اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو
الحرية لمن .. ؟

افتتاحية – وكالة فضاءات نيوز
بقلم – رئيس التحرير – عماد نافع
منذ اكثر من ثلاثة عقود و مصطلح ” الحرية ” يتصدر جميع الواجهات الثقافية والفنية والادبية , سواء كانت وسائل اعلام او مؤسسات مجتمع مدني , وكلما يتقدم الزمن خطوة تتعالى الاصوات المطالبة بتفعيل هذا المصطلح , وصولا الى مابعد الثورة التقنية , وماتحمله من تحديات خطيرة بين طياتها على المجتمع والفرد , فالاصوات المطالبة بتحقيق الحرية للفرد لاسيما لشريحة الشباب وللمرأة هي الحرية الغير منضبطة او المشوهة , ” الانفلات ” , يعني بأختصار كلمة حق مراد بها باطل !! .
وعلى المطالب بتفعيل هذا المصطلح ان يعرف معنى الحرية أصلا , ماهو تعريفها , ماهي حدودها ؟ قبل المطالبة بها .
صجيج ان الانسان خلق حرا لا عبدا , لايحق للاخر ان يستعبده , والشعوب لها الحرية الكاملة بالسيادة على أرضها, وللانسان حق اختيار قراراته وتحقيق طموحاته , ولكن ذلك لايعطيه الحق ان يتجاوز على حق الاخرين .
تعددت تعاريف مصطلح الحرية عند المذاهب والاديان والتيارات المختلفة , فالغرب مثلا يمنح ” الحرية ” مساحة غير محدودة ” انفلات ” , يعني يحق للفرد ان يمارس مايريد ويشتهي دون قيد او رقيب , حتى اذا كانت هذه الحرية تصطدم بحرية الاخر ! , او تخترق الطبيعة الانسانية , اوتتجاوز تعليمات السماء , والامثلة كثيرة جدا على هذا النوع من ” الحرية ” التي من شأنها ان تمزق نسيج المجتمع بالكامل , فالجميع يريد ان يمارس الحرية بدون ضوابط , الابناء مع رب الاسرة , الزوجة مع الزوج , الزوج مع الزوجة , الموظف مع رب العمل , والعكس , وفي الشارع والسوق والجامعة …الخ .اما الحرية التي تمنحها السماء للفرد , وتشمل جميع الشرائع دون استثناء , لاسيما الدين الاسلامي الحنيف , فهي الحرية التي لاتضر بالاخرين , وبالتالي تتحقق العدالة , وهنالك ضوابط فرضها الله سبحانه وتعالى بكتابه الشريف ” القران الكريم ” هذه الضوابط تحمي الفرد من نفسه احيانا , لان النفس امارة بالسوء , ولان انصار الشيطان صارت لهم سطوة واسعة , وبات صوتهم مسموع بقوة من خلال ماحققته لهم مواقع التواصل الاجتماعي , التي تسعى بقوة , لتمزيق النسيج الاجتماعي للبلدان العربية والاسلامية تحديدا , باعتراف بعض علماء وكتاب الغرب المنصفين , واعتقد تمكنوا كثيرا من زرع هذه البذور الشريرة في قلب الامة , حتى بات بعض الابناء يخرج عن طور عائلته بل يتنمر عليهم , وهكذا علاقة الازواج , التي باتت بعيدة عن ماتطلبه السماء لهم , حيث غادروا المحبة الحقيقية والتسامح واللين والايثار , وكذلك اغلب افراد المجتمع ,بات سلوكهم مضطربا , بفعل الافكار الدخيلة على مجتمعنا الاسلامي والعربي , واعتقد الارقام تؤكد ذلك , نسبة الطلاق بين الازواج , نسبة المدمنين على المخدرات , نسبة الجرائم الالكترونية وغير الالكترونية ,و و و ..للاسف كلها بازدياد بسبب الاستخدام الخاطىء لمصطلح ” الحرية ” , وهذا بالضبط ماتريده بعض قوى الشر الغربية لتتمكن من السيطرة المطلقة على بلداننا العربية والاسلامية , وبعدها تحول الانسان الحر الى مسخ حيواني مصطنع !!.