اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

على ضفاف خيانة صفقة القرن.. أوجه التشابه بين الصهاينة وعصابة الزبارة

 

*الدكتور راشد الراشد

في وقت يهرول فيه ال خليفة نحو الصهاينة ويقدمون أنفسهم عرابين لخيانة وجريمة صفقة القرن .. نعيد التذكير بأوجه التشابه بين عصابة الزبارة وعصابة الصهاينة .
جاء ال خليفة للبحرين غزاة ومنذ أول يوم لدخولهم البحرين ارتكبوا المجازر في جزيرة سترة الوادعة فقتلوا ونهبوا و أحرقوا واغتصبوا وهدموا، منذ أول يوم قرروا أن يكون بينهم وبين السكان الأصليين خندقا من العداء والدماء ، وكما قررت عصابات الصهاينة الأولى في فلسطين ذلك أيضا بالقتل والتدمير والتهجير لسكانها الأصليين كذلك فعل أل خليفة وعلى نفس المنوال .
وكما عاش الصهاينة بقية وجودهم في فلسطين في عزلة نفسية وثقافية وتوجس وعداء مع باقي سكان فلسطين، عاشت القبيلة الخليفية عزلتها وتوجسها منذ البدايات حتى اليوم مع البحارنة السكان الأصليين.
وكما أن الصهاينة ينظرون للحق الفلسطيني على أنه تهديد وجودي لهم فإن آل خليفة يرون في حصول البحارنة على أدنى حقوقهم تهديدا وجوديا يجب محاصرته.
وكما أن الصهاينة يرون أن ضمانات بقائهم تكمن في المزيد من الإستيطان والمستوطنين والدعم الأمريكي والغربي يرى آل خليفة أن ضمانات بقائهم هي في المزيد من المجنسين والمرتزقة والإرتماء في أحضان الغرب لتلقي الدعم الإقليمي والامريكي والغربي .
وكما أن الصهاينة لا يثقون في الشعب الفلسطيني كذلك لايثق آل خليفة في البحارنة ، وكما أن المناصب العليا في فلسطين بقيت حكرا على الصهاينة وأذنابهم كذلك يفعل آل خليفة مع البحارنة في التوظيف وإدارة البلد .
وكما يعتمد الصهاينة على المستوطنين في الجيش والأمن دون الفلسطينيين ، كذلك يعتمد آل خليفة على المرتزقة والمجنسين لحفظ مصالح ومفاسد العائلة الخليفية دون البحارنة.
وكما يدير الصهاينة مؤامرات الإستيطان والحصار والتجويع للشعب الفلسطيني ، كذلك يفعل آل خليفة بالتآمر على شعب البحرين بمؤامرات تتصف بالخسة والحقارة والدناءة كمؤامرة البندر الخطيرة والتمييز في فرص العمل والدراسة ، ومحاصرة التجار البحارنة ، ومصادرة إمكانات البحارنة المالية من أخماس وموارد اقتصادية .
وكما يعمد الصهاينة لتزوير تاريخ فلسطين وإلغاء تاريخ أهلها، كذلك يفعل آل خليفة مع البحارنة وتاريخهم، وكما يزعم الصهاينة أن فلسطين أرض بلا شعب وأن سكانها من الفلسطينيين ليسوا سوى بدو رحل ، كذلك يزعم آل خليفة أن البحارنة ليسوا بحرينيين بل جاؤوا من المحمرة والقطيف وإيران.
وكما يلفق الصهاينة التهم للفلسطينيين ويستخدمون القانون والقضاء الصهيوني كأدوات قمع ومصادرة لحقوق الفلسطينيين ومحاصرة مطالبهم وتحركاتهم ، كذلك يجير القضاء الخليفي لذات الأهداف وبصورة أكثر توحشاً وقسوة .
وكما يعتقل الصهاينة آلاف الفلسطينيين بسبب عدم تخليهم عن أرضهم وحقوقهم ، كذلك يعتقل ال خليفة الآلاف من البحرانيين بسبب فشل ال خليفة في التعايش معهم بسبب عقلية الغزو والاحتلال والرغبة الجامحة كعصابة في الإستحواذ الشامل والكامل .
وكما يطلق الإعلام الصهيوني على الفلسطينين أصحاب الأرض تهم الإرهاب وتهديد الأمن الوطني للصهاينة عند رفضهم للظلم الواقع عليهم كذلك يفعل أعلام آل خليفة في وصم طلاب العدالة والحقوق السياسية بالأرهاب ، عدا أن إعلام آل خليفة تفوق على الإعلام الصهيوني باتهام البحارنة بالارتباط بالخارج بسنوات ضوئية.
وكما أن هنالك فروق إضافية ثقافية ونفسية وسيكولوجية قللت من فرص التلاقي والثقة والقبول بين الصهاينة وأصحاب الأرض من الفلسطينين ، فإن هناك فروق ثقافية ونفسية وسيكولوجية حالت أيضا دون التلاقي والثقة والقبول بين مدنية البحارنة وإرثهم ونتاجهم الحضاري المرصود منذ أكثر من أربعة آلاف سنة ، وبين همجية عصابات صحراوية كانت تمارس القتل وقطع الطرق في الصحراء ثم تحولت الى القتل ونهب السفن في خور الزبير قبل أن تطرد من الكويت إلى الزبارة ثم تقرر الغزو على منطقة مهيبة بأهلها عائمة وسط البحر إسمها البحرين .
هل يا ترى أن كل هذه الهرولة وكل هذه القواسم المشتركة بين عصابات آل خليفة وعصابات الصهاينة ضد السكان الأصليين في فلسطين والبحرين ونتائجهما على الأرض الى اليوم مجرد مصادفة؟!
هل بعد كل هذه المشتركات في الجريمة المنظمة تبقى أي ذرة شك في أن آل خليفة كما الصهاينة غرباء ومحتلين؟! وأن مشكلة آل خليفة في البحرين هي عينها مشكلة الصهاينة في فلسطين؟!
هل هي مصادفة أيضا أن يكون الإنجليز الذين أعطوا فلسطين للصهاينة ، هم الذين قرروا تحويل عصابة لصوص وقطاع طرق إلى نظام سياسي في البحرين .
لان استطاع الانجليز أن يعطوا فلسطين للصهاينة وأن يعطوا البحرين لعصابة الزبارة ، إلا أنهم فشلوا في أن يعطوا هذه العصابات هنا وهناك القبول والقدرة على المواطنة مع أصحاب الأرض .
وهذا الوضع هو الذي يشكل حقيقة الصراع هنا في البحرين وهناك في فلسطين .. قوى إحتلال غاشمة ليست لها أية شرعية سوى الإحتلال بالغلبة وفرض الأمر الواقع .
إن فشل الصهاينة أو فشل آل خليفة يعود لأسباب منطقية تعود إلى حقائق التاريخ وثوابته في الهوية والإنتماء ، فلا فلسطين كانت يوماً ملكاً للصهاينة ولن تكون أبداً حتى نهاية التاريخ ولا البحرين كذلك كانت يوماً وما تزال ملكاً لقوى محتلة كان كل تاريخها يتمثل في القرصنة وقطع الطرق .
إن حقائق التاريخ تقول بأن قوى الغزو والهيمنة والإحتلال يبقون غزاة ومحتلين وغرباء عن الأرض وأهلها ، وذلك مهما كان حجم الادعاء والتزوير والتزييف ، فلن يصبح الصهاينة يوماً ما فلسطينيين ولو بعد مائتي الف عام وكذلك لن يصبح آل خليفة بحرينيين ولو بعد مائتي مليون عام ..
وهل نستغرب بعد كل ذلك ان تجرأ آل خليفة لإفتتاح سفارة للصهاينة في المنامة أو إستضافة مؤتمر صفقة القرن المشؤومة لشرعنة غزو وإحتلال الصهاينة لأرض بيت المقدس فلسطين الطاهرة .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق