اخر الاخبارعمود

بغياب اهل الثقافة ..منظمات فنية طارئة تبتز المبدعين

 

 

د.ذكرى عبد الصاحب
يظل الفن صنو الحياة المشرق والمعبر عن جوهرها وهو انعكاس للواقع الذي نعيش وصورة لما ينبغي أن يكون لذلك حينما يدلهم الخطب ويكون الأفق ضبابيا نلجا الى الفن الجميل بوصفه حالة الإحساس والتعبير لذلك فإن صدق الفن وإبداعه يشكل لنا أفقا للتواصل ورسم الحياة التي نريد . أما أن يوظف الفن لمرامي شخصية ونزوات ذاتية ومصالح أنانية ويتحول إلى مصدر للابتزاز والاستغلال فهذا لا ينتمي إلى الفن والحياة بصلة . وما نلاحظة في يومنا هذا كثر المتسلقون على حساب المبدعين وكثر دعاة الفن على حساب الفنانين المنتمينن لفنهم وابداعهم.. وهؤلاء المتسلقون بحكم علاقاتهم المشبوهة والمزيفة تسيدوا المشهد الثقافي والفني وأصبحوا هم من يتحكم في صناعة الفعاليات وعقد المؤتمرات ومنح الشهادات بما فيها الشهادات الفخرية المزيفة التي أساءت إلى جوهر الفن والتعليم والثقافة ومنح الميداليات والدروع لمن هب ودب وربما حتى بيعها لمن تدنوا نفسه للتباهي على صفحات التواصل . أمام هذه الظاهرة الخطيرة التي استشرت وغدت هي العامل المحرك والمهيمن والمنافس لنشاط المؤسسات الرسمية والمختصة في الفن والإبداع نقف. وهو ما يحملنا المسؤولية ويدعونا للوقوف ضد تلك الظواهر وهذه المنظمات التي بدأت تنشطر شيئا فشيئا وتتوالد في استقطاب الفنانين ..فلم يعد هناك معيارا للتقييم وفرز الغث من السمين ..وحتى اثناء المشاركة لا يجد الفنان احترامه من ناحية الخدمات ومن ناحية الاهتمام وحتى التكريم إذ أن هذه المشاركات لاترتقي إلا أن تكون مشاركات عابرات وقد وضع الفنان حلمه في إيصال رسالته الفنية على أمل ان يحتفى بهذا الإبداع وتاطيره بما يستحقه.. وهنا نتساءل :  هل لا تستطيع وزارة الثقافة أو نقابة الفنانين إقامة مثل هذه الفعاليات لتنظمها بشكلها اللائق الذي يرفع من مستوى الفنان ومنع الثقافة من الابتذال ؟ 
لذا نضع هذا الامر أمام انظار وزارة الثقافة ومن يعنيه الأمر من مؤسسات رسمية تعنى بالفن كجمعية  التشكيليين العراقيين ,  التي تمتلك اسما” فنيا” ورسميا” يليق بمستوى مبدعي الفن التشكيلي في العراق . ولأن هذا يشكل مؤشر على الوزارة والنقابة التي تلزم الصمت أمام مثل هذه المهاترات التي تجعل من الذائقة الجمالية في أدنى مستويات الابتذال لذلك نحتاج تفعيل دور الخبراء والاستشاريين في تلك المؤسسات وانقاذ الفن الذي تدنى دوره لكل من تسول له نفسه التسلق باسم الفن والتباهي دون أي إبداع يذكر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق