة و نبش خصوصياتنا… دونما رحمة ، حتى الباحثين عن الله أصبحوا أكثر قربا منه في بيوتهم ، أكثر صدقا في دعائهم.. و أكثر خوفا منه، لانهم أصبحوا على مفارق الحياة …يحللون و يناقشون ، هل حقا أغلقت أبواب التوبة ، ام أن هناك رسالة مشفرة للإنسان أنك لست ضروريا على هذه الأرض والسماء و الهواء و الطبيعة أكثر نقاء في غيابك ، وما بين الشك و اليقين في عقاب الله ، وبين ما يدور في فلك السياسة و المال ، الف أحتمال بالرغم من فزع الوباء و خطره ، بالرغم من هذا الكم الهائل من الهلع ، الا أن كورونا أنقذ انسانيتنا و أصبح التكافل و الخوف على الآخر شريعة البقاء ، واخيرا و ليس آخرا الحمد لله حجرا و ليس حربا .

حراك منظمات المجتمع
ملاك جميل/تشكيلية : لم يكن العنف الأسري ما قبل وباء كورونا مقبول ، الدليل على هذا هنالك قانون مازال يراوح في أروقة مجلس النواب الدورة الثالثة ولم يشرع لحد الان ، أما بشأن بقاء الرجل بالبيت فجاء نتيجة عدم مزاولته العمل جراء فرض حظر التجوال ، وقد إنعكست بعض التداعيات السلبية لتلك الحالة مع عائلته ، ومنها تفريغ شحناته السلبية على أفراد العائلة ، وكان المفروض إن يكون وجوده عامل إيجابي في مساعدة زوجته في إكمال مستلزمات البيت ، ما مدى حماية القانون في حماية المراة نتيجة ماحدث .لاحظنا حراك من قبل المنظمات المجتمع المدني ،ومبادرة مستشارة رئيس الجمهورية إرسال إلى رئيس مجلس النواب العراقي في الإسراع في تشريع قانون مناهضة العنف الأسري .

ضرورة التدخل القضائي
كوثر محمد/ تشكيلية : لي صديقة تعمل في دائرة رعاية الأسرة والعنف الأسري تقول ، بعد أحداث جائحة كورونا والحجر المنزلي واغلاق المدارس والجامعات والذي طالت مدته وقد يطول أكثر ، هناك عشرات الإتصالات تردني من يعرف رقم هاتفي ليخبروني ماجرى من تعنيف لإحدى جاراتهم أو صديقاتهم أو حتى من يتصلون بي شخصياً وعشرات من القصص التي تدني الجبين من حالات العنف جراء هذا الحجر ، وكذلك العنف ضد الأطفال أيضاً من طرف كلا الأبوين أو زوجة الأب ، وقالت في السابق ما قبل كورونا بعدما كانت هناك فرصة لإصلاح ذات البين والرجوع لأمر الصلح بين الأطراف المتنازعة يكون هناك قبول من الطرف المعنف بالرجوع إلى المنزل وقبول الإعتذار ، أصبح اليوم بوجود الحجر المنزلي من المستحيل ذلك ، وأسهبت تقول لقد تعددت حالات وطرق المستخدمة بالتعنيف ، وكذلك السب والقذف مما يسبب ضحايا ستكون مكانهم المستشفيات النفسية ،ولذا يقتضي إن تسترعي الجهات المعنية للإنتباه لذلك ، وبسبب إغلاق الدوائر والمستشفيات أصبحت حالات للعنف الشديد لم يعرف بها أحد ، وهناك من النساء المعنفات التي لا تستطيع الوصول لأدلاء بمشكلتها أما لخوفها أو لعدم قدرتها للوصول لكونها بسيطة وفقيرة ، وكما أرى حالات العنف الأسري أخذت تزداد بشكل ملفت للنظر ومثير للقلق والجدل ايضا ،فهناك دوافع نفسية وإجتماعية وأقتصادية وأخلاقية، وغيرها لمرتكبي حالات العنف الأسري ضد المراة بشكل خاص وضد المجتمع بشكل عام، ويتطلب تدخل أمني وقضائي سريع لسن قوانين صارمة ضد مرتكبي هذه الحالات المروعة من العنف لمنع تزايده والحد منه .

