اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
حوار لتعديل الأوتار ضيفة المجلّة : الرسّامة وأستاذة الترّبية التّشكيليّة زهراء حريزي من تونس

حوار لتعديل الأوتار ضيفة المجلّة :
الرسّامة وأستاذة الترّبية التّشكيليّة زهراء حريزي من تونس
حاورها : أ. النّاصر السعيدي- تونس
من تونس لم أكنْ أعرف زهراء حريزي سابقا ، قبل أن ترتسم صورتها في حبّ ووداعة أمامي وأنا أتابع تتويجها في ملتقى فنّي احتضنته جزيرة الأحلام جربة من جنوب تونس الخضراء ، لوحتها التشكيليّة عن غزّة الشّهيدة وضعتها في قلب الحدث ،وطار اسمها من مكان إلى مكان ، وصار على كلّ لسان لقاء موهبتها وهي الرسّامة الأكاديميّة التي جمعتْ بين الموهبة والهوْس والمعرفة ، ممّا جعلنا نغتنم فرصة احتفائها بجائزتها، خاصّة أنّ المستشكيل عماد نافع ذكر لنا اسمها كرسّامة تسير بخطى ثابتة نحو التألّق والامتياز ، ودعوناها إلى صالون مجلّتنا الرّاقية وأجرينا معها الحوار التّالي :


/ لَوْ حكينا نبْتدي مِنِينْ الحكاية ، كما غنّى العندليب الأسمر ، ليس إلاّ من عَبَقِ اسمكِ : زهراء ، وقد أراه يوحي بالجمال والقداسة والوحي ، وماذا أيضا حسب تصوّرك وأنتِ صاحبة هذا الإسم أساسا ؟
*قداسة آسم فاطمة الزّهراء: أذكر أنّ أبي رحمه اللـّه يستهويه مناداتى بهذا الاسم لطابعه الصّوفي تيمّنا بآسم فاطمة الزّهراء.
/ لأضع الأمور في إطارها ، وأنا في حضرة مبدعة أخذتْ من كلّ شيء بطرف ، هل أدعوكِ : الفنّانة التّشكيليّة أم أستاذة الرّسم ، أعني أيّهما الأَوْلَى من الآخر؟
*بالطّبع الرسم فنّ، و لولا الفنّ لما كنتُ أتقنُ التّعاملَ مع الطلاّب وأعيشُ معهم فرحة الإبداع خاصّة أنّ التدريسَ فى مجال الفن التشكيليّ متعةٌ.( وكأنّها راوغتني ولم تقدّم لي جوابا شافّا فلم أستوقفها لتعيد لي التّرتيب بوضوح ).
/ وأريد أن أقول أيضا ، أيّهما سبق الثّاني لديك في مجال الفنّ التّشكيلي ، الغرام والهَوْسُ أم الدّراسة الأكاديميّة ؟
* تعلّقى بالرسم كان منذ نعومة أظافري حتى أنّنى كنتُ أجمع كل أقلام التّلوين وأضعها فى مكان خاص بعيدا عن كل الأنظار لمكانتها عندي وكأنّنى أخبّئ كنزا، لذلك كان التّعليم الأكاديمي مكمّلا لقصتى مع الرّسم منذ الصّغر .(الأقلام كنزها أمّا أنا ففي صغري كانتْ الشّكولاطة كنزي الذي أخفيه عن أعين إخوتي).
/ إن كان الإقبال على الرّسم لديك في أسمى معانيه جاء مبكّرا من باب الموهبة مثلا ، فما هي المؤثّرات التي فرضتْ نفسها ومهّدتْ إلى هذا الشّغف الفنّي والإبداعي ؟
*الرّسم كان ينمو مع طفولتى، ولأنّنى من ضواحي مدينة “الحامة ” في الجنوب التّونسي وهي تزخر بمناظر طبيعيّة ساحرة ومتنوّعة بين الجبال والرّوابى ، فكان ذلك كافيا للاحتكاك بالطبيعة والتأمّل في أسرارها ، كما أنّ المطالعة كان لها دور في هوايتي إذ كنتُ أتصوّرعوالم شتّى فى نبض المشاهد المندسّة بين الأحداث اليوميّة التي أعيشها .( ذكرنا الحامّة من جهة طبيعتها الخلابة ولم نتطرّق إلى تاريخها النّضالي الكبير ).
وحتما ربّما شغفك وحبّك للرّسم دفعك للتوجّه إلى اختصاص الفنّ التّشكيليّ في دراستك الجامعيّة دون اختصاص ثان ؟
*أكيد شغفى المفرط بالرّسم جعلنى أتوجّه لأتخصّص فى ميدان الفنون الجميلة خلال تعليمى الجامعى .
/ الإطار المكاني بين سحر الجنوب وواحاته ، جزيرة جربة الجميلة ، أيّ تأثير للمكان في ميْلك وغرامك بالرّسم والتّلوين أساسا ؟
* الإطار المكانى له تاثيره على ميولاتى فى الرّسم لأنّ الإنسان وليد محيطه وهو الجنوب بواحاته ، قريتي “الحامة” تسكننى، أمّا جزيرة جربة تحديدا فلها وقع وإيقاع مختلف ، فهي ذلك المزيج بين البحر والسّماء ،وذلك الهزيج الذي أتمتّع بسماع صوته وهو يمزج بين حركة غصن الزيتون وتمايل نخلة باسقة وهي تنظر نحو السماء ، هو مشهد ساحر أغراني ودفعني إلى الرّسم .( وجزيرة جربة لها تصنيفها العالمي لسحرها وجمالها وموروثها الشّعبي) .
/ هل ترسمين من همس صحراء الجنوب ومن سكون بحرالجزيرة فتأتي لوحاتك هادئة وساكنة ؟ *كل ما يوجد فى جزيرة جربة من طبيعة ٱسرة جذبنى وسكنني ، ولوحاتي هي عبارة عن مزيج بين المشاهد والإحساس العميق الذي يتملّكني جوى مهجتي .
/ وقد ترسمين من ريح الصّحراء و من ثورة البحر فتكون لوحاتك نابضة ومتوثّبة وهائجة ؟
* الطبيعة مثلنا فى حركة دائمة ، تثور مرّة وتسكن مرّة أخرى فنتأثّر بهذه الحركة ،وتكون النتيجة لوحات صارخة وناطقة ومعبّرة .
/ يعني أنّ الكثير من رسوماتك ذات طابع رومانسيّ حتّمه محيطكِ الذي تعيشين فيه ؟ *المحيط يجعل الرّومانسية وليدة الطّبيعة ،فتكون كمعزوفة موسيقية لها رجع جميل يفوق واقع الخيال إلى أماكن فوق زوايا الروح ،وهو أيضا إحساس الأفئدة الملهمة .(كلامها وكأنّه عناوين لقصص كتبها جبران خليل جبران في بعد فكريّ وفلسفيّ ).
/ وهذا الموروث الشّعبيّ الثريّ في منطقتك ، من عادات وتقاليد ورموز وصور أراه مؤثّرا في مواضيع لوحاتك ، أقول هذا من باب السّؤال ؟
*العادات والتقاليد لها تأثير على أعمالى إذ تضيف ذلك الطابع الجميل من صلب موروث شعبي وثقافى يتلخّص فى مشاهد ناضجة ومتكاملة .
/ لوحاتك تولد من رحم المدرسة التّجريدية الخياليّة أم من الواقع ؟
*لوحاتى تشخيصيّة بين الواقع والخيال، أمّا التّجريد فقد جاء فى بعض اختياراتى .(جواب على لسان أكاديميّة لا يفهمه العامّة).
ونحن نتنسّم أخبارك ، فقد رغبنا أن نتعرّف عليك مثل غيرنا من بوّابة المجال الفنّي والإبداعي وقد تلألأ اسمك في عديد التظاهرات الفنيّة في جربة الحالمة ، علمنا أنّك تكتبين