اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
الراوائية والشاعرة التونسية القديرة حياة الريس : ينطلق مشروعي الأدبي من أرض شهرزاد

لا يمكن ان يدخل الكاتب الى ارض العراق
و يخرج خاويا ..
فما بالك بمن عاش بها و نهل من تراثها
ينطلق مشروعي الادبي من ارض شهرزاد
حاورتها لـ” فضاءات نيوز ” كريمة الربيعي
الكاتبة حياة الرايس عشقت الكتابة وأدمنت القراءة , لاسيما كل مايتعلق بأرض الرافدين وتونس الخضراء , فغاصت بعيدا في بحور الشعر والأدب , متعددة الاشكال الأدبية تكتب القصة و الرواية و الشعر والمسرح والبحث الفلسفي بوصفها متخصصة بألفلسفة أكاديميا .إعلامية و منتجة تلفزيونية , وكانت لها تجربة مهمة في الاعلام من خلال برنامج ” حوار الحضارات ” سابقا ولم تترك عالم البراءة الجميل , فكتبت للاطفال . درست في عاصمة الشعر والادب وعاصمة السلام “بغداد ” وتخرجت من جامعاتها , فكان لبغداد حضورا لافتا في منجزها الادبي وكتبت روايتها السيرية ” بغداد و قد انتصف الليل فيها” , التي لاقت نجاحا كبيرا ولازدياد الطلب عليها , طبعت منها اربع طبعات خلال سنتين و أصبحت مقررة على طلبة المرحلة الثالثة بالجامعات التونسية و تدرس في بعض الجامعات العراقية و المغربية , كتبت مسرحيتها المعروفة ” سيدة الاسرار عشتار ” المستوحاة من الميثولوجيا السومرية التي طبعت 9 طبعات ما بين تونس و القاهرة و الاسكندرية و بغداد.
حصدت جوائز عديدة ومنها : جائزة ” افضل نص مسرحي “, انها الكاتبة التونسية القديرة ” حياة الريس ” التقتها ثقافية ” فضاءات نيوز ” وكان لها هذا الحوار الممتع :
* روايتك ” بغداد وقد انتصف الليل فيها ” تعتبر الأشهر بين اعمالك لاقت نجاحا كبيرا طبعت 4 طبعات خلال مدة قصيرة وصارت منهجا يدرس في الجمعات , ماسر هذا النجاح اللافت ؟
هي تستمد أهميتها كما قال احد النقاد العراقيين من توثيقها لزمان ومكان معينين في أواخر السبعينيات. لمرحلة تاريخية طويت. و لم تبق الا بين أوراق الكتب التي تروي ذلك الوجود الذي كان. كل أجيال الثمانينات والتسعينات و ما بعدها لن يعرفوا ما كانت عليه مدنهم الا من خلال ذاكرة الكتابات التي وثقت ماضيهم. هي رواية سيرية بامتياز سيرتي وسيرة اشخاص عاصرتهم و عايشتهم مثل الروائي الكبير جبرا إبراهيم جبرا الذي خصصت له فصلا كاملا و كذلك فعلت مع الدكتور عبد الرحمن منيف و” سقراط بغداد ” استاذي في الفلسفة مدني صالح … كل هؤلاء كانوا ابطالا في روايتي. وهي سيرة مكان أيضا بين تونس و بغداد و باريس. أعطيت البطولة فيها للمكان و حتى الزمان ليكونا شاهدين على مرحلة تاريخية من حياة العراق للأجيال . وقد اعتبرها النقاد وثيقة تاريخية عن العصر لاني تحدثت عن الحرب العراقية / الإيرانية كما عشتها. ووثيقة سياسية لاني تحدثت عن حزب البعث وفوبيا المخابرات العراقية. ووثيقة ثقافية لاني تحدثت عن الحياة الثقافية ببغداد من خلال رموزها ومن خلال اشتغالي بالاعلام في مجلة ” الف باء” العريقة.



*ما الخصوصية التي يمتلكها العراق والذي دخل بقوة في مجمل تجربتك حيث تستلهمين الرموز البابلية و السومرية في اعمالك؟
– لا يمكن ان يدخل الكاتب الى ارض العراق و يخرج خاويا فما بالك بمن عاش بها و نهل من تراثها. عندما اخترت ان اذهب للدراسة كانت عندي نيّة مبيّتة: ان ينطلق مشروعي الادبي من ارض شهرزاد: رمز سلطة الكلمة، لمواصلة الحكاية. و بلد عشتار الالهة الانثى و بلد جلجامش في رحلة البحث عن عشبة الخلود.من بلد الحضارات العريقة :حضارة بابل و سومر و اشور لاستلهم منها نصوصي… اردت ان ينطلق مشروعي الادبي من بيت الحكمة و من مطابع شارع المتنبي . وقد كتبت مسرحية ” سيدة الاسرار عشتار” استلهاما من التراث الميثولوجي. ولاقت نجاحا كبيرا هي أيضا عدة طبعات و جوائز و مثلت على خشبة المسرح .
