ثقافة وفنونقسم السلايد شو

النسق التراجيدي وآليات المنجز الإبداعي في قصص (جواد البياتي)

 

قراءة نقدية /علي صحن عبدالعزيز

شئ ما جذبني لقراءة المجموعة القصصية للقاص جواد البياتي (أحلام لا تشيخ) حينما أهداها لي ،وذلك الشئ هو دخوله إلى عالم مترامي لن تكون نهايته وقفلة موضوع اي قصة من هذه المجموعة شيئا اعتياديا ،بل تشغل القارئ بثمة أشياء كثيرة تحتاج إلى أجوبة ،لتضيف إلى منجزاته القصصية الأخرى (هذيان فوق رصيف يحترق وعدن وعيونها العسلية ،وترنيمة الرجل الذي أكل السمك )مسحة من المهنية التعبيرية والتي تبدو واضحة في مجموعته الاخيرة موضوع قرائتنا النقدية ،جواد البياتي ،قاص وأديب من جيل السبعنيات ،وكتب الكثير في الصحف والمجلات العراقية .
عنوان القصة :مهمة من نوع آخر
الفكرة تتحدث عن السيد حارث وحضوره المبكر إلى مكتبه الخاص ،وهو يتبادل عبارات الترحيب مع حارس البناية مع نظرة فيها شيئا من الاستكبار ،بحيث تجعل الحارس يفتش عن أجوبة مقنعة لسلوك حارث ،حتى جاءت اللحظة المناسبة والجرأة لمبادرته بالسؤال .
المتن
ثم يقدم الكاتب (البياتي )أسلوبه المغامر التي تحمل أجوبة حارس البناية والإفصاح عنها ،لتتصاعد تراجيدية الأحداث شيئا فشيئا مع لحظات ومضية من عنصر الترقب والمفاجأة :
وبعد أن يكمل الحارس واجباته المعتادة ،يلمح فتاة شابة بملابسها المدرسية الزرقاء،وهي تدخل البناية سريعا ،مما أثار انتباهه ،بأعتباره مؤتمنا على أمن البناية وساكنيها،لكن أمر هذه الفتاة جعلته متحيرا ،فقرر أن يستوقفها ،حتى انفرطت الكراريس التي بين يديها ،واجهشت بالبكاء لتتركه في متآهة أخرى ،وهو ينحني لألتقاط الكراريس وكتبها المدرسية من الأرض .
تصاعد الأحداث
آلية الاشتغال لدى القاص (البياتي)تتجه نحو صوب التنويع على حركة الفعل ومركز الحدث ،مما يؤدي إلى توزيع أحداثه على مساحة النص ، وهذا نوع التكتيك الفني في بيان نص القصة ،الذي يسعى من خلاله على أن يكون عنصر المفاجأة هو مركز الحدث :
بعد فترة خرج حارث على غير عادته ووقف في باب البناية يقلب نظراته في كل الاتجاهات وعلامات القلق والانفعال واضحة على محياه،ثم نظر إلى ساعته ونادى على الحارس الذي أوشك أن يختفي داخل البناية ،ليسأله اذا حضر شخص ما هنا ؟فأخبره بما جرى مع تلك الفتاة ،ويكمل كاتب القصة :
في صباح اليوم التالي ،وكالعادة كان السيد حارث اول الداخلين إلى البناية ،ولكن هذه المرة كان يحمل سندويشا ليقدمه إلى حارس البناية ومخاطبا إياه:إذا جاءت الفتاة لتأخذ كراريسها فدعها تدخل ،فاومأ بموافقته من دون أي يفهم شيئا ،حتى جاءت الفتاة بنفس موعدها ،وبعد فترة نزلت تركض وهي مذعورة وشعرها مبعثر ،حتى شاءت الصدفة ان يكون موعد خروج حارث عند نهاية الدوام الرسمي ،لشرح الحارس وضع الفتاة وحالها عند المغادرة ،إلا أن السيد حارث تجاهل كلامه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق