اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شوملفات
النشر خارج سرب المحلية طموح أوسع لترويج الإصدارات..
أم فرصة للتحرير من قبضة المحسوبية والأخوانيات ؟
النشر خارج سرب المحلية طموح أوسع لترويج الإصدارات..
أم فرصة للتحرير من قبضة المحسوبية والأخوانيات ؟
تحقيق/ علي صحن عبد العزيز
الأنتقال بنشر الإصدارات الثقافية والأدبية وكل ما يتعلق بهما خارج أوطان المبدعين قد تلقى فيها حركة النشر والتوزيع رواجًا أكثر من محليتها قد تحقق شهرة أفضل هنالك ، ولذا فإن الكاتب العراقي عادة ما يلجأ لدور العربية والدولية لكي يحقق الأنتشار، لأن أغلب صحفنا ومجلاتنا لا تقوم بعملية النشر بشكل جيد ، بل ويتسيد المحسوبية والأخوانيات بشكل عام تلك الظاهرة ، اذا ما قلنا هنالك استهانة لذلك المجهود الفكري والأدبي هذا الجانب الأول، ولكن هنالك رؤية أخرى وفق ما تطرحه الساحة الثقافية ، على أن تلك الصحف والمجلات تتواصل للترويج لإصداراتهم ، ولذا فإن جسد الأديب هنا ولكن روحه وعطاءه هنالك لأنه لا يشعر بالتهميش أو لا يجد صعوبات في النشر والتوزيع، وعلينا أن نعترف أنه بالفعل هنالك محسوبيات في النشر وهو أمر واقع لا مناص منه. (وكالة فضاءات نيوز) أستطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات وطرحت عليهم هذا التساؤل:
هل النشر خارج سرب المحلية سيحقق للأديب اهتمام أكثر بأبداعاته على أعتبار أنهم يكتبون ولا يجدون من لا ينشر لهم أو يحتفي بهم على أقل تقدير ، وكانت هذه الآراء الواردة.
واقع النشر محليًا
د – علاء كريم – باحث وناقد
تقييم حالة النشر لدى الكاتب تتطلب إلقاء نظرة سريعة على طبيعة النشر في العالم، من هذا المنطلق فهذا المدخل يذهب إلى تقديم نظرة مركّزة حول واقع النشر محليًا وعربيًا وأيضًا دوليًا ، قد يذهب عدد من الكتاب إلى أن حركة النشر تعتمد التسويق عبر ممكنات التواصل مع المجتمعات التي تهتم بالقراءة والمتابعة لكل ما ينشر، لذا يمتلك الكاتب رؤية تخدم مشروعه الفكري وعبر معطيات منها : الشعبية المتزايدة للمادة إلكترونيًا، وأستمرار الإقبال على القراءة الورقية، وأهمية الطلب على المواد المنشورة في مواقع محددة وأيضًا دور نشر محلية وعربية ، وعليه أينما ينشر الكاتب ستأخذ المادة طريقها، لكن أهمها النشر محليًا فهو الأنطلاقة نحو العالمية.
جودة الإبداع
د. رسالة الحسن :
بلا شك هذا الموضوع يتيح للكتاب والمبدعين للحصول على تقدير أكبر لجودة أعمالهم بعيدًا عن الأعتبارات الشخصية أو المحلية ، فالنشر خارج السوق المحلية فرصة لتعزيز انتشار الكاتب أو الأديب على نطاق أوسع، سواء في الأسواق العربية أو العالمية ، ويمكن أن يكون هذا الطموح مرتبطاً بالرغبة في الوصول لجمهور جديد وتوسيع نطاق التأثير والتفاعل ، ويُنظر إلى النشر المحلي على أنه متأثر بشبكات العلاقات الأجتماعية مثل المحسوبية والوساطة، التي قد تؤثر على فرص الكتاب الجدد أو غير المعروفين ، فالنشر في أسواق خارجية أو من خلال دور نشر دولية يمكن أن يُنظر إليه كوسيلة للتخلص من هذه القيود والحصول على فرصة نزيهة بناءً على الجودة الإبداعية فقط، ويمكن أن يعزز الوصول إلى دور نشر أكبر أو منصات رقمية دولية، مما يسمح بفرص ترويج أفضل، ولكن في المقابل قد يواجه الكتاب تحديات من حيث التكيف مع متطلبات السوق الجديدة، مثل اللغة أو متطلبات التسويق والتوزيع.
أنتشار المحسوبية
براء الجميلي/ شاعر :
الأديب الذي لا أنتشار له كأنه يكتب لنفسه فقط ، ولذا فإن النشر خارج النطاق المحلي يوفر أنتشارًا أكثر للأديب خاصة في الأماكن التي تهتم بالثقافة والأدب ، فلقد يكون الأديب في بيئة لا تهتم بهما وتسودها المحسوبية في النشر، وبما أن العالم أصبح قرية صغيرة قد يستطيع الأديب ترويج نتاجاته بصورة أسرع وأوسع.
مردود مالي مدفوع
علاء الوردي/ مهندس وأديب :
أصبح الجانب المادي هو المطلوب بغض النظر عن غزارة المنتوج ، أغلب الدور سوى كانت محلية أو عربية فإن المردود المادي المدفوع من الكاتب هو المطلوب إلاّ إذا أستثنينا بعض الدور المحلية التي تراعي الظرف المادي وهي قليلة جدًا ، الحالة الإقتصادية صعبة لدى أغلب الكتاب وهم يقعون ضحية وفي مواقف حرجة وصعبة مع وجود ظاهرة الأحتيال من قبل بعض الدور العربية، وقليل من المحلية بأنهم يضعون لجنة لإختيار الأفضل من النص والنشر بمعارض عربية.
تحرير السلوك الفكري
غرام الربيعي/ شاعرة وتشكيلية:
بالتأكيد الواقع لا يفلت من كل التهم الواردة في مقدمة أستطلاعكم فالأنفتاح في الكتابة والنشر دون رقيب أو اشتراطات فتحت الباب للجميع دون معيار للأفضل ، ففسحت المجال لمن لا يستحق وربما أضاعت حق المبدع والكاتب الحقيقي وسط هذا الزحام والتكالب غير المشروع ، وعمومًا الكتابة المحلية مهمة لتكون بين أبناء جلدتك في دائرة الأصغاء والأهتمام والمشاركة في الوقت نفسه كل كاتب بحاجة إلى الأنتشار والتلاقح الفكري والأبداعي بين الآخرين ، ربما تكون هناك مطبات للمشهد الإبداعي بأن يتم نشر موضوع ما في مجلة أو موقع أو كتاب بحكم العلاقات دون معرفة حجم أهمية الكاتب وفقًا على الضجة التي تفتعلها بعض الكروبات غير المتخصصة وغير المرخصة وأحيانًا يحدث العكس ،بأن يحرم كاتب بارع من هذه الفرصة ، كثير من التناقضات وغياب المعيارية هي واقع صاخب بالأخطاء والأغلاط ولا سلطة لأحد على ردع هذا الكم الهائل من الفوضى مقابل الحق والحقوق، ويبقى النقد الحقيقي المحايد هو الفاصل بالنهاية مع أني أحترم جدًا محاولات الكتابة لأنها تحرر من السكون الفكري والذاتي بعيدًا عن حلبات المصارعة لانها بعيدة عن غايات الكاتب المثقف الحقيقي.
وجود تناقض مخيف
عبد الرسول محسن/ شاعر وأديب :
لا يختلف نشر النتاجات الادبية سوى بالمحلية أو العربية بشيء هنالك الكثير من المواقع العربية لنشر النتاجات الأدبية ، وهنالك دور نشر عربية لكنها لا تختلف عن المحلية والنتاج الجيد المبدع يحتل مكانته وينشر ويطبع محليًا وعربيًا لكن هذا لا يأتي مجانًا بل مقابل أموال ، حيث أن الطبع في دور النشر العربية مكلف عما هو عليه محليًا النشر والطبع عربيًا لا يجلب الشهرة للأديب فمستوى الوعي والمتابعة في الوطن العربي متشابهة والقراء عمومًا بتناقص مخيف ، ولكن هنالك مجلات أدبية ورقية عربية أكثر شهرة ذائعة الصيت معروفة بالأوساط الأدبية كافة تنشر لمن يرسل لها نصًا أو قصة قصيرة وغيرها ، وهذا يعتمد على جودة النص أو النتاج الأدبي بصورة عامة ، وأخيرًا أقول لا يغير النشر هنا أو هناك بالأديب شاعرًا قاصًا وغيرهم من شيء لا شهرة ولا أنتشارًا ، نعم العلاقات والمجاملات تسهل عملية النشر محليًا وعربيًا بشرط أن يكون العمل الأدبي حائزًا لشروط النشر.
محسوبيات مفضوحة
حميد العنبر الخويلدي/ شاعر وناقد :
ما أشرتم به في هذا الأستطلاع كأنّه عبّر به عمّا نعاني منه طوال السنوات التي مرت ، حتى أخذنا نحسُّ انَّ الساحة فارغة بل ماتت ولا حياة فيها فضلًا عن المحسوبيات المفضوحة والعلاقات المضحكة بأسم العاطفي والشعري والثقافي الهامشي، وبأسم هذا وذاك ، ولذا ندعو إلى تصحيح المسار والأسلوب إلى ما هو أفضل.
تكاليف الطبع باهضة
شذى عسكر نجف / شاعرة :
قد يلجأ الكاتب الى الصحف العربية , ليكون دائمًا في أذهان الناس وذاكرتهم , أو إلتماسًا لشهرة من خلال رأي أو فكرة أو لا يتسنى له طرحها في كتاب باهض التكاليف قليل التوزيع ، مع أنه الصحف العراقية قائمة بمهامها في نشر نتاجات الأدباء.
معاناة التهميش
وجدان عبد العزيز/ شاعر : بالحقيقة دومًا يسعى الكاتب الى تقديم إبداعه إلى أكبر عدد من القراء، لذا يحاول نشره في الخارج كون المبدع العراقي عانى التهميش في بلده خاصة تحت ظل الدكتاتورية، ومع الأسف بقيت حالة التهميش والمحسوبية والأخوانيات تسود في الصحف والمجلات وفي دور النشر القليلة جدًا، رغم أن فسحة الديمقراطية، قد فتحت آفاقًا أرحب للمثقف والمبدع، فقضية نشر إصداراته في الخارج، هو هذي المحسوبية والأخوانية في النشر، فكانت نافذة الخارج أرحب له، والجانب الثاني في القضية هو الأنتشار الأوسع وهذه حقيقة واقعة، فالكثير من الأدباء والمبدعين عرفوا بالخارج أكثر من بلدهم العراق، ولهذا لجأ الكثير منهم ألى دور النشر العربية والدولية، فعلى المؤسسات الثقافية العراقية أحتضان المبدع والعناية بأبداعه، كونه ثروة أخرى تقوم من خلالها حضارة البلاد، ومحاولة التخلص من أمراض المحسوبية والتي تسبب أستهانة بالطاقات الفكرية والإبداعية.
منعطفات خطيرة
ثامر الخفاجي/ شاعر وأديب :
الحركة الأدبية والثقافية تمر في منعطف خطير حيث حسمت التفاهة الأمر لصالحها وأصابت كل مرافق الحياة مقتلا، لكن مقتلها الأشد ضراوة هو في الحركة الأدبية والثقافية، لذا أنتشر المنتفعون من أصحاب دور النشر داخل العراق وخارجه، واللاهثون وراء الشهرة ظنًا منهم أن هذه الدور هي من ستضعهم في المقدمة، ونسوا أن الرسالة الإدبية عندما تفقد قيمها ومقوماتها الأدبية والفكرية والإنسانية، فلا قيمة لها.
غِيَاب التَسْوِيقَ الثقَافِي
لطيف عبد سالم/ باحث وناقد :
على الرغمِ مِنْ توفرِ مَعايِير الإبْدَاع ومقوِّمَات الرَّصَانَة في المُنْجِزِ الْفِكْرِيّ والأَدبِي العِرَاقِي، فإنَّ الواقِعَ يُشِيْر إلى مُعاناتِهِ مِن الاِنْحسَارِ في فضَاءاتٍ مُحَدَّدَة لَا تَتَعَدَّى بأوْسعِ مدياتها البعض مِنْ أرْوقَةِ النِطَاق المَحَلِّيٌّ نتيجة غِيَاب التَسْوِيقَ الثقَافِي، الذي يُعَدُّ في طَلِيعةِ العوامل الرئِيسَة، التي تسببت في تَهْمِيشِ سعة آفَاقِ اِنْتِشار المُنْجز الإبْداعِيّ العِرَاقِي المُفْتَرَضة، والذي إنْ اِسْتمرَ سيكُون مَنْ شَأْنُهِ أَنْ يُسْهِمَ فِي إغْفَالِ سَّلبيَّةِ التَّدَاعيَات المُتَرَتِّبَة على أزْمَةِ النَشْر، التي يَنظر إليها الكُتَاب والمُؤلفِين بوصفِها مُشْكِلَة حَقِيقيَّة. وبِصُورةٍ عامة، تقوم مُعْضلة الكِتَاب المَطْبُوع المَحَلِّيِّ على اِعْتمَادِ أغْلب دَوْر النَشْر فَلْسَفَة خَاصَة تكُون بِمثَابَةِ الوَسِيْلة، التي بوسعِها تَحْقِيقِ وفِرَةٍ في المَرْدُودَاتِ المَالِيَّةِ على حِسَابِ إبْدَاعِيَّة المُنْجِزِ الثقَافِيّ والأَدبِي، الأمْر الذي أفْضَى إلى اِنْسِلاخِ دَوْر النَشْر عَنْ بِيئَتهَا المَعْرِفِيَّة والتَرْبَوِيَّة والعلْمِيَّة كمُؤَسَّسَةٍ ثَقَافِيَّةٍ وتحوُّلها إلى مَشْرُوعٍ تِجَارِيٍّ يَعُوْد بالمَنْفعةِ على إدَارةِ الدَار، وهو الآمْر الذي يَعْنِيّ تَخَلّي دَوْر النَشْر عَنْ أهْدافِها، التي أَقُيِّمْت مِنْ أجلِها كَمَوْطِنٍ للفِكْرِ والمَعْرِفَة، والتي كانت سائدة أيام خَمْسِينِيَّاتِ وسِّتِّينِيَّاتِ القَرْنِ الْمَاضِي.