اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

قصة قصيرة للقاصة العربية مهاابو لوح

 

قصة قصيرة – مها ابو لوح 
اليوم و في حافلة النقل الداخلي ..
والمعروف محليا بالباص الأخضر على خط جرمانا مواساة و هو خط طويل نسبيا لذلك يكون مزدحما جدا و خصوصا في الفترة الصباحية أثناء الدوام الجامعي فمحظوظ من يجد كرسيا و يجلس عليه ليصبح أملاكا خاصة و تورث ربما ،لا اعرف
المهم انني ركبت الباص لكن لم أحظى بكرسي لأجلس عليه، ليس مهما بما أنني سأوفر اجرة التاكسي و التي قد تصل إلى 4 او 5 ألاف ليرة بجو ماطر و عاصف كما هو اليوم ووقفت بجانب طفل عمره لا يتجاوز الرابعة عشر وهو يجلس على كرسي منفرد و حوله ثلاثة من أصدقائه بعمره تقريبا
لم اسأل هذا الطفل ان يقف لأجلس مكانه فالمكان أصبح من حقه و لا يجوز أن أقول له أن يتركه لأجلي حتى لو أنني مريضة و أحمل ملفي الطبي من صور و تقارير و مظهري الأجرد يوضح مما أعانيه وانطلقت الحافلة في طريقها المعهود و توقفت عند الموقف التالي و صعد للحافلة بعض الركاب كان من بينهم أب و ابنته ،هي أيضا لا يتجاوز عمرها الرابعة عشر وبالصدفة وقفت بجانب ذلك الصبي المتربع على كرسيه و فجأة علا صوت الفتاة تصرخ بوجه أحد الصبية المرافقين له وتقول له لماذا تنظر لي اكسر عينك عني
لم يستطع الأب بلع الموقف فنبه الصبي بتهديد أن يرفع نظره عن الفتاة
استمرت الحافلة بالمسير و في كل مرة تقف بمحطة يستقل عددا جديدا من الركاب الحافلة و كالعادة يلتصقون الركاب ببعضهم البعض تبعا لتعليمات السائق ابتعدوا عن الباب
وبعد قليل علا صوت الفتاة مرة أخرى تهدد الصبي الواقف بجانبها و هي تنظر الى الصبي الجالس بالمقعد فنهض الصبي من مقعده بعد ان احتدى الحوار بين والد الفتاة و ذلك الصبي و طلب من الفتاة الجلوس مكانه
كان موقف نبيل جدا من هذا الصبي .
وعرفت سبب تدهور الاخلاق في مجتمعنا فنحن لم نعد نعلم أطفالنا الاخلاق و آداب السلوك و إنما نتركهم لليبيدو أن يعلمهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق