اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

بعد ان طافت بعقوبة والفلوجة والموصل..ام المراية تختتم عروضها في بغداد

 

بعد ان طافت بعقوبة والفلوجة والموصل …ام المراية تختتم عروضها في بغداد

فضاءات نيوز -قحطان جاسم جواد -مرافق الوفد

بعد جولة طويلة بين المحافظات شملت ديالى في (بعقوبة) والانبار في (الفلوجة) ونينوى في مسرح الجامعة الكبير,بعد هذه الجولة الموفقة حطت مسرحية ام المراية في بغداد بعرض جماهيري اختتم الجولة….المسرحية تحمل الهم الوطني بالدرجة الاولى والهم الاجتماعي للعائلة العراقية بأطار كوميدي بديع,لكنها كوميديا الموقف النابعة من الحدث ذاته وتخدم فكرته وهو شيء جديد في الكوميديا عندنا بعد ان كانت الفكرة في واد والاهداف في واد اخر…المسرحية من تأليف الكاتب المجتهد حسين النجار واخراج المعلم غانم حميد وبطولة مجموعة من نجوم الفن العراقي بعضهم شارك مع المخرج في اعمال سابقة وبعضهم كان في تجربة جديدة وهم القديرة الراقية هناء محمد ونجم الكوميديا ناهي مهدي والنجم المتألق دائما محمد هاشم والفنان المبدع علي نجم الدين والفنان الرائد محمود شنيشل والوجهين الجديدين احمد غانم ومحبة, ويقف خلفهم مدير مسرح (الفنان ستار السعداوي)وهو فنان يفهم مايريده المخرج والمؤلف وما يريده الجمهور.ونجح في مع التوليفة نجاحا طيبا.ويقف معهم فريق تقني اختاره المخرج بعناية فائقة ويكاد نفس الفريق الذي شاركه في تجربة سابقة(ذا هوم) وهم مهندس الصوت الدكتور امير فاضل ومهندس الاضاءة الدكتور حيدر غني ومهندس الديكور علي ارتوكلهم قدموا بنجاح اسهامات كبيرة في تحقيق النجاح الكبير, وانتاج شركة دريم للانتاج الفني والشركة المانحة معهد دي مو تي دي سي.تطرح المسرحية عدة مفاهيم مختلفة لكنها في الاساس تدعوللسلام والتسامح ونبذ الارهاب والدعوة الى بناء الوطن وازالة جروحه بالعمل للنهوض به وتطويره…والعرض مخصص اصلا للعوائل العراقية التي تعرضت لارهاب داعش اكثر من غيرها, لذلك جاء اختيار المحافظات التي احتضنت العروض لهذا السبب.
في الاخراج كان المعلم غانم حميد كعادته يقدم عروضا غير متوقعة وتحمل هم الوطن وفيها مشاكسة ووعي…والاهم من كل ذلك انه يفهم التلقي وماذا يريد,وقد نجح تماما في نيل الرضا والنجاح في كل عروض المسرحية, وفي الاخص عرض بغداد في مسرح الرشيد, لعدة اسباب منها ان المسرحية تضمنت اربع لوحات كل منها بمثابة مسرحية منفردة لكن اللوحات الاربع تجتمع عند هدف نبذ الارهاب ودعوة العوائل العراقية التي اصابها الحيف من جراء الارهاب ان تفتح صفحة جديدة بدلا من الانتقام والثبور هي ان تكون متسامحة وتتفرغ لبناء الوطن وهو اسمى الاشياء. وهي المرة الاولى التي تعرض في العراق مسرحية عراقية بهذه الطريقة, وكذلك لتوفر مسرح شامل وبتقنيات عالية تتيح للعمل اظهار كل تفاصيله التي غاب بعضها في العروض السابقة كالديكور مثلا فأجتهد المخرج بتغيير الكثير من تفاصيله لزيادة التعبير عن الحدث وشد الجمهور الذي كان رائعا جدا في حضوره البهي لاسيما ان معظم الحضور كان من الفنانين و كثير منهم من المحافظات. وكنت شخصيا اتوقع قلة حضورالجمهور بسبب وجود مبارة كرة قدم لمنتخبنا العراقي في نفس الوقت ,ووجود مسرحية اخرى تعرض بنفس الوقت في المسرح الوطني,لكن الجمهور خالف كل التوقعات وملأ القاعة وجلس حتى في المقتربات الفارغة بين الكراسي, وبعضهم فظلالوقوف لعدم وجود مكان الى نهاية العرض.وصفق الجميع للمعلم ولفريقه الرائع الذي صنع البسمة على الشفاه وزودها بفكرة جميلة وواقعية ووطنية عن المجتمع.فكان المخرج متمكنا للغاية في ضبط حركة الشخوص وحواراتهم وطريقة التعبير في الديكور والاضاءة والصوت وحتى العزف المنفرد والحي للفنان جعفر خصاف توظيفه كان اضافة جميلة للاحداث .اما قصيدة الختام التي جعلت الجمهور يقف شامحا في القاعة ويردد مع الممثلين مايقوله الفنان قاسم اسماعيل في قصيدة عبدالرزاق عبدالواحد هو العراق والحان المايسترو علاء مجيد التي تقول كلماتها…

هوَ العراقُ..سَليلُ المَجدِ والحَسَبِ
هوَ الذي كلُّ مَن فيهِ حَفيدُ نَبي !
كأنَّما كبرياءُ الأرض ِأجمَعِها
تُنْمَى إليهِ ، فَما فيها سِواهُ أبي !

لقد عبرت المسرحية بوعي كامل عن دور العائلة العراقية اليوم في نبذ الارهاب والدعوة لبناء الوطن, او كما قال القدير الفنان محمود شنيشل(بلد مابي امان …ما يعلى بنيان).
كنت الحظ تعبيرات الممثلين بدقة واجد انهم كانوا سعداء للغاية ليس لانهم نجحوا في تقديم عرض مسرحي وطني يليق بالعراق حسب, بل لانهم جعلوا الجمهور غير نادم على حضوره للعرض, لان المسرحية مصاغة بعناية من قبل كاتبها الصديق حسين النجار وباخراج فني ماهر يفهم التلقي بعمق وبتمثيل راق جدا من نجوم الفن العراقي. في التمثيل كان الجميع على قدر المسؤولية في تسطير روح البسالة في الذود عن السلام كما كانوا ابطالا في التصدي للارهاب.نجمتنا المحبوبة القديرة هناء محمد كانت ام المراية والام الحنون والاخت البطلة كل ذلك قدمته بامتياز كبير..ويشاطرها النجاح فناننا المحبوب ناهي مهدي الذي كان معلما في قيادة الجمهور لما يريد فتعاطف معه بشدة وظلت قفشاته البريئة والموحية سيتذكرها الجمهور طويلا..في حين كان النجم الكبير محمد هاشم متفاعلا مع الشخصيات الاربع التي مثلها في المسرحية, وتعاطف الجمهور معه على نحو كبير فكان في كل شخصية – كما بقية الزملاء- يقدمها باحترافية يحسد عليها.وكان الفنان المبدع والرائع علي نجم الدين ممتازا في تجسيد شخصياته فمرة الحبيب ومرة شقيق الاخ المغدور في الارهاب, الذي تقمصه بطريقة اخاذة يشعرك فيها كأن الحادث وقع فعلا وليس في مشهد تمثيلي..صراحة انه طاقة كبيرة وحبذا لو يستمر في التمثيل بالمسرح لانه يظهر امكانياته الادائية افضل بكثير من التلفزيون رغم براعته فيه.وكان الفنان الكبير محمود شنيشل عند حجم المسؤولية في التعبير عن الآلام الوطن والخوف على ابنائه,والاقوال التي يسردها كانت عبارة عن حكمة ناصعة من الضروري مراعاتها في ظل الظروف الراهنة.الوجه الجديد احمد غانم كانت امامه فرصة سانحة استطاع ان يسثمرها لتحقيق نجاح طيب ربما يؤكده في قادم الايام وهو اهل لها كما ارى,وتشاطره الامر الفنانة الشابة محبة في اختراق عالم الفن والوقوف شاهقة مع نجوم الفن ا لعراقي, وكانت نكهة معطرة للمسرحية واحداثها.لقد كان عرض بغداد لمسرحية ام المراية موفقا للغاية وهو نجاح يحسب للجميع لماقدموه من عطاء ثر وفي الاخص مخرج العمل المعلم غانم حميد.وهو نجاح اخر يضاف الى سطره في هذياناته او في المومياء او في مكاشفاته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق