اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

بلوكرات الانترنت ويوتيوبريات العصر

 

فضاءات نيوز – عبير القيسي

 

في الآونة الأخيرة ازداد ظهور عدد الفتيات والشابات في مواقع التواصل الإجتماعي مُطلقةً على ذاتها أحد الالقاب (بلوكر، يوتيوبر، فنانة )، وعندما نتابع محتوياتهن نلاحظ أنها محتويات هزيلة وهشة لا تمت للأعراف والعادات الأخلاقية والمجتمعية بصلة ،حيث أنها مجرد وجه متزين بكم هائل من أنواع المكياج وجسد منحوت خالٍ من معلومة مفيدة أو عقل ناضج، وهذه النماذج العصرية ليس لديها هدف علمي معرفي أو ثقافي ايجابي يعود على المجتمع بنفع، إنما ذات مردود سلبي مؤثر على فئة المراهقين والأطفال ، كون هاتان الفئتان من أخطر المراحل العمرية التي توجد في مراحل عمر الانسان وسهلة التأثر والانخداع بما يشاهدون ، وإن أحد أسباب تدفق هولاء عدم وجود رقابة قانونية من الجهات المختصة في هيئة الإعلام والاتصالات، وعدم وجود رادع مجتمعي من طبقة المثقفين والشخصيات الواعية بهذا المجال، كأن ترفع دعوى على كل من يظهر بشكل مسيء وخالٍ من الاهداف العلمية والاخلاقية والتثقيفية، أضف إلى ذلك عدم وجود رقابة توجيهية من الأهل وربما نجد في بعض الاحيان أن الاهل هم الداعم الأساس في ظهور بناتهم بأشكال مسيئة ومضرة للمجتمع، ولا أعرف متى كان المكياج مفيداً للعقل أو خلع الملابس وعرض الجسد نافعاً للمجتمع، وهذا يأتي من الفهم الخاطئ للثقافة والحرية بل وحتى الأنفتاح ، فمن المفترض أن يكون انفتاح فكري ومعلوماتي يغني الناس بكيفية تطوير انماط حياتهم واساليب عيشهم ، لكننا وجدناه انفتاحاً جسدياً يخلو من التهذيب والرصانة الأخلاقية وحسن الظهور بل وجدنا هناك تداخل في الاختصاصات كأن تكون يوتيوبرية تحاول الدخول إلى عالم الكتابة وفي نيتها الاجتهاد لتأليف كتاب يخصها ، وأنا والجميع نتساءل تُرى ماذا سيكون فحوى الكتاب؟ هل يتناول نوعية المكياج الذي تستخدمه، أم عن أنواع الماركات للملابس الفاضحة التي ترتديها؟ كذلك تداخل فن التمثيل مع الرقص مع الاستعراض واختلطت علينا اختصاصاتهم ، حيث بتنا لا نميز مَن الفنان ومَن الراقصة ومن الاستعراضية وَمن البلوكر ،و معالجة هذه الحالات تكمن في وضع رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي والظهور الالكتروني و وضع منهاج تثقيفي من قبل المختصين للتعريف بمبدأ الحرية الصحيح والاتجاه نحو مستقبل مليء بالأعمال المهمة والملهمة لفئتي الشباب والاطفال، لتشجيعهم على وضع اهداف صحيحة تنفع المجتمع وتنشأ منه أُمة واعية ، كذلك يأتي دور الأسرة المهم كثيراً في رقابة بناتهم وابنائهم وما ينشروه من محتويات ودراسة أثرها هل هو مفيد أَم لا ، فالأسرة منبع هذا الظهور ولولاها لما وجدنا هذا الكم الهائل من الفتيات الخاليات من الأهداف غير هدف الشهرة والوصول إلى منافع مادية بحسب عدد المتابعين في الحسابات الشخصية لهن، حيث أصبح معيار شهرتهن عدد متابعيهن المرشوق والوهمي الذي يصدقه السذج وبكمية إعلانات مهولة لأنواع مساحيق التجميل والملابس ، وكأن الانسان خلق ليتزين فقط وكأن الحياة اختزلت أهدافها وخلقت من أجل وجه ممتلئ بشتى أنواع التجميل وجسد يرتدي انواعاً فاخرة من الألبسة ، غير مراعين الفئات المجتمعية التي لم تتمكن من شراء ملابس فارهة تقدر أثمانها بمئات الدولارات، مجتمعنا يحتاج الكثير من التهذيب والتشذيب من خلال التوعية الأسرية السليمة بما يصب في مصلحة النجاة من الغرق في السفينة الخاطئة من جانب الحياة المحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق