اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو
من سوريا ..الصحفية والكاتبة رنا سلوم تبعث برقية تعزية لروح سيد الشهداء حسن نصر الله
من سوريا ..
الصحفية والكاتبة رنا سلوم تبعث برقية تعزية لروح سيد الشهداء حسن نصر الله
بقلم – رنا بدري سلوم / سوريا
ترحلُ..متجذّراً كأرزِ لبنان
ترحلُ…..متجذّراً …. كأرزِ لبنان
لوهلةٍ..صمتت الحروف، أمام هول الصدّمة، ثم استعادت الذاكرة صوتكَ ووجهكَ وكفيّكَ، وأنتَ تخاطبنا وتهدئ من روعة مصابنا بكلمتك الراجحة، مداوياً أرواحنا المكلومة. لطالما خاطبتنا بنون الجماعة فلم تكن يوماً إلا منّا وفينا، كنت الأب والقائد والأمين، خاطبتكَ الأمّ الثكلى فقالت لك “فداك يا نصر الله”، والأطفال فداك والرجال..، أي قائدٍ أنتَ.. أيّ قائدٍ تبلسمُ الجراحات وتقود الأفكار وتتسع هالة النور في وجهك فنتبعك!. تقول لنا طوال سنوات الحرب نحن صامدون معكم يا أشقاءنا في سورية، لم تتركنا وحيدين في الميدان فكنت السند تغضب معنا كثائرٍ حرّ. هنيئاً لكَ الشّهادة يا سيّدي، هنيئاً لكَ مراتب الأنبياء والأئمة الصادقين، هنيئاً أيّها الأمين، يا أرز لبنان الصامد يا سيّد الكلمات وسيّد المواقف وسيّد الشّهداء، ثلاثون عاماً تقود الانتصارات ولا تساوم على قضيّة الأرض والعرض، كلمتك الحقّة” إما الشهادة أو النصر” وها أنت تنالها، فمن نصرٍ إلى نصر بدءاً من المقاومة الإسلاميّة عام 1992 مروراً بتحرير لبنان 2000 والنصر الإلهي المؤزر 2006 وصولًا إلى معركة الإسناد والبطولة دعماً لفلسطين الأبيّة وغزّة الصامدة والشعب الفلسطيني المظلوم الذي يكمل عامه في طوفان الأقصى والدّم يشهده العالم وبصمت دوليّ دون تنديد أو استنكار بجرائم الإنسانيّة البشعة وكأنه صمّ بكّم لا يفقه. يا سيّد المنابر.. سوف لن ترثيكَ القوافي ولن تعلن حدادها، وأنتَ الذي كنت بالله تستعين على حزن الفقد متضرّعا لله، تضع نصب أعيننا أنك معنا، انظر من أعلى العليين ها هي جماهير شعبك والأمة الإسلامية وكل من يؤمن بقضيّة وجوده، انظر إلى كل قلبٍ مكلوم بفقدك يقول لك: سنواصلُ نهجكَ حتى آخرَ رمقٍ، ونحن نعدك لن تقف مسيرة تضحياتنا في سورية حتى زوال آخر جندي صهيوأمريكي على أرضنا وتحريرها من رجس الإرهاب لنبقى أسياد مواقفنا وقضايانا ما دمنا نعشق هذه الأرض صامدون كزيتونه ولن نبخل عليها بالدماء والأرواح حتى النصر والتحرير. وها هم أشقاؤنا في لبنان الحبيب يعاهدونك بإكمال مسيرتكَ المليئة بالتضحيات والشّهداء ومواصلة جهادها في مواجهة العدو دفاعاً عن لبنان وشعبه الصامد والشّريف، وإسناداً لغزّة وفلسطين، سوف لن ينساك الأقصى ..سوف لن ينساك، بل سيطبع على جبينك المندّى بالدّماء والغار والحريّة قُبلة العرفان بالجميل. بهذه الشّهادة نلتَ يا سماحة السيّد حسن نصر الله أرفع الأوسمة الإلهيّة، محقّقاً أغلى أمانيكَ وأسمى مراتب الإيمان والعقيدة الخالصة،
شهيداً على طريق القدس وفلسطين فهنيئا ً لك بهذه الشّهادة، ونحن بدورنا نضمّ صوتنا إلى صوت محور المقاومة التي تجمع الأحرار فعلاً لا قولاً “قائدنا سماحة السيّد لا يزال بيننا بفكره وروحه وخطّه ونهجه المقدّس، سنبقى على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار” .