اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
قصيدة ” مقبرة الغرباء ” للشاعر جواد الحطاب

مقبرة الغرباء
………….. 
( نص في رثاء الجواهري )
شعر – جواد الحطاب
لم اربّ من قبل حماما
لا اشعل ؛ لا ابيض ؛ لا اصفر ؛ لا رماديا
من اجلك – انت فقط – ذهبت لسوق الغزل
واشتريت مائة طير زاجل
( بعدد سنواتك يا نَسرَ لُبَد )
واطلقتها ؛ باتجاه مقبرة الغرباء
..
في عزّ اللزوميات ؛ تابعت الاخبار انفاسك
قلت لأنفاسي : رجل ( منجاف )
لن تستوعب قامته ؛ اية مقبرة ؛ حتى لو كانت : مقبرة الغرباء
..
.. لم ندر ؛ انك كنت تعيّنت ( محافظا ) فيها
وليس ( مواطنا ) بمقبرة النجف !!
..
أبعيدا عن ( دجلة الخير ) تنمو
باصابعك اللا سَلامَ لها
عواسج الكلمات ؟!!
…….
ارى باصابع الخزاف جرحا ..
.. انه الخزفُ
اباريق ..
وكنت تلمّ دمعتها ..
وتنصرفُ
……………….
ذات موت اوّل ..
وضعوا المرآة امام شفتيك
فحفرت انفاسك بزجاجها : دجلة .. والفرات
( دجلة والفرات )
محفوران – الان – على قبرك
كاضلاع حصان ميّت ..
يا محافظ مقبرة الغرباء
مقبرتك :
نشكّ في قدرتها على بُلوغ آخر السِراط
… فهي تحتاج الى حشد من الفرسان
لتنمية مواردها الشحيحة
: انت
: ومصطفى جمال الدين
: وهادي العلوي
: والبياتي
: وحسن العلوي ذات يوم، ربّما
.
لماذا يا ابا فرات
سمّيت الخصوم باسمائهم الشخصية
فلا يمكن حذف اي واحد منهم
برغم افتقارهم للتشويق ؟!!
..
:
• المندوب السامي
• البابا في شركة نفط العراق
• الملك؛ الوصي؛ رئيس الوزراء
• رؤساء الجمهوريات : الاول ؛ والثاني ؛ والثالث ؛ والالف …
ألم يهدأ ( تسافُدُ ) الاوزان تحت طاقيتك العفيفة ؟؟
……………
اذن ؛ دعنا
نُركِن ( عمود ) الشعر
بدائرة ( الآثار )
لعلّك ترتاحُ ؛ ولو ؛ لموت واحد !!
……………………
كدجلة .. غامض
طبع الفرات ؛ وضوحه : سرفُ
ومِثلُهما إبا ..
حتى الجراح، كانّها تحفُ
…………………
أعرجون كلام
وضعك المشيّعون بسلّة مقبرة الغرباء ..
.
من دون كتائبَ خيّالة
دون نشي…..ج وطنيّ
نجهش؛ بعده ؛ بالتصفيق !!
.
الآتون اليك
جاؤا :
من دون مناديلَ دموعٍ
.. وبقمصان ؛ دون كرفتات حداد ؟!!
.
( .. ذبحتني ؛ تحت الضلع الايسر
ليلتها بغداد .. )
..
لم يسمع ؛ احد ؛ في النجف النعيّ
لكنّ حمام عليّ
لم يهبط ؛ تلك الليلة ؛ فوق قباب ابي الحسنين
.
.. ارتبك الزوّار
وشالوا نعشا فارغ
حتى انسدل الـ……….فجر
.
ايّها النجفيّ لسابع ظهر
أأخيرا ..
تمكنّا منك
: فدفناك
من دون رضاك ؟!!
.
…………………………..
بعيدا ؛ عن دجى وطني
انا ؛ والشمس ؛ نرتجفُ
فهل موتي : أودسيوس
وأيثاكا: هي النجفُ