* هل صحيح انك اول تونسية تخرجت من قسم الفلسفة في بغداد؟
– نعم و اعتز بذلك .انا رحت للدراسة في بغداد في بعثة حكومية رسمية يعني بلدي بعثتني. و هي اول بعثة طلابية من نوعها بعد فتح العلاقات بين تونس و العراق التي كانت مقطوعة بسبب حزب البعث . كانت بعثتنا لتعزيز اواصر التعاون والصداقة بين البلدين و كنت اتمتع بمنحة و تذكرة سفر سنوية ذهاب و اياب من وزارة التعليم العالي التونسية فلم اكن محتاجة الى منحة عراقية.
– حدثينا عن ” سيدة الاسرار : ” عشتار “؟
هي قصة حب عظيمة بين عشتار وتموز حيث عشتار سلطة مطلقة تحب و تعشق وتنتقم عندما يُغدر بها وتسامح و تصالح و تُميت و تحيي… هي نوع من رد الاعتبار لامراة الراهن المهانة في ذاتها و في جسدها لتذكيرها بعزها زمن الالهة الانثى حيث كانت عشتار آلهة وملكة على عرشها كما تجسدت في المسرحية . مسرحية مستمدة من اسطورة عشتار و تموز تحكي قصة البدء و الفناء و الوجود الخلود… تعالج العلاقات بين المراة و الرجل و تستدعي الميثولوجيا القديمة لتقول ان لا شيء تغير الصراع هو نفسه بين ادم و حواء وعشتار و تموز حتى الوقت الحاضر .صراع ابدي لا ينتهي و لكن يأخذ وجوها مختلفة في كل عصر .
* كتابك ” جسد المراة من سلطة الانس الى سلطة الجن ” اثار ضجة كبيرة عند صدوره في القاهرة و منع بعد ذلك ….. لماذا ؟
كتابي ” جسد المرأة من سلطة الانس الى سلطة الجن ” الذي صدر عن دار سينا بالقاهرة سنة 1995 هو على حد علمي اول بحث من نوعه يتناول حالات النساء المسكونات بالجان و قد كان موضوعا مسكوتا عنه بل يعتبر الاقتراب من جسد المرأة من المحرمات و لو بمقاربات علمية بحثية سوسيولوجية / سايكولوجية …و قد هاجمني الاخوان بسببه في ندوة معرض القاهرة الدولي التي أقيمت خصيصا له. و القصة معروفة تناولتها الصحافة و وصلت اصداؤها الى تونس…و منع بعد ذلك.
* يبدو أن موضوع الجسد اثير عندك كثيرا , فلك اصدار آخر بعنوان ” الجسد المسكون و الخطاب المضاد ” لماذا تعودين الى الجسد المسكون ثانية ؟
– اعود اليه بمقاربة أخرى : ذاتية / علمية باعتبار ما عشته في طفولتي او ما عايشته من حكايات عن الدار المسكونة بكائنات غيبية يسميها العامة “جان و جنون” ومقاربتي العلمية لتفسير ذلك كحالات باثولوجية … وهو كتاب فكري : مجموعة دراسات و بحوث، حول المرأة، في صراعها اليومي، مع السائد الثقافي و الاجتماعي و السياسي والتاريخي… لكي تكون كائنا قائما بذاته لا بغيره. مشاركا الآخر غير مرتهن اليه. و كذات قائلة ليس كموضوع للقول. _ أظهرت الحركات الإصلاحية النسائية في بداية القرن الماضي لنساء همّشهن التاريخ … _ أظهرت تراثا نسائيا، شفويا، شعبيا، منسيا، مغتربا غربتين: غربة طغيان الثقافة الرسمية. وغربة طغيان المدوّنة الذكورية. في حكايات و أساطير ” أهل الجزيرة” _ احتفيت بنصوص نساء، أعدن قراءة تاريخ شخصيات تونسية، نسائية. مثل ” الكاهنة البربرية ” في علاقتها بحسان ابن النعمان من طرف المسرحية القديرة وحيدة الدريدي … _ أعدت قراءة شخصية ” علّيسة ” المتأرجحة بين الحقيقة و الخيال. بين الواقعي والأسطوري. صانعة مجد قرطاج و عظمتها.
* لك 3 مجاميع قصصية: ( “ليت هندا … ” انا و فرانسوا… و جسدي المبعثر على العتبة ” ” طقوس سريّة …و جحيم ” ) هنالك مواضيع غريبة، متفردة تأخذ شكل الادب العجائبي في قصصك مثل عزرائيل وحمّالة البشر و الطقوس السرية… هل يمكن ان تعطي القارئ بعض مفاتيحها وتسلطي بعض الضوء على ذلك ؟
– مجموعاتي القصصية تتناول مواضيع اجتماعية سياسية و فلسفية وجودية و ميتافيزيقية ( عزرائيل و الكاتب ) الصراع بين الخلود و الفناء . بؤس الواقع الثقافي و الحلم المندحر للشاعر الذي يحلم بفتاة ثرية ليطبع كتبه … ( ليت هندا ) الموظف الذي يحلم بالترقية و هو يحتضر:الترقية التي كان يحلم بها و لم ينلها طوال حياته. ( قصة التحيّة ) الفتاة الطالبة التي تحلم بالحرية و السفر الى باريس و الهجرة لكن يحجز جوازها في مظاهرة طلابية فتدمن قاعة المطار تسافر مع المسافرين بالخيال يوميا كحالة مرضية …( قصة اغتيال على ضفة نهر السين ) المعلم الشيوعي مربي الأجيال الذي ينتهي رأس مالي صغير صاحب مشروع دواجن بعدما قلمت اظافره السلطة ( قصة اعلان زواج ) الاغتصاب المسكوت عنه: اغتصاب الزوج لزوجته في عقر بيت الزوجية الذي لا يجرّمه القانون باسم الشرع و العرف …( قصة طقوس سرية … و جحيم ) الفوارق الثقافية في أسلوب العيش و الحب و العلاقات العاطفية بين المراة و الراجل ما بين الشرق و الغرب و العلاقات ( قصة انا و فرانسوا ….و جسدي المبعثر على العتبة ) الحياة الشخصية و السرية لافراد منسيون في المجتمع كالمؤدب الذي يكتب الاحجبة و التعاويذ لتسهيل زواج البنت المعرقلة و يفك المسحور …وهو المحروم من امراة تؤنس ليله و تملا حياته ( قصة أحلام الشيخ مسعود الوصيف ) تجربة الحمل لامراة تكره الحمل و لا تحلم بالامومة ( حمّالة البشر ) … الى غير ذلك ” أنثى الريح ” ديوان شعر في جزئين الجزء الأول قصائد شعر في الحب بمختلف انواعه … او امراة الريح التي تتقاذفها كل المشاعر الإنسانية من سمو و علو و انكسار و خيبات و جراحات في الحب في العشق في الفقد في اليتم في الامومة في الذات الانثوية المعطوبة في الوطن المسلوب في الحنين الى الوطن المهجور في الطبيعة ككائنات روحية تؤثث فراغات الروح في الجسد المقصي …. الجزء الثاني رسائل حب رومانسية. احياء لادب الرسائل الذي بدانا نفتقده او هو ذلك الجنس الشحيح الذي كاد يطويه الادب العربي. و احياء لزمن الرومانسية أيضا الذي بدا يندثر في عصر الركض اليومي وراء المادة و التشيئ… رسائل اخطات عناوينها فيها الواقعي و التخييلي من الكتابة السيرية أيضا. ” حكاية فاطمة ” قصة للأطفال تبحث في ماساة الانقطاع المدرسي للفتيات بسبب ظروف الأرياف البائسة في تونس .
* ” الأمهات العازبات وصمة عار ام اختيار ؟” هل يتحدث عن وضع المراة في تونس ؟
– نعم يتحدث عن وضع المراة في تونس و بعض البلاد العربية مثل المغرب و لبنان و هو موضوع مسكوت عنه أيضا و حالات مهمشة تعيش في سرية تامة خوف الفضيحة و العار لان هناك بلدان لا تعترف بهن . ويصل بهم الامر الى ارتكاب ما يسمى بجرائم الشرف لا يحاسب عليها القانون في حق المراة بينما الرجل لا يحاسبه احد .في عدة بلدان عربية في تونس هناك مراكز لاحتواء هؤلاء النسوة تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية . مساعدة الأمهات اللاتي وجدن انفسهن في حالات حرجة امام اباء لم يتحملوا مسؤولية انجاب طفل خارج اطار الزواج . تتحمل هذه المراكز رعاية الطفل المولود و تتبع الاب الفار عدليا و قانونيا وتحاول ان تصلح ذات البين ولم شمل العائلة . الكتاب هو شهادات حية و مباشرة من هؤلاء النسوة . في محاولة معالجة قضية المراة التي هي قضية مجتمع في النهاية كما اراها و كما هو موقفي منها . والتفاصيل كلها في الكتاب الموجود على منصات بيع الكتب بلامازون وغوغل بوك …وعند دار EKUTUB. العراقية بلندن .