زمن الكورونا
نسرين سعود / شاعرة وأدبية : يحتفل العالم في الخامس والعشرين من نوفمبر باليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، إذ لا تزال تعاني واحدة من بين كل ثلاث نساء من العنف الذي يعد أحد أشكال انتهاك حقوق الإنسان وفق منظمة الصحة العالمية وتعرف الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة بأنه “أي فعل عنيف تدفع إليه ويترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، وقد كثرت المشاكل في الأسر العربية في ظل انتشار وباء الكورونا ،و الحجر المنزلي ،حيث أنه توالت العديد من التقارير التي تثبت إرتفاع كبير في حالات العنف المنزلي ضد النساء ،و الفتيات في أماكن متعددة في الوطن العربي و العالم ،و ذلك بسبب الإجراءات المتخذة من الحجر المنزلي جراء انتشار فيروس كورونا ،فزادت الشكاوي من النساء المعنفات مقارنه ما قبل الكورونا،فارتفعت نسبة الجرائم وزادت تجاه النساء بشكل ملحوظ ، فبقاء الرجل في المنزل قد أثر سلبا على الأسرة وطبعا أدى إلى الكثير من الحوادث المؤسفة بدلاً من أن يكون فرصة لتعميق العلاقات الإنسانية بين أفراد الأسرة والوالدين وقضاء أوقات ممتعة تبقى لها ذكرى جميلة.

مسؤولية الدولة
سوزان الشمري / إعلامية : إرتفاع ظواهر القتل والإنتحار والإغتصاب في المجتمع تتحملها الحكومات المركزية والمحلية في المحافظات ، بسبب إغراق المجتمع بالمناحرات السياسية والإقتصادية وكانت القشة التي قصمت بنية المجتمع ،كما أن إرتفاع معدلات العنف الأسري في المجتمع وزيادة نسب الطلاق والانتحار والقتل والاغتصاب تؤشر إلى إن مخاطر تهدد الأجيال القادمة وتتطلب إلتفاتة حكومية وتدخل على مستوى عالمي ، لأن أتساع تلك الظواهر الخطيرة في المجتمع العراقي مؤشر خطير لإختلاف القيم الإنسانية والاخلاقية والدينية نتيجة للحروب التي رافقت هذا البلاد وتلتها المشاكل الإقتصادية والسياسية والإرهاب والفساد الذي نخر جسد أغلب المؤسسات ، بالإضافة إلى تأثير مواقع التواصل الإجتماعي السلبي في الواقع العراقي وضعف الرقابة الحكومية على ما ينشر من أفلام ومسلسلات أنتهجت اغلبها العنف إذ كانت وسيلة لغسل الأدمغة بالنسبة للشابات وتوجهن نحو القتل أو الإنتحار , فيما مارست العاب البوبجي أسلوب تعنيف الشباب وتكريس ثقافة العنف في سلوكهم الحياتي ، ناهيك عن الحالة الإقتصادية لأغلب الأسر العراقية ،كانت عامل آخر أثر بشكل سلبي على الكثير من الحالات الإنسانية والمجتمعية بين أفراد الاسرة الواحدة بين الأزواج أو الإخوان التي كانت نتاج الحروب والإرهاب والفساد، وقلة فرص العمل أحد أسباب هذه الظواهر مما فاقمت أثر الضغوطات النفسية كانت تبعيتها تتجسد في تعنيف الاب لأولاده او الزوج على زوجته ، ونطالب الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والقوات الأمنية والخطباء في منابر الجمعة بأخذ دورهم في حماية البلد من الإنحدار نحو مستنقع القتل والإنتحار والتعنيف وتوعية الشباب والشابات والأسر بالعموم لأهمية وأحترم حقوق الطرفين والسعي لتثبيت التماسك الاسري , لأن أهمية الدور الحكومية الرقابي تكمن في حفظ الامن والقانون، وإن تكون تلك الإجراءات رادع لكل عمل يقوم به أي مجرم أو خارج القانون أمام المجتمع ، ولابد للجهات التشريعية إن تتحمل مسؤولياتها في إقرار القوانين التي من شانها حماية الأفراد وترك السجالات السياسية التي أعطت الضوء الأخضر لإنتهاكات حقوقية ومجتمعية في العراق .

سيادة العنف الذكوري
سوما عمر المغربي / السودان : تفاقم العنف الأسري في ظل وباء الكورونا يدور بنا ليرجعنا في المحن لننظر لدين الله،للإنسانية،وتعاليم نبينا الكريم عليه الصلاة والتسليم،قال إستوصوا بهن خير وأكرموهّن،قال كونوا كالجسد وكالبنيان ،وليتنا نكون معا كسند وبنيان،ونستوصي بالنساء الخير،إن زيادة العنف والمشاكل الأسرية تدل على ضعف وهشاشة بنيان الأسر والمجتمع ، وليست الضائقة عذر لسيادة العنف الذكوري ولن تبرر ذلك وليس مقبول قبل ولا بعد وباء الكورونا وللأسف ، أن المحنة أظهرت وكشفت عورة التفكك الأسري ،فوجب أن يكون العكس فيكون الرجل رب،راعي ،حامي وسند وإحتواء،الإنسانية لا تحتاج الخوف من القانون،فقبل إحتواء الوباء والهم بالجانب الصحي لنحتوي نسائنا،أبنائنا،لنحتوي بعضنا لنخفف ألمنا معا،ونجتاز الإمتحان والبلاء.

عواقب وخيمة
مها يحيى / تشكيلية : شاع كثيراً في الآونة الأخيرة بين أبناء المجتمع العراقي مايعرف بالعنف الأسرى بأشكال مختلفة في الأسرة العراقية ( كالضرب والركل والإنتحار والتخويف والاعتداء السلبي الخفي كالإهمال مابين الزوجين) إضافة إلى العوامل الظرفية والمادية ، كلها أسباب اساسية التي أدت إلى أتباع السلوك العنيف ، وخاصة إن العراق لايملك إلى حد الآن قانون يحمي المرأة والطفل من العنف الأسرى القاسي على الرغم من كثرة الحوادث التي تقع بين الحين والآخر، ولاسيما مايتعلق بمقتل عشرات النساء من جراء التعنيف وتحت مسميات وتبريرات عدة، فيها جرائم الشرف والموت المفاجئ وغيرها للأفلات من العقوبات القضائية مما أدى إلى التهاون وإنتشار مثل هكذا ظواهر مابين الأسرة العراقية، وللأسف للعنف الأسرى عواقب وخيمة مابين أبناء تلك الأسرة التي تعرضت للعنف ،مما يتولد جيل غير سوي يمتلك بداخله حالات نفسية منها الشعور بالانتقام وعدم الثقة بالنفس، وبالتالي لايستطيع بالمستقبل بتكوين أسرة يسودها المحبة والسلام ، بسبب ما تعرض له من والديه فعلى الأب والأم إن يكونا بمنتهى الوعي والإدراك بعدم تفاقم الإشكالات فيما بينهم وتسود المحبة والتسامح ليكونوا جيل قوي يستطيع بناء نفسه وعائلته فيما بعد .

عواقب وخيمة
مها يحيى / تشكيلية : شاع كثيراً في الآونة الأخيرة بين أبناء المجتمع العراقي مايعرف بالعنف الأسرى بأشكال مختلفة في الأسرة العراقية ( كالضرب والركل والإنتحار والتخويف والاعتداء السلبي الخفي كالإهمال مابين الزوجين) إضافة إلى العوامل الظرفية والمادية ، كلها أسباب اساسية التي أدت إلى أتباع السلوك العنيف ، وخاصة إن العراق لايملك إلى حد الآن قانون يحمي المرأة والطفل من العنف الأسرى القاسي على الرغم من كثرة الحوادث التي تقع بين الحين والآخر، ولاسيما مايتعلق بمقتل عشرات النساء من جراء التعنيف وتحت مسميات وتبريرات عدة، فيها جرائم الشرف والموت المفاجئ وغيرها للأفلات من العقوبات القضائية مما أدى إلى التهاون وإنتشار مثل هكذا ظواهر مابين الأسرة العراقية، وللأسف للعنف الأسرى عواقب وخيمة مابين أبناء تلك الأسرة التي تعرضت للعنف ،مما يتولد جيل غير سوي يمتلك بداخله حالات نفسية منها الشعور بالانتقام وعدم الثقة بالنفس، وبالتالي لايستطيع بالمستقبل بتكوين أسرة يسودها المحبة والسلام ، بسبب ما تعرض له من والديه فعلى الأب والأم إن يكونا بمنتهى الوعي والإدراك بعدم تفاقم الإشكالات فيما بينهم وتسود المحبة والتسامح ليكونوا جيل قوي يستطيع بناء نفسه وعائلته فيما بعد .
قوانين تحمي المرأة

ميادة سفر  / شاعرة /سوريا : لا يجوز اعتبار العنف الممارس ضد المرأة أمراً عادياً لا قبل تفشي وباء كورونا وما تبعه ما إجراءات حجر منزلي ولا بعده، هذا العنف كان موجوداً وقد فاقمه بقاء الرجل في المنزل فترة أطول من المعتاد خلال فترة الحجر المفروضة حالياً، لكن لا يجوز تبرير هذا التصرف بأي شكل من الأشكال لأن بإمكان أي شخص إيجاد أية وسيلة لتمضية وقته والاستفادة منه بدل الاعتداء بالضرب الجسدي أو التعنيف اللفظي لزوجته. وبطبيعة الحال تفتقد أغلب الدول العربية لقوانين تحمي المرأة من العنف الممارس عليها، وحتى إن وجدت فلا سبيل لتطبيقها بسبب النظرة من المحيط للمرأة التي تتجرأ على تقديم شكوى ضد زوجها، لذلك من الضروري زيادة الوعي لهذه الناحية وتفعيل القوانين إن وجدت وتشريعها في حال عدمه. وشخصياً لست مع سكوت المرأة على العنف بحجة الحفاظ على بيتها واسرتها، لأننا لو نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى يحق لنا أن نتساءل أي نمط من الأولاد ستخرج من أسرة أمهم معنفة ومضطهدة.
إثبات الرجولة
إنتصار ثابت / معلمة وتشكيلية / العراق : العنف كان ومازال موجود في مجتمعنا وبلداننا العربية ذات الطابع القبلي ، لكن في وقتنا الحاضر أزدات حالات العنف على الاولاد والنساء ،وهنالك من يبرره إلى تردي الوضع المادي لدى الرجل ولكنه ليس المبرر الكافي ، لكي يتعمد بضرر زوجته لإثبات رجولته أمام أهله ، وهنالك من يرى ان عدم الزوجة هو ضعف امام نفسه ، وهذا كله هو الضغط النفسي الذي يمارسوه أهله أو ضغط الضحية نفسها او ماراه عند صغره من ضرب من والده او اخوته والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى ودينه ، والذي يؤكد دائما لجوء الإنسان إلى الله في الصلاة أو زيارة القبور ، بحديث نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم إذا ضاقت الصدور عليكم بزيارة القبور ، ومقصود فيه من كان له أحبة أو زيارة اهل البيت (ع) ، أسأل الله أن تختفي هذه الظاهرة وإن تعيش جميع العوائل بالأمن والأمان .

مساحة مغلقة
سامية تالوتي / الجزائر : أصبح العنف ثقافة عامة في جميع ميادين الحياة الإجتماعية والخاصة ، وقد أفرز مآسي و كوارث لها آثار مادية و معنوية وخيمة ، والعنف تعبير عن عدم التوازن بين الجنسين وإخلال في ميزان القوة بين الرجل والمراة فهو تعبير عن التسلط والإضطهاد والقهر ، وبطبيعة الحال الرجل هو المسؤول بالدرجة الأولى عن تعنيف المرأة بهدف قهر إرادتها و تطويعها واذلالها ، فطبيعة الوضع الراهن مع انتشار فيروس كورونا والحجر الصحي ساعد على تفاقم الوضع لكون تواجدهم بمساحة مغلقة و لفترات طويلة، فأصبحت المرأة أداة لتفريغ مشاعر الغضب من إساءة لفظية و جسدية ، وفي أي لحظة من دون إن يترك لها الخيار للخروج من المنزل كما في ااسابق فأصبحت بذلك أسيرة بيت غير آمن في ظروف إستثنائية ،يعني قبل ان تموت المرأة بفيروس كورونا تموت قهرا و ايذاءا على أيدي من أحبت وعاشرت .

