اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلي السوري راينر غرير : المشاهد الغربي ينبهر بدفئ ألوان التشكيل العربي

 

 حواره- لفضاءات نيوز  /علي صحن عبد العزيز

الحديث عن أعمال التشكيلي (راينر غرير ) يعني الغوص إلى مواطن المتعة اللونية والتميز في تناول فكرة العمل الفني، بحيث يجعل المتلقي قادراً على قراءة أحساسيه منذ أول وهلة ، فعمق دلالة التعبير وتماسك العناصر ببعضها البعض هو الدالة التي ينطلق منها خياله وشعوره الداخلي معاً، وكذلك يسعى نحو تنمية التعاطف والتفاعل البناء بين المتلقي واللوحة التشكيلية على حد سواء .
( وكالة فضاءات نيوز الإخبارية) كان لها جولة حوار معه :

* لكي تذوب في متعة الألوان، ماهو أقرب لون تستشعر به أحاسيسك

– الألوان كلها ممتعة وتدعو لخوض غمار التعامل معها على السطح الأبيض سواء كان ورقا أو قماشا ، وبشكل عام أحب اللون الأزرق لون السماء والبحر بمختلف درجاته أي لون الصفاء والنقاء والمحبة والتسامح بالنسبة لي.

*غالباً ما يهاجم النقاد المزج ما بين المدرسة التجريدية والتعبيرية، بأعتقادك لماذا هذه الهجومية؟

_أعتقد أن النقاد يفضلون عدم المزج بين المدرستين أو الدمج بينهما في لوحة واحدة بشكل عام ، وأن كنت أعتقد وهذا ما أؤمن به أن لكل فنان مدرسته الخاصة بالرسم ، ولا يهم التصنيفات إلى أي مدرسة أو مدارس ينتمي لأننا في العصر الحديث للفن التشكيلي تجاوزنا كل هذه المدارس ، ولكل فنان مجتهد ومثابر أن يبدع ويبتكر مدرسته الخاصة به ، والتي تميزه وتعبر عن دواخله وثقافته ، أما رسم أعمال تجريدية أو تعبيرية خالصة وتقليد تجارب الغرب دون أبداع أو أبتكار فهذا لامعنى له عندي ويدل على الخواء الفكري والحضاري والثقافي لمن يمارسهمن المدعين فنيا ، ومحاولة التشبه بأخرين فرضوا فنهم وأثبتو جدارتهم تجريديا وتعبيريا أو بأي مدرسة فنية أخرى.

* هل للحرية ثمن بالنسبة للفنان التشكيلي؟

– طبعا الحرية هامة جدا للفنان لكي يبدع مايشاء ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه وقضايا مجتمعه .

* إنعكاس البيئة على ما يطرحه التشكيلي أمر محتوم، ماذا تمثل بالنسبة إليك؟ 

_البيئة أساسية بالنسبة لي وأتأثر بها كثيرا ، ولاسيما مايتعلق بالتاريخ والأثار والحضارات المتعاقبة على بلادنا ، فنحن إستمرار لكل مامر على بلادنا عبر التاريخ ولكل ما فعله أجدادنا فمن لاماضي له لاحاضر ولا مستقبل له ، فمنذ بداياتي أوائل التسعينيات من القرن الناضي (وبسبب سكني بالأحياء الدمشقية القديمة أثناء دراستي في كلية الطب ، ومن ثم عملي بالدلالة السياحية وزيارتي لمختلف المواقع والأوابد الأثرية في سورية) تأثرت كثيرا بمعمار وعمارة المدن القديمة مثل دمشق,حمص ,حلب,حماة ونواعيرها ، أضافة لعشرات المواقع والأوابد الأثرية فرسمت عشرات اللوحات المائية بأسلوبي ورؤيتي الخاصة لجمالية هذه المواقع,وأضفت عليها في بعض اللوحات الزخرفة أو الرقش العربي ,وفي أعمالي الحيثة استوحيت من دمشق القديمة (بيوتها ,شبابيكها,مشربياتها ,سلالمها و عرائش العنب والياسمين) أبجدية خاصة رسمت بها عشرات الأعمال الفنية المائية أو بتقنية مختلطة مع أكريل على ورق أو قماش ومن ثم أدخلت عناصر من مدينة فوبرتال بألمانية التي أقيم بها حاليا ، ولاسيما القطار المعلق(شفيبيبان) ودمجت بين الشرق والغرب بلوحة واحدة مع عناصر من رقص الميلوية (الدراويش) والرقص الغربي أحيانا ، الفنان الحقيقي يتأثر ببيئته ويخترع أبجديته الخاصة ، ويحولها من المحلية الاقليمية إلى العالمية بجهده وابداعه من دون تقليد أعمى لتجارب الأخرين ، وخاصة الغرب فما الذي ينقص الفنان العربي لكي يكون عالميا بفنه الخاص وبيئته وثقافته وتراثه وحضارته من جهة وعلمه ومعرفته لمختلف التجارب ، والمدارس الفنية منذ انسان العصر الحجري ورسومات الكهوف الى يومنا هذا ، الم يكن الفنان القديم في بلاد الشام والرافدين ومصر قائدا للفن العالمي في تلك الأزمان الغابرة ، وترك أجمل وأروع الانجازرت حتى أتى الأستعمار الغربي وأدواته وحاولوا سرقة وتخريب وطمس الكثير من كنوزنا وتاريخنا وفننا القديم في عصرنا الحالي ,ونعلم جميعا مافعله الارهابيون من تفجير وتخريب ممنهج للأتار في سورية والعراق .

* إلا تعتقد بأن على التشكيلي مواجهة النقد ، وما مدى علاقتك به؟

_النقد البناء هام وضروري جدا في الساحة التشكيلية ، وعلى الفنان متابعة ونقاش النقاد ، ولكن فقط النقد والنقاد الحقيقيين المثقفين ثقافة بصرية وتشكيلية عالية ، وليس للأسف موجة النقد الهابط المرافقة للفن التجاري الهابط أيضا المنتشر كثيرا في عالمنا حاليا.
* إضاءة عتمة الليل بنور الشمعة، هل ترى بأن المرأة تضيء مساحات كبيرة في لوحاتك؟
_المرأة هي الأم ولأخت والزوجة والابنة والصديقة ، ولهذا لها دور كبير وغير ظاهر بشكل مباشر في لوحاتي ويمكن أن تظهر مستقبلا بشكل مباشر أكثر ,من يدري .

* كيف ترى تقبل الجمهور الالماني للفن التشكيلي العربي بشكل عام؟ 

_من خلال تجربتي الفنية في المانيا منذ عام 2014,لاحظت اعجابا كبيرا ممزوجا بالدهشة والتقدير الكبير للفن التشكيلي العربي المشرقي الأصيل وخاصة أننا من بلاد الشمس والضوء والحضارات القديمة ، وهذه الأمور لها سحر خاص عند المشاهد الغربي الذي يبهر بدفئ وخصوبة الألوان والتشكيلات والتكوينات وحتى المواضيع التي يطرحها الفنان العربي ، إضافة لروحانيات أعماله التي لم تصل عند غالبية الفنانين العرب إلى مرحلة مايسمى الفن للفن الذي يوصل إلى الاستسهال والابتذال والاستهتار الفني التجاري الذي وصلت إليه المجتمعات حاليا مع وجود العمالقة ، والمبدعين تشكيليا في الغرب الذين أسسوا مختلف المدارس الفنية الحديثة وصولا لعصرنا الراهن بتناقضاته الصارخة.

* أربعة عشر معرض كانت حصيلة معارضك، ما الذي حصدتها منها؟

_لقد أقمت 14 معرضا فرديا بسورية ومعرضين ثنائيين إضافة لخمسة معارض فردية بألمانيا، وشاركت بعشرات المعارض الجماعية بسورية وألمانية وبالعالم ,وحصدت من ذلك محبة وتشجيع المتلقي سواء المختص بالفن التشكيلي أو الانسان المثقف العادي ، وهذا مادفعني لمزيد من البحث والمغامرة والتجربة في مجال الفن التشكيلي ، وأن أثبت من خلال تجربتي الفنية أنه يمكن الوصول إلى المتلقي ، بالغرب من خلال أبجديتنا الفنية الخاصة وحضارتنا وأن ننتج فنا تشكيليا عالميا بأدواتنا الفنية الخاصة.

* ثلاثة أشياء لا تفارقك؟

_محبتي لوطني سورية لعائلتي وأصدقائي وللانسانية عامة ، مع أملي أن تنتهي كل هذه الكوارث والفواجع وتعم المحبة والسلام عالمنا الجميل والمثخن بالجراح في آن واحد .

* ما مدى توظيفك للتصوير الفوتوغرافي في أعمالك التشكيلية؟

_كنت في بداياتي أرسم الكثير من الأعمال الفنية بشكل واقعي مستعيتا بالصور الفوتوغرافية التي كنت التقطها ,وقد أقمت 4 معارض ضوئية وشاركت بالعشرات من المعارض الضوئية ، وحاليا لا يلعب التصوير الضوئي تأثيرا كبيرا على مغامرتي التشكيلية ، لأن معظم أعمالي الحديثة أؤلفها مباشرة من مخيلتي وارهاصات الداخل .

* حدثنا عن أنطباعك عن الفن التشكيلي العراقي؟

– فن راق وخلاق وجميل جدا مرتبط بالانسان والبيئة وحضارة بلاد الرافدين الرائعة ، ولا يختلف كثيرا عن الفن في سورية ، وانما يكملان بعضهما بعضاويسيران معا على دروب الابداع والجمال والتألق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق