افتتاحية – وكالة فضاءات نيوز
بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
لاتختلف اهمية القصيدة الحسينية عن سائر الادب الحسيني , لما لها من تأثير كبير و مباشر بالشارع العراقي والاسلامي عامة , بل اعتقد جازما ان القصيدة الحسينية , لها أهمية تفوق باقي الفنون الاخرى لسرعة وسهولة تداولها , وتأثيرها المباشر من خلال تكرارها الكثير في وسائل الاعلام سواء عن طريق التلفاز او الاذاعة او سائل التواصل الاجتماعي , وهنا تأتي أهمية الاختيار , والفرز الصحيح , للنصوص والاصوات وحى الالحان التي تقدم نفسها للمجتمع وللذائقة العامة , كلنا يتذكر قصيدة ” ياحسين بضمايرنا ” للراحل ياسين الرميثي , التي صارت فيما بعد هوية للقصيدة الحسينية , وبعد اكثر من خمسة عقود تراها حاضرة في ذاكرة عشاق الحسين , ولكن للاسف السنوات الاخيرة دخلت بعض النصوص والالحان والاصوات التي تسيء للقضية الحسينية من خلال تأكيدها على على الجانب العاطفي البكائي على حساب الجانب القيمي للرسالة الحسينية التي هي بالاصل رسالة انسانية أممية , عالمية , لاتعنى باشخاص او طائفة دون غيرها , بالاضافة الى دس بعض الكلمات التي فيها صيغ مغالاة كبيرة جدا تثير حفيظة المستمع الواعي والعارف بحقيقة تضحية الامام الحسين وال بيته واصحابه الاطهار “ع”.
وانا لخصت ذلك بقصيدة لي ولوحة تشكيلية سابقة , سمحت لنفسي ان اقول عن لسان الامام الحسين “ع” 🙁 خذوا من رأسي ماشئتم …دما ومساجدا ..ولاتنسوا تقوى الله …ووصايا احمدا ) .
نعم هذه فلسفة الثورة الحسينية التي اراد ابو الاحرار من خلالها ترسيخ النهج المحمدي والعلوي , وهو نهج السماء بالتأكيد ,
ووسط كل تلك التحديات الخطيرة التي ارادت للقصيدة الحسينية ان تنحو بعيدا عن اهدافها الحقيقية , وجاءت لنا بنصوصا غريبة والحان اغرب , وايقاعات غربية , لاتختلف كثيرا عن الراب الامريكي , واصوات نشاز .
تأتي اليوم قناة ” كميل ” الفضائية لتقدم لنا برنامجا رائعا , هو ” وجيها بالحسين ” , هذا البرنامج الثقافي الحسيني الرصين , قدم لنا نماذج رائعة ومتزنة , لقصائد , وقراء القصيدة الحسينية , ولعل اكثر ماشدني في هذا البرنامج هو صوت المتسابق علي عبد الحسين , من كربلاء , الصوت المدهش , والمثقف , الذي يتجاوز الكثير من الاصوات العربية , حتى قال عنه الشيخ الاكرف :” انه صوت محل افتخار كل من يسمعه ” , بالاضافة الى اختيار النص الرائع ” نويت ان ازور مدينة النحور ” , للشاعر القدير مصطفى الموسوي , والذي كرمه الحجة المهدي “عج” بهذا النص ,و قبل يده باصرار , عضو اللجنة الرادود القدير قحطان البديري , وبرزت لنا طاقات اكثر من رائعة , مثل علي الذهبي , وماهر سلطان , وغيرهم العشرات , كذلك برز لنا شعراء شباب يكتبون نصا متماسك البناء ,مدعما بالخيال الواسع , محلقا في سماء الابداع والانوار الحسينية والجمال , محافضا على روح القضية الحسينية ,بكل معانيها السامية , لانها ببساطة مدرسة مبادىء .
وفي الختام اتمنى مخلصا , من باقي القنوات الفضائية الاخرى التي تعنى بقضية الامام الحسين ” عليه السلام ” ان تنحى ذات المنحى , لتبقى القصيدة الحسينية متألقة , رصينة , وبعيدة عن عبث العاثين .