إرتفاع العنف المنزلي
ميادة مهنا سليمان / شاعرة وأدبية / سوريا : اليوم أصبحتِ المرأة المعرّضة للعنف في ظروف عاديّة أسيرةَ منزلٍ غير آمن في ظروف استثنائيّة، كما أنّها ستفكّر ألف مرّة قبل اتّخاذ قرار الخروج من البيت بغية حماية نفسها، وبيتها من العدوى، ممّا سيعرّضها للعنف بوتيرةٍ أعلى، وربّما أقسى ، الأزمة الحاليّة تجعل من الصّعب على الضّحايا طلب المساعدة، ففي الوقت الّذي تحاول المرافِق الطّبّيّة في جميع أنحاء العالم الاستجابة للوباء، أصبحت الأنظمة الصّحيّة مثقلة بالأعباء، ما يزيد من صعوبة حصول الضّحايا على الرّعاية الطّبّيّة أو الأطبّاء النّفسيّين ،فقد أكّدَت دراسات علم النّفس أنّ العنف المنزليّ يرتفع جدًّا بوجود الأوبئة. ولذلك فقرار دول عدّة حول العالم بحظر التّجوّل لمنع انتشار كورونا، وضع آلاف النّساء والأطفال أمام إحتماليّة تزايد العنف المنزليّ الواقع عليهم، فيما توقّع خبراء ظهور حالاتٍ جديدةٍ من العنف الأسريّ، إذ سجّلتِ الصّين إرتفاعًا في عدد حالات العنف وصل في بعض الأماكن إلى ثلاثة أضعاف المعدّل السّابق، وذلك بعد أسابيع فقط من إجراءات العزل الصّارمة ، والمشكلة الكارثيّة أنّ النّساء في أفضل الظّروف، يواجهنَ بالفعل صعوبةً في الحصول على آذانٍ تستمع إليهنّ، فكيف سيكون الوضع في مثل هذه الظّروف الاستثنائيّة الرّاهنة؟

النزعة الذكورية
صابرين الكاتب / إعلامية /العراق : يقول كارل ماركس : إذا أردت أن تعرف مدى تقدم مجتمع ما,أنظر إلى وضع المرأة ، ومن هنا أبدء حديثي بالسؤال عن وضع المرأة في المجتمع العراقي ، هل تمارس حياتها ونشاطاتها بحرية كاملة الجواب بالتأكيد لا,فبالرغم مما نشهده من أنفتاح على العالم الخارجي إلا أن النزعة الذكورية وتسلط العشيرة لا تزال تسيطر عليها أضافة إلى أنها تعامل بطريقة لا تليق بمكانتها ودورها داخل المجتمع ،وفي ظل هذا التسلط الذكوري نراها تتعرض للعنف بشكل مستمر,وبسبب خوفها وعدم وجود قانون يحميها فان الكثير من حالات العنف تبقى داخل نطاق الأسرة ,وقد ساهم حظر التجوال المفروض بسبب تفشي وباء كورونا بشكل كبير إلى تفاقم هذه الظاهرة خاصة مع وجود الرجل في البيت لفترات طويلة ,لذلك من الضروري التوجه نحو تشريع قانون العنف الأسري الذي يحفظ للمرأة كرامتها ويمنحها كافة حقوقها كونها ركيزة المجتمع ويجب رفع الظلم عنها .

ثقافة المجتمع
عروبة حميد : العنف الأسري موجود في المجتمعات ، وهنالك أسباب عديدة له منها ، نشأت الأفراد في ظروف صعبة أدت إلى نشوء أفراد همجيين ، وأيضا تلعب ثقافة الفرد والمجتمع دوراً كبيرا في هذا الجانب ، لكن هنالك خطأ في فهم الدين ، لتجعل من رب الأسرة يستخدم العنف والخوف وفق ما يريده ويتوقع من خلال ذلك بفرض سيطرته على الأسرة مع زوجته أو أولاده ، وعدم وجود قانون فعلي يحفظ حقوق الأفراد لأنه بمجتمعنا يشترى بالمال والعلاقات ، وهذه حقيقة وطامة كبرى أيضا ، ولا توجد منظمة لها الدور الفعلي والواقعي لحفظ حقوق الأفراد ، والحالات التي تحدث في المجتمع موجوده قبل إنتشار وباء كورونا وليست جديدة ، ومانسمع ونرى تقف له العقول من أحداث خطيرة جدا لم نسمع بها من قبل لا يقبل بها دين ولا عقل ولا أي إنسانية، وفقدت الأسرة قدسيتها وأركانها الآمنة بعد ما كانت الأسرة الركن الآمن الذي يحوي كل أفراد العائلة ، إضافة إلى الأفكار التي كسحت المجتمع وتدخل أطراف أخرى ايضا أيضا ،وكان سابقا في مجتمعنا من الكبار والمحترمين من يقدم النصح والتوضيح ومنع الخطأ ورفض الأفعال السيئة ، ولهم دور فعال في إصلاح المجتمع ممن ينصف ويصلح ويرشد و أصبح الآن العكس من ذلك ، هم من يحث على الخراب ونشر الأفكار السيئة التي تدهور الفرد والأسرة والمجتمع ، الأسرة مكونه من طرفين وهما الأركان الأساسية في الأسرة أذا كان هناك إحترام ووعي تكون أسرة ناجحة مسلحة بالإحترام والحب وهما يعكسون ذلك بأولادهم أجيال المستقبل ، إذن كيف سيكون المستقبل ويشاهد ويسمع الأولاد هذا العنف القاسي الذي يهتز له الكون، وكلنا نعرف أن لكل من أركان الأسرة له حق وحقوق وعليه واجبات ، والكل يعرف ماله وما عليه لماذا عدم الالتزام بها ، إذن العنف يعود لثقافة المجتمع وهو موجود قبل الوباء الذي أجتاح العالم وباء كورونا ،العنف أيضا وباء دمر المجتمع .

مسؤولية الزوج
بثيمة عرابي / سوريا : تجاوزت الأزمات الكونية الخط الأحمر لتحمل الانسان خاصة الانسان العربي وآخرها الوباء المسمى بكورونا كوفيد 19 ، ماقبل الكورونا الأسرة في حالة تخلخل، وعدم إتزان لعدم وجود الحب والتضحية والالتزام بقوانين الاسرة وجود الرجل بدون عمل داخل جدران المنزل، جعل من البيت قنبلة موقوته قابلة للانفجار بكل لحظة ، أي قانون سيحمي المرأة اغلب النساء تفضل الصمت على الكلام خوفا من إنهيار المنزل وامتعاض المجتمع وربما تكون المرأة سبب العنف الأسري واحد مسبباته لأنها إعتادت على عدم وجود الرجل في المنزل لأوقات طويلة ، يجب إن يأخذ الرجل من هذا الوضع الحالي فرصة للتقرب من أسرته وحل الأمور المتعلقة وإعطاء روح الأمل والتفاؤل للحفاظ على السلامة النفسية كونه مسؤول عن حمايتها ويجب على الأنثى بث الدفئ واعطاء جرعات من الصبر والحب ، نقطة الوص الأسري الحب والثقة لأنفسكم ولغيركم.

مسؤولية الدولة
سوزان الشمري / إعلامية : إرتفاع ظواهر القتل والإنتحار والإغتصاب في المجتمع تتحملها الحكومات المركزية والمحلية في المحافظات ، بسبب إغراق المجتمع بالمناحرات السياسية والإقتصادية وكانت القشة التي قصمت بنية المجتمع ،كما أن إرتفاع معدلات العنف الأسري في المجتمع وزيادة نسب الطلاق والانتحار والقتل والاغتصاب تؤشر إلى إن مخاطر تهدد الأجيال القادمة وتتطلب إلتفاتة حكومية وتدخل على مستوى عالمي ، لأن أتساع تلك الظواهر الخطيرة في المجتمع العراقي مؤشر خطير لإختلاف القيم الإنسانية والاخلاقية والدينية نتيجة للحروب التي رافقت هذا البلاد وتلتها المشاكل الإقتصادية والسياسية والإرهاب والفساد الذي نخر جسد أغلب المؤسسات ، بالإضافة إلى تأثير مواقع التواصل الإجتماعي السلبي في الواقع العراقي وضعف الرقابة الحكومية على ما ينشر من أفلام ومسلسلات أنتهجت اغلبها العنف إذ كانت وسيلة لغسل الأدمغة بالنسبة للشابات وتوجهن نحو القتل أو الإنتحار , فيما مارست العاب البوبجي أسلوب تعنيف الشباب وتكريس ثقافة العنف في سلوكهم الحياتي ، ناهيك عن الحالة الإقتصادية لأغلب الأسر العراقية ،كانت عامل آخر أثر بشكل سلبي على الكثير من الحالات الإنسانية والمجتمعية بين أفراد الاسرة الواحدة بين الأزواج أو الإخوان التي كانت نتاج الحروب والإرهاب والفساد، وقلة فرص العمل أحد أسباب هذه الظواهر مما فاقمت أثر الضغوطات النفسية كانت تبعيتها تتجسد في تعنيف الاب لأولاده او الزوج على زوجته ، ونطالب الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والقوات الأمنية والخطباء في منابر الجمعة بأخذ دورهم في حماية البلد من الإنحدار نحو مستنقع القتل والإنتحار والتعنيف وتوعية الشباب والشابات والأسر بالعموم لأهمية وأحترم حقوق الطرفين والسعي لتثبيت التماسك الاسري , لأن أهمية الدور الحكومية الرقابي تكمن في حفظ الامن والقانون، وإن تكون تلك الإجراءات رادع لكل عمل يقوم به أي مجرم أو خارج القانون أمام المجتمع ، ولابد للجهات التشريعية إن تتحمل مسؤولياتها في إقرار القوانين التي من شانها حماية الأفراد وترك السجالات السياسية التي أعطت الضوء الأخضر لإنتهاكات حقوقية ومجتمعية في العراق .

إجراءات حاسمة
زهراء كاظم/ إعلامية : ظاهرة العنف الأسري موجودة قبل وباء كورونا ،ولكن الحالة تفاقمت بشكل كبير نتيجة الظروف الصعبة التي تعيشها الأسرة والبشرية جمعاء مع تفشي فيروس كورونا والتزأم الأسرة بالحجر المنزلي والاغلاق التام ،وبقاء المراة أمام زوجها سوفه يعرضها العنف المنزلي والإهانة أكثر ، ويجب على الجهات المعنية الحد من ظاهرة العنف وإنقاذ الأسرة من التعنيف والعنف ضد المراة إنتهاك الحقوق الإنسان ، إذ يمنعها من تتمتع بحقوقها الكاملة،وله عواقب خطيرة لا تقتصر على المراة فقط بل تؤثر على المجتمع أيضأ .

الكلمة الجارحة
دنيا علي الحسني / إعلامية : لا يمكن تجاهل العنف الأسري الذي عاد إلى الواجهة من جديد مع فرض الحجر المنزلي ، وهذه المرة لا يطال الزوجة فحسب بل الأطفال أيضاً ، وما قبل كورونا لن يكون كما بعده هذه الحقيقة المّرة ندركها جميعاً ، وقد لا تدمر عائلات ، فحسب إنما مجتمعات وجيل بأكمله ، الحجر الصحي هو وضع جديد وغريب على العائلات مما يعني إن بعض الأشخاص سيجدون صعوبة في التعامل معه ، وقد يساعد تواجد أفراد الأسرة على مساحة مغلقة ، ولفترات طويلة في توتر العلاقات العائلية حيث إن التقارب المكاني الحالي بين أفراد الأسرة يؤدي إلى تماس مباشر بينهم وهو ما قد يؤدي إلى ضغط نفسي ربما سيتحول إلى عنف جسدي ضد المراة والطفل، مما يؤدي إلى تكبد تكاليف إجتماعية وأقتصادية ضخمة تخلف آثاراً عديدة على المجتمع قاطبة ، فقد تعاني النساء العزلة وعدم القدرة على العمل وفقدان ونقص المشاركة في الأنشطة المنتظمة، وعدم التمكن من الإعتناء بأنفسهن وأطفالهن وبيوتهن إلا بشكل محدود ،والعنف الأسري والذكوري ضد النساء في العراق أخذ منحى تصاعدياً في ظل فشل الحكومات المتعاقبة بإقرار قانون العنف الأسري ، والذي يتيح للمراة والطفل في البلاد حماية وحقوقاً مساوية لنظرائهم في دول العالم ، ويبقى جزء من الحل بين أيدينا ، فلنلتفت قليلاً إلى صحتنا النفسية ونحافظ عليها بقدر مانخاف على مايفعله كورونا بأجسادنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق