تغريدة المساء …
……للشاعرة الجزائرية – مريم بوشاربأمَاسي الشتاء تدفعك للتفكير
لذلك لا أجد بُداً منه ..
أقبعُ هنا في صدرِ الظلام وأفكر ..
أفكر
بأبـي الذي كُلّما رآني لمع الحزن في عينيه
أفكر بك و بهذا الهلاك الذي يمزّق أحشائي
وبحكايات ليلى والذئب في تلويحة أيامي
أفكر ..
بالحاجة الماسة والمُلّحة لأبكي كلّ أسراري …..
بخارطة الله في روحي
وأبُثّ السؤال في كياني
أفكر .. لو أن لي صديقاً
يجلس إلى جواري قُبالة البحر
يرتدي ألمي
ينصت لتأوهاتي
يرقب زفراتي
ويتأرجح بين فكرة ولحظة
ويظلّ صامتاً وهادئا
تنزل دمعتي
فيمسح عينه
هل هناك شخص أستطيع أن أقول له
كلّ شيء
دون أن أنبس ببنت شفة
رفقته أكتفي بالصمت
والنظر إلى الأفق البعيد
ومضمضة حروفي في فمي
ومن تمَّ بصقها بقاع البحر
لتسبح فيه كالسمك
وأمضي
يُمسكني من يدي
ويفتح صدره ليبتلعَني
مِثل غصّة كبيرة وحامضة
دون أن يئن
ثمّ يحملني هكذا داخله للأبد
أفكر ..
أفكر بكل هذا دون ترتيب
و بطريقة عشوائية عابثة
تدعو للإزدراء
و لكنّي أخشع من شدّة الوجد
إذا ما حان دور الفكرة الأخيرة
أقول لنفسي رباه ليتني أنام
لا يجب أن أحرق دماغي
ولكن. .
أصواتهم حولي تطرق جمجمتي
من هنا تبدأ الفكرة دمعة عالقة.
