اخر الاخبارقسم السلايد شومحليملفات

إستعارة الكتب بين السلبِ والإيجاب

 

 

فضاءات نيوز الاخبارية ..
أستطلاع/ علي صحن عبد العزيز

جاءني أحدهم ليستعير مني كتاباً يوماً ما ، لأنه يعرف هذا الكتاب من مقتنيات مكتبتي المتواضعة ، وكنت خجلاً منهُ وللعشرة الثقافية التي بيننا ، بادرت بإستعارتهِ ، وقد حدد الزمان اللاحق لإسترجاعه ، مر على الموعد زمن ليس بقليل ، بدأت أغلي لندامتي بسبب عطفي عليه بالتزود الثقافي , كنت أجرء منهُ وطالبت بعودة مع العتب اوعدني بإسترجاعه لكنه غير معالم كتابي الأنيق ببقع من الشاي وتأشير بالقلم الجاف وعبث بخط أطفاله، وكان حتى الكتاب حزيناً بعد ما جرى ، خسرت كتابي وخسرت ثقتي بالتعامل معه بشأن الإستعارة بسبب تقديري الزائد له ،عكس أحدهم الذي جاءني قبل الموعد وكان ممتنا مني وعرض اسماء لكتب في مكتبته
 مبينا أنها أمامي جميع كتبه ، هذا ما حصل والمهم أراء النخب المثقفة لإستبياننا هذا ليكون أمام القارئ الكريم.
(وكالة فضاءات نيوز) أستطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات عراقيًا وعربيًا، وطرحت عليهم هذا التساؤل ما هو رأيك في إستعارة الكتب وكيفية التعامل معها ، وكانت هذه الآراء الواردة. 

المحافظة على الكتاب

حسن الموسوي/روائي وقاص/ العراق : ظاهرة إعارة الكتب بين الأصدقاء هي ظاهرة صحية بشرط إلتزام كل الأطراف بالمحافظة على الكتب من الضياع والإهمال ، وعلى المستوى الشخصي قمت بإعارة مسودة رواية عكفت على كتابتها لمدة عام كامل ، لكن هذا الصديق اختفى وأختفت معه مسودة ، وبالتالي لم أتمكن من إعادة كتابتها ، كان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي ، وللآن أتحسر على تلك الرواية الضائعة.

ثقة متبادلة

 

نرجس عمران/ سورية/ شاعرة وأديبة: (أدِ الأمانَّة إلى مَن ائتمنك، ولا تخُن من خانك) حديث عن رسول الله (ص) وكلُّنا يعلم أنَّ رسول الله جاءنا ليتتم مكارم الأخلاق فينا ،إذا أداء الأمانة من مكارم الأخلاق أيَّا كانت ، ومقدار حفاظنا على الأمانات أو الأستهتار بها له دور كبير في الثِّقة المتبادلة بين الطرفين ، فأنا أثق بك عندما أئتمنك على كتابي أو أي ٍّمن أشيائي وعندما تستهتر به تفقد جزء من ثقتي وأحترامي لك أنا مثلا أو أعرت شخصًا أيَّا كان كتابًا وأستهتر به سأحسُّ تمامًا أنه يستهتر بي أنا فعلًا وسيفقد ثقتي به وأحترامي له وسوف لن أعيره شيئَّا مجددًا أبدًا وقد يكون في أمس الحاجة له.

تبادل ثقافي 

غادة قنطار/شاعرة/ لبنان : ما يحدث أحيانًا أنما نُعير الكتب القيمة بالنسبة لنا لأشخاص يتباهون بالحرف من بعيد البعيد ولا يحترمون هذا الحرف أذا ما صار في متناول أياديهم ، جميل ورائع أن نحترم فكرة الأستعارة لأنها أمانة أمانة عندنا ، ومن هنا علينا التاكد من الشخص الملم بهذا الأمر قبل أعارته أي الكتاب فنكون متأكدين أنه سيحافظ عليه وسيعيده لنا في الوقت المناسب ، وإذا ما تأخر لا بأس أن نطلب منه ان يرجعه أو نذكره به ، تبادل الثقافة جميل بين من يحترم هذه الثقافة ، وفي الوقت الحاضر أصبحت وسائل التواصل الأجتماعي تسهل هذا الأمر فترسل المعلومات بسهولة.

العناية من التلف

منى فتحي حامد/ مصر/ شاعرة وأديبة :أستعارة الكتب لغرض القراءة والمطالعة لكون بعض الكتب نادرة أو غالية الثمن سواء بين الأصدقاء أو أستعارة من المكتبة يجب الحفاظ على الكتاب والعناية به حماية من التلف أو التمزق ، أيضا يجب إعادة الكتاب وأرجاعه للمكان الخاص به في الميعاد المحدد حتى يستطيع الآخرين الحصول عليه لقراءتهم أيضًا ، ويعود هذا للعلاقة بين المصدر والقاريء من حيث الثقة والرعاية والرقي في التعامل ، يكون الرد حينما يعود الكتاب لي وقد تعرض للأهتراء والشطب بأخذ الحذر في التعامل مع هذا الشخص مرة أخرى مع الضمان.

أسباب عديدة 

علي الأسدي/رئيس المركز العراقي الصحفي للتقييم : أستعارة الكتب يكمن في نوعين إستعاره عامة وخاصة الأولى من المكتبات الحكومية والثاني غالباً ما يكون من شخص تعرفه أو بواسطة شخص تعرفه ، وقد أنتشر هذا السلوك الثقافي قرابة الثلاثة عقود من سبعينات القرن الماضي إلى سنوات التسعين ولأسباب عديده منها كانت القراءة موضة واضحة بين أوساط شرائح المجتمع وهذا يدل على قمع الأمية وإنتشار التعليم وعدم وجود وسائل للتسلية والترفية مثل هذا العصر التكنولوجي ، وهنالك سببين أيضاً ساهما في الإستعارة وهو الثمن الباهض للشراء مع دخل الفرد ، وفقدان الكتب غير المتداولة (الممنوعة) وغيرها منةالأسباب ، لكن جل ما يميز هذهِ الصفة هي الثقة المتبادلة بين الأوساط المثقفة للإستعارة وأحترام وتقدير المستعار للمستعير.

ظاهرة إيجابية 

أميرة ناجي/ العراق : عادة أستعارة الكتب يراها البعض مستحبة والبعض الآخر يرونها غير مقبولة كون بعض القراء من مستعيري الكتب لايقومون برجوع الكتب في وقتها المحدد والبعض الآخر يحتفظون بها لأنفسهم ناسين المعير والأستعارة.

سلاح ذو حدين 

لطيف عبد سالم / باحث وأديب/ العراق : تعدُّ اِسْتعارةَ الكتُب من الزملاء أو المعارف، إحدى الفعاليات المتعارف عليها محليًا ، نتيجة ندرتها، أو صعوبة الحصول عليها، أو بفعل أرتفاع أسعارها المتزامن مع ضيق ذات اليد وضعف القوة الشرائية، إلا أنَّ هذا النشاط في واقعه الموضوعي يشكل سلاحًا ذا حدين، إذ بقدرِ ما يتضمن من جوانبٍ إيجابيَّة بناءة وذات فائدة، فإنهُ يمكن أن يكون سببًا في إعاقةِ مستوى العلاقة والتعاون عوضًا عن الإسهام في تعزيزهما نتيجة إهمال البعض مهمة الحفاظ على الكُتب وما يتطلب من إجراءاتٍ تعكس الأهتمام بها، فضلًا عن تعمد البعض عدم إرجاعها إلى مُعيريها، أو تخطي الوقت المتفق عليه لإعادتها ، ولا ريب أنَّ معطيات النشاط المذكور تعطي اِنْطباعًا عن وعي الفرد بأهميةِ الكتاب، فليس من اللياقة تأخير إعادة الكتاب، أو المماطلة في إعادته، وليس من حُسن التعامل إعادته تالفًا.

تعامل الكتروني 

ماريا فاسكوال/شاعرة/ جنوب السودان : عندما أعير صديقي كتابًا من مكتبتي المنزليه أحدد له مدة الأستعارة مع المحافظة عليه وكذلك عندما أستعر كتابًا من أحد أصدقائي أرده في الوقت المحدد وكذلك أحافظ عليه وهي عادة غير مستحبة تفقد بها بعض القراء بعدم رجوع الكتب المستعارة لأصاحبها أو عدم الحافظ عليها وتعرضها للأهتراء أو الشطب، إذا تلف الكتاب أو إساء أستخدامه يصبح بالقائمة السوداء يمنع من الأستعارة لا ادع كتابي بالأعارة لأشخاص لا أعرفهم جيدًا ما أفعله بالعادة إعطائهم نسخة إلكترونية، الكتاب هو شي ثمن جدًا يجب المحافظة عليها.

مصادر علمية 

نور الجنابي / فنانة تشكيلية/ العراق : إعارة الكُتب لتبادل المعلومات وتعزيز عامل الثقافة والمعرفة بين الطرفين، القراءة تطرد الجهل وتزود الإنسان بالمعرفة ليكون إنسان قوي يملك المعلومات التي تستند على مصادر علمية موثوقة، وبالنسبة لي لا إعير الكُتب ، لأن بعض القُراء لا يهتمون للكتاب ويتمزق بسبب الإهمال.

تقديم الأعتذار 

شيماء عقيل  هادي /كاتبة واعلامية :
الكتاب لا يعوض بالنسبة للقارئ وهو ليس مجرد ورق مكتوب عليه بالحبر بل هو رحلة ومغامرة تاخذه بعيداً إلى عوالم آخرى لتطوف بخياله إلى دهاليز لم يرها من قبل ، يصب الكاتب بين سطوره روحه وأفكاره وخلاصة تجربته ، وكل كتاب جيد له ميزة تجعله يمثل ذكرى مميزة لذا تكون له منزلة كبيرة عند قارئه ، وقد تدفع القارىء في بعض الأحيان رغبة عارمة في مشاركة تلك النشوة التي أحس بها خلال أطلاعه على كتاب مميز مع الاخرين ، فيعطيه لصديق أو قريب أو زميل ليمنحه نفس المتعة والأحساس الغامر بالسعادة ، ولكن تلك النشوة قد تكلف صاحبها خسارة كتب قيمة وثمينة ولا يمكن تعويضها ، وكم خسرنا من كتب رائعة وضاعت معها أجمل الذكريات ، وفي الوقت الحالي أظن من الأفضل الأحتفاظ بالكتب وعدم أعطائها لأحد ولو على سبيل الأعارة والأعتذار بشكل لبق ومهذب ، والتأكيد على أن الكتب الآن أصبحت بالمتناول وهنالك منها نسخ الكترونية.

مبدأ نشر الثقافة 

رند الأسود/ ناقدة واعلامية/ العراق : لكوني موظفة مكتبة وقارئة فأنا ضد إعارة الكتب تماماً لأن القارئ الذي يستعير كتاباً لا يمكن أن يعامله معاملة الأول ، إما من ناحية مبدأ نشر الثقافة وحب القراءة بين أفراد المجتمع فقد كنت في البداية أحب إعارة كتبي إلى بعض الاصدقاء ، لكن للأسف أحياناً لا يعيدونها وإذا أعادوها تعود تالفة ومهملة ، ولذلك لا أنصح أبداً بأعارة الكتب الأ للأشخاص الواثقين من حرصهم على الكتاب. 

كتب غالية الثمن

كاظم الشويلي/ناشر وروائي/ العراق : يجب الأنتباه ألى وضع الأمانة في موضعها الصحيح ، يعني يجب التغلب على عامل الخجل والقول للمهمل لن أعيرك كتابي هذا ، فهو نفيس وغالي الثمن، وأنت مهمل للكتاب وغير جدير على المحافظة عليه، وأما الشخص الذي يحافظ على الأمانة فبألتاكيد إعير له الكتاب وأنا مطمئن عليه ، وقد حصلت على أجر .

 

( زكاة العلم نشره) 

مازن جميل المناف / شاعر وأديب/ العراق : هو سؤال ربما صادم ، وما نعانيه اليوم عن استعارة الكتب لا سيما أنا أتحدث عن هؤلاء الأشخاص الذين يستعيرون الكتب من مكتبتي الشخصية يلجأ البعض منهم لاستعارة الكتاب من دون أن يقوم بقراءته او يلتزم باعادته رغم أنني اعرف بعضهم يهمل الكتب ويتركها عرضة للتمزق والتلف والعبث وعدم المحافظة عليها وأنا برأيي لا احبب من يستعير من مكتبتي وأن كان هناك الحاح واحراج اواجهه سيولد ذلك إشكالية كبيرة خاصة بالنسبة للكتب التي تكون باهظة الثمن ونادرة وقيمة ، واعتدت أنا شخصياً أن اتعامل مع هؤلاء بالرