اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

قراءة في نص ” حتى جمعة القدس ” للشاعر والناقد سعد جاسم

قراءة في قصيدة الشاعرة وحيدة الركابي ” حتى جمعة القدس ” للشاعر والناقد سعد جاسم

 

قراءة / الشاعر والناقد سعد جاسم 

( حتى جمعة قدس )

      شعر – وحيدة حسين الركابي 

أنا حزينةً بما يكفي أيها الشاي ..
لأنحت صداع الحبر
والمرارة تردد صوتك لشفة السؤال
تقول مصر ..
أنها تفعل الحرير في مسَ قلب
لدفء غزه ..
وغزه تجتث شوك رصيف
في لا أنتظار لمحاباة فرعون
في عرين أدعاء
تقول الأردن أنها أعطت وطناً وعقالاً
وأسماً آمناً على خارطة تعريف ..
وتقول غزه ..
أنها الدنانير المدللة في جيوب قابيل
كل الشهود أدلوا بقميص نوم زليخه ..
في سُمرة البئر
وهو يتجرد من دم يوسف
نقلاً عن فم أسرائيل
فماذا تفعل دمشق ..
اذا تشرذمت نضارة قلبها كما سحابة
في عاقول شقيق
والسودان العاجزة عن صحو عكاز
في سلسبيل نافذة
تقول أريحا أنها تجبُ الشجر
عن صهيون منذ يشوع ..
والنهر ميت في وعيّ نسمة
كما تفلطحت خطوط بيان وتبيين
لعروبة تخدش حياء قلم ..
من شيوخ البترول
وتل الهوا يختنق لسحنة طريق
والزيتون يتشح بتكرار تصاعدي لوحشة مسمار في صدأ ريح
في أخونة أسلام في تمسرح الادوار
وبغداد تستحثُ جدول الضرب
من ديون تسرطنت حتى مقلة الغد
من لصوص علي بابا ..
في مسبحة الأربعين
وقردة تقافزوا على نخلة وموز
في شقوق ملح وطين
بغداد تغرقُ في الدمع والخجل
وعبء السنين
والشمعة مُسنة في أسارير آور
والنبوءة تتآخر في أعجمية موعد يشيّ بحرف مستتر في ضمة حجر
قال عنه أحمد في وطن أرمد
يتفسحُ عنه منديل في صحيح قرآن
الكوفة تجمع الدليل في تجعيدة عمامة ..
لحشو رصاصة
وأن قالوا فيها غيباً
من أمية زقاق
والنور يتفشى بين صدغ وعين
في جوف أسمك ..
يا أرتداد خيبر عن جمهرة قلبك
لتستعيد الجمعة هديل قدس
في غيب صلاة خلف فقارك
يا وازع النخيل

* الإنطباع :

بعد قراءات متعددة في نص الشاعرة الدكتورة ( وحيدة حسين الركابي ) والمعنون ( حتى جمعة قدس ) فقد احسستُ انني امام نص كبير ومهم ، يتفجّر غضباً وغلياناً ووجعاً بسبب مايحدث الآن في فلسطين المُغتصبة والقدس المُحتلة وغزَّة الجريحة . وارى ان الشاعرة قد قامت بالاشتغال على استقراء وإستقراء ومحاكمة التاريخ العربي والاسلامي والغربي والكوني وتفاصيله ووقائعه واحداثه ، وبما هو مسكوت عنه في حياة رسل وانبياء وملوك وامراء ورؤساء وحكاّم ملأوا الارض ظلماً وظلاماً ودماً ومقابر وضحايا ومقهورين ، وكذلك لم تُهمل او تسكت الشاعرة عن محاكمة سلاطين التاريخ وطغاته ولكلماتهم واميراته وجواريه وخونته ومدائنه العجيبة والغريبة والرهيبة وووو الخ .
وانا أرى ان هذا النص ، هو نص شعري مثقفوينطوي على وعي شعري عميق ، ولكنه موجوع وشقي وحزين ومقهور . كما اريد الاشارة والتأكيد على مدى موهبة الشاعرة الهائلة وطاقتها الشعرية المتفرّدة في الشعرية العراقية والعربية ، وهُنا لا يمكنني ان أتوانى او اتردد او أُخفي حدسي وربَّما معرفتي واحساسي بما تعرّضت و لا زالت تتعرض له شاعرتنا ال وحيدة والفريدة الشاعرية من تجاهل وإهمال وتغييب متعمّد من قبل البعض من مسؤولي الثقافة والاعلام والاتحادات والنقابات والمهرجانات والجلسات الثقافية او المعنية بالثقافة والادب . وكذلك مزاجية وسطحية واخوانيات ومحاملات ( البعض) من رؤساء تحرير صحف ومجلات وأقسام ثقافية وخاصةً داخل بلدها العراق العريق في كل شيء وبالاخص في ارثه ونتاج ومنجز مبدعاته الحقيقييات ومبدعيه الحقيقيين الذين “ ياما “ كانوا قد عانوا ما عانوه في زمن النظام السابق ، واللواتي والذين ما زالوا يعانون من شتّى انواع وأشكال التهميش والاقصاء والاهمال القسري المحزن والمخجل جداً .
دمتِ بشاعرية وابداع مبهرين ايتها الشاعرة الدكتورة المبدعة والحاضرة والمتألقة ابداً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق