اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

برامج شهر رمضان الكريم.. في ميزان التقييم

 

   فضاءات نيوز /  تحقيق –

   علي صحن عبد العزيز

تزداد متابعتنا للبرامج التلفزيونية المقدمة في شهر رمضان الكريم نتيجة مكوثنا في البيت ساعات طويلة ، وإزاء هذه الموقف صار الجمهور أكثر حرصا على متابعة تلك البرامج ، ولذلك فإن الكثير منها لم يسلم من النقد والانتقادات اللاذعة والقاسية نوع ما .
ولكي نفهم حقيقة  أسباب تردي الدراما التلفزيونية , قامت وكالة ” فضاءات نيوز “ , بأستطلاع صحفي مع نخبة من المخرجين والممثلين والمهتمين بالدراما التلفزيونية ،وطرحنا عليهم هذين السؤالين ، كيف تقييم البرامج المعروضة في شهر رمضان الكريم ، وهل كانت رديئة وضعيفة ولم تلبي ذائقة المشاهد العراقي؟ 

 

طموح أفضل

 

د. سهام فيوري / استاذة جامعية : الأعمال التي عرضت باختلاف مستوياتها حالة صحية لكن نتمنى الأفضل ، مسلسل الهروب كان رائع من حيث الكتابة والإخراج والتمثيل ، كمامات وطن كان رائع في أغلبية حلقاته وكانت لي مشاركة في كتابة الحلقة الاخيرة منه وكانت بعنوان (حلم العمر) وأجاد فيه الفنان إياد راضي والمخرج سامر حكمت ، أما مسلسل طيبة فعليه عدة ملاحظات ، لكن الفنان محمد هاشم أبدع فيه كذلك صبا إبراهيم ، باقي الاعمال فيها الجيد وفيها من أخفق ولكن بشكل عام تواجد الدراما العراقية في رمضان حالة ايجابية نتمنى الأفضل.

عدم نضوج الأعمال

د. علاء كريم : ناقد وباحث : بشكل عام ليس كل ما يقدم في الدراما وبرنامج رمضان يجب أن يكون سرداً للواقع أو انعكاساً لمثاليات المجتمع وعاداته وموروثاته، بل لا بأس أن تكون قصصاً من نسج الخيال بشرط أن تضبط بالحبكة الدرامية الجيدة والمقاربة الذكية للواقع أو جزء منه، ومن ثم إختيار الشخوص الدرامية المناسبة والإخراج المتمكن وقوة الإنتاج، ليخرج لنا عمل درامي متكامل يشد المشاهد من أول مشهد لآخر مشهد ، لكن ما قدم كان بعيدا عن الواقع وحتى الخيال، هناك عشوائية في صياغة المشاهد وحتى الأحداث ، وذلك بسبب السرعة وعدم نضوج الأعمال بالشكل النهائي مما ترك ذلك اثرا سلبيا لدى الجميع ، ما يحسب للدراما هو تقديم الوجود الشابة وهذا يعد ضرورة من أجل الاستمرارية والتواصل الإبداعي .

إرضاء الجميع 

إبراهيم فرحان البدري / مخرج تلفزيوني مخضرم : في البداية التلفزيون جهاز إعلامي خطير جدا لأنه يدخل بيوت أغلب المواطنين ، وبهذا فأنت ما ممكن أن ترضي كل أهواء الناس وخلجاتهم واهوائهم ، ولكن يمكن بأي شكل من الأشكال أن تصل إلى خط معين في إغناء هذه الرغبات بما تقدمه لهم من برامج ومسلسلات ترضي ذائقة الجميع أو قسم منهم ،وخلال
هذا الشهر الفضيل تابعت فقط قناة (أم بي سي عراق) ولكي لا يتشتت فكرنا ومتابعتنا سأبدأ بالطقطوقة الكوميدية (حامض حلو) فهو برنامج خفيف ولكنه لم يقدم شيئا للمشاهد بمعنى الكوميديا أو حتى الضحكة المصطنعة ، وإنه يستخف حتى بذوق المشاهد الكريم ، ومواضيعه ضعيفة جدا ومكررة مع احترامي وتقديري الممثلين الرائعين فيه ، أما بالنسبة إلى مسلسل طيبة من حيث إمكانية التصوير والإنتاج جيد ، ولكن الكاتب خرج عن المألوف بالدراما وحرمة بيوت الناس واسرارها ، والميزة الجيدة فيه أنه استقطب أكبر عدد من الممثلين الشباب من كلا الجنسين ، وهذه بوادر خير لإعادة الحياة للفن العراقي على مستوى المسرح والتلفزيون ، واغناء الوسط الفني بعناصر ووجوه شبابية يانعة ، وأما البرنامج الذي أتابعه ولموسمين متتاليين فهو (ضي الكمر ) الذي استقطب العديد من الفنانين بجميع اطيافهم من الشعراء والأدباء وتسليط الضوء على سيرهم الذاتية ، وبهذا فالمشاهد يرتاح ويتنفس الصعداء لمعرفة أخبار الفنانين وحياتهم الشخصية ، وحقيقة البرنامج متعوب عليه من الإنتاج والتقديم ، ولكنه أخفق بعدم استضافة الرواد من الجيل الثاني ولا سيما جيل السبعينات ، ومنهم المخرجين بالذات الذين وضعوا اللبنات الثابتة والأكاديمية المدروسة ونفذوا ما دروسه وتعلموه على أيدي أساتذة رواد أكفاء في الحركة الفنية ، واسسوا لنهضة فنية جديدة في كل البرامج الثقافية والمنوعات والتنمية والأطفال والأخبار ، وحتى في المسلسلات والدراما ، وعموما اتمنى الأحسن والأفضل بما يقدم لمشاهدينا الأعزاء في المستقبل ، وهم الذين يقومون عملنا ونجاحنا.

 

ضعف الحبكة الدرامية

عماد نافع / مخرج مسرحي : امتازت الدورة الرمضانية لهذا العام بغزارة الانتاج العربي لاسيما الأعمال المصرية , وبالتأكيد فيها الغث والسمين , ويبقى عمل 20-20 هو الأفضل من حيث بناء النص الدرامي والرؤيا الاخراجية ، بالاضافة إلى الأداء المميز
لأبطال العمل , أما مسلسل الإختيار فيعد وثيقة حية لأدانة الارهاب الأسود القاعدي والداعشي , كذلك عمل ظل رجل كان فيه جهد واضح ، ولكن مسلسل ” نسل الغرايب ” كان النص مبالغ فيه كثيرا ولايخلو من الأخطاء الدرامية , أما الأعمال العراقية والتي صرف عليها الكثير من الاموال فكان ينقصها النص المحبك والسيناريو المحترف ، فالدايلوكات اغلبها ضعيفة والافكار المطروحة ساذجة وبعضها سلبي جدا مثل عمل طيبة , فشخصية البطلة كانت سلبية جدا وتحمل رسائل خطرة لمجتمعنا العراقي عامة ولبناتنا خاصة , والا كيف للمتلقي العراقي ان يتعاطف مع بنت كاذبة ساذجة تستغل فقر أهلها لتقيم علاقة مع شاب وسيم في الكلية وتذل نفسها إلى بطريقة مخجلة , والحوارات كانت اغلبها ضعية والبناء النصي ركيك , وكذلك مسلسل أم بديلة, وفكرته المنقولة من أحد الأفلام الاجنبية ، ولكن أداء الممثلين كان أفضل والحبكة الدرامية كانت حاضرة , ويبقى مسلسل بروانة العلامة الفارقة بالأعمال العراقية مع ضعف البناء الدرامي وضعف والاختيار الغير موفق للكثير من الممثلين الذين شاركوا لأول مرة ويبقى أداء غالب جواد وفلاح ابراهيم مميز أكيد .

تطور الإخراج التلفزيوني

كافي لازم /عضو فرقة المسرح الفني الحديث : تقييم لما عرض في رمضان ، بشكل عام أذا كنا نتحدث عن هذا الموسم ، فهو يتميز بحجم الأنتاج الجيد قياسا إلى السنوات السابقة ، اما من ناحية الجوده والتأثير فهو يتفاوت هنا وهناك ،وبالنسبة لبرامج المسابقات كانت نمطية ولا جديد فيها ،وهناك برامج جيده نوعا ما ، مثل( بين اهلنه) و(الو تاكسي) ، والبرنامج المهم (ضي الگمر) لمأمون النطاح بديكوره الجميل واعداده الجيد مع ملاحظات على نوعية الاسئله بعضها لم يكن عميقا ، ولكن يبدو أن المعد يؤكد على إنه برنامج رمضاني يتطلب الخفه والترشيق ، ولكن كان أبرز برنامج هو (على نتياتكم ترزقون) وقد تألقت فيه المقدمه شيماء ، اما بالنسبة للدراما هناك بعضها تناول المواضيع والافكار بشكل مختلف ومتقدم عن السنوات السابقه من ناحية الاخراج والتمثيل ، وكان ابرزها مسلسل (المنطقة الحمراء) و(كمامات وطن) و(الهروب) ،كذلك افرزت طاقات مهمة من الممثلين المقتدرين ابرزهم أياد راضي وهند كامل وزهور علاء ، وقد ظهرت مجموعة من الشباب والشابات بقدرات عاليه في الأداء ، ابرزهم هند جمانه كريم ،ذو الفقار خضر ، أحمد البياتي وبيداء المعتصم ،والدراما الكوميديه فلا جديد فيها أو متغير أمك اهي تكرار لما قدم سابقا ، إن إستمرار هذا الزخم من الإنتاج ولايختصر في شهر رمضان سيكون علامة صحوة كبيره في مسيرة الدراما العراقية.

ضرورة إحترام المشاهد

إبراهيم التميمي / ممثل : الدراما في شهر رمضان المبارك كانت ذات طابع يحمل احساسا وذوقا خاصة ، لأنها تناولت قضايا ومواضيع قريبة إلى قلوب الناس ، وكان هذا القرب نتاج الصدق والاخلاص المتجسد في العناصر الفنية ، فكانت تحترم ذائقة المشاهد وذكائه ، وحتى الأمس القريب كنا قد شاهدنا اعمالا خالدة في ذاكرتنا منها ما مر عليها أكثر من خمسين عاما منها مسلسل تحت موس الحلاق إخراج الراحل عمانوؤيل رسام والنسر وعيون المدينة للمخرج المصري الراحل إبراهيم عبد الجليل والأماني الضالة للمخرج الكبير حسن حسني و مسلسل ناديه للمخرج العملاق صلاح كرم ، أما الآن نجد بأن أغلب الأعمال خلال هذا الموسم الرمضاني أو المواسم التي سبقته تناولت العمل الدرامي بأسلوب فيه من الاسفاف والتكرار ما يبعث على السخرية ، ولكي ترفع من قيمة العمل الدرامي لجأت إلى عناصر الاغراء والجذب التي تمثلت باستعراض شخصيات أشبه ما تكون بالراقصات فكانت بعيدة كل البعد عن القيم الفنية المتمثلة بالقيم الإجتماعية والاخلاقية التي تحترم قدسية الشهر الفضيل ، فضلا عن ذلك فإنها تشعرك بالملل والضجر لإنك على موعد مع نفس الوجوه ، وإن كان هنآك ظهور لبعض الوجوه الجديدة التي ظهرت في أدوار واعمال لا تليق بتقاليد مجتمعنا العراقي ، في مقابل ذلك نجدها قد تناولت مواضيع ذات طابع مشوب بالتحريض على الانحلال الأخلاقي والتمرد على الأعراف والتقاليد السائدة في المجتمع ، وهنالك تساؤل يطرح نفسه أين غابت الأعمال التاريخية التي تزخر بالقيم الفكرية والاخلاقية السامية التي يمكن تخلق جيلا من الشباب الواعي والمتنور ؟!! في اعتقادي ان الدراما العراقية ستصحو من غيبوبتها متى ما ابتعدت كل البعد عن المحسوبيات والكروبات .

الإهتمام بالإنتاج

د.كريم خنجر / تدريسي مسرح في معهد الفنون الجميلة : الدراما العراقية لم تأخذ دورها كما كانت في السنوات الماضية وذلك لعدة أسباب , ومنها أنها تتميز بضعف الإنتاج وعدم التخطيط ,فاالطابع الأول هي عدم قدرتها منافسة الدراما العربية في بعض أقطار الوطن العربي وعدم تسوق الدراما العراقية , الإنتاج يعتبر من أهم الركائز للإنتاج أي دراما لذلك لم نرى لحد الآن إنتاج كبير أو مؤسسة تهتم با الإنتاج , إذ يتسم علية الفقر دائما , والأمر الأخر هو ضعف التخطيط إذ نرى خلال شهر رمضان ويكون العمل مستمر وعلى عجالة من إنتاج الإعمال , والشيء المتميز هذا العام في الدراما العراقية هي ظهور شباب ووجوه جديدة تتميز بحسن الأداء وهذا الأمر يعتبر من الأمور المتقدمة في الدراما العراقية والنقطة الأخيرة لا زالت الدراما العراقية تعاني من ضعف في إنتاج المسلسلات الكوميدية لعدم توفر الاختصاص في هذا المجال .

رتابة وأبتذال

عبد الكريم السيد / ممثل : كثيرة هي البرامج التلفزيونية التي قدمت في شهر رمضان، وكثيرة هي القنوات التلفازية التي تتسابق في شد المتلقي ،ولكل قناة أهداف في بث برامجها ، ولذلك تنوعت البرامج بين الصالح والطالح دون مؤشرات إيجابية أو قفزة نوعية نحو الأفضل عن سابق الدورات الرمضانية ، بل العكس أصبحنا نسمع نقدا لاذعا من مختلف شرائح المجتمع بسبب تردي تلك البرامج ، وتصل بعضها إلى درجات الرتابة والأبتذال أو السذاجة أو الأنحطاط الأخلاقي ، دون وعي من الآثار السلبية التي تعكسها في المجتمع خاصة لدى الشباب ، أما أهم تلك الأسباب فهو الجهل وتجارية التعامل واحتكار الأعمال والمحسوبيات والعلاقات دون التمسك بالمهنية والرسالة الأنسانية الواجبة على عاتق الفنان .

أبعاد الرقيب

علي كاظم / مخرج منوعات : في كل المجتمعات العربية والعالمية يهتمون بتقديم الأعمال الرصينة من خلال فكرة العمل واسلوب طرح الموضوع ، لكن في العراق وكثرة القنوات الفضائية وسياسية القناة تطرح المواضيع التي تنشر وتبث أخبار اليأس داخل المجتمع ، فتستخدم أسلوب النقد وهنالك الكثي من الأسباب أدت إلى ضعف الدراما ، والجانب الآخر وهو المهم هو السياسات الخارجية التي لعبت دورا مهما لإضعاف الدراما الداخلية وفرض سياساتها على الفرد والمجتمع العراقي من خلال تعدد اللهجات ، مما أدت إلى ضعف وقلة الإنتاج الوطني من ناحية الدراما ، وناهيك عن إهمال الدولة للدراما العراقية وابتعاد الرقيب ، مما شاهدنا من خلال إختيار الموضوع ومن خلال الأسلوب الاخراجي ومن خلال الممثلين الغير الأكفاء . 

الوراثة الفنية 

ابراهيم الحليم / ممثل ومخرج : التحقيق كبير ومهم ، فعلى مدى ١٨ عام لم نرى عمل يليق بإسم الدراما العراقية، وكل ما نره بذر الإنتاج بمكان غير صحيح ، وقد شاهدنا الوراثات الفنية من الجد إلى الحفيد وعدم اعطاء الفرصة للشباب لكلا الجنسين ، وشاهدنا أيضا مخرج وكاتب عربي يعمل في العراق ، إذن أين الملاكات الفنية في العراق ،وأين لجنة مراقبة النصوص ، الكلام كثير وموجع جدا ، أتمنى في الختام إعطاء الفرصة لشباب وفريق حليم الفن جاهز لإنتاج الأعمال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق