عمودقسم السلايد شو

الاعلام الاميركي وفتنة العرب والعجم

 

عبدالله الجزائري

يحاول الاعلام الاميركي متمثلا بقناة الحرة عراق وسائر القنوات الخليجية التابعة ، اذكاء الفتنة واحياء الصراع واثارة العصبية والنزعات القومية بين العراق وايران حكومات وشعوب ، واعادة عقارب الساعة الى الوراء مستهدفاً العلاقة التأريخية والاستراتيجية والعقائدية بين البلدين ، والتي استعادها الطرفان بعد زوال نظام صدام المقبور ، وقد استثمر الطرفان هذه العلاقة خير استثمار حتى وصلت ذروتها في محاربة داعش والانتصار عليه في ملحمة معاصرة ابهرت العالم وقدمت اعجاز عسكري جديد ،
وهذا الانجاز على مستوى التعاون والتنسيق ، وذلك الاعجاز على المستوى العسكري المشترك ، قد اغاض واشنطن واشياعها سيما بسبب افلاسهم في العراق واخفاقهم في سوريا وضياعهم في اليمن ، الامر الذي استدعى واشنطن الى الالتفات والتركيز على هذه العلاقة المتينة والعمل على قطعها او اضعافها ، واذا استطاعوا ، فتحويلها الى حالة نزاع وصراع يؤثر على مصالح البلدين وفك الارتباط والتحالف الاستراتيجي والعقائدي ، واعادة فتنة العرب والعجم التأريخية ،
وعندما تعتمد واشنطن على الحرب النفسية والاعلامية وبث الفرقة ودق الاسفين بين البلدان الصديقة والمتحالفة ، فهي علامة ضعف لخيار العقوبات ، ومؤشر عجز عن استخدام الخيار العسكري ، ليبقى خيار الحرب الناعمة او الحرب الاقتصادية والثقافية والاعلامية الخيار المعوّل عليه في الوقت الحاضر ، مع استغلال المشاكل الطبيعية التي ابتليت بها المنطقة كمشكلة المياه والطاقة والمخدرات وغير ذلك لضرب العلاقة بين البلدان واللعب على التباينات والتناقضات والمواقف التي تصدر من المتطرفين والمتعصبين في الطرفين ، وقد نجحت في ذلك الى حد ما ،
ولتنفيذ هذا الامر ، تستخدم واشنطن وحليفاتها القنوات الفضائية التابعه والاعلام الموجه ، كسلطة رابعة لتوجيه الراي العام نحو اهدافها باعتبار ان قنوات التلفزة ومنصات التواصل هي الوسائل التي تعبر عن الشعب ، والواقع انها تؤثر فيه وتوجهه ولا تتاثر به ، والحرص على استضافة المحللين المأجورين والمرتزقة وبعض منظمات المجتمع المدني الممولة والمدعومة اميركياً ، ثم يأتي دور الطابور الخامس والخانس ، وجماعات الفرص التي تنشط في هكذا ظروف ، ولوبيات الضغط للتأثير على القرار السياسي ،
وعامة الناس في غفلة عن هذا وفي غمرة من ذلك ولهم اعمال دون ذلك هم لها عاملون ، يصدقون ما يرون وما يسمعون ، دون ان يعقلوا او يتبينوا ويتيقنوا ، لان عقول الناس البسطاء والفقراء في اذانهم وابصارهم ، ولكن حبل الكذب قصير ، ومهما بلغ مكرهم ، فان الله خير الماكرين ، وهو المستعان على ما يصفون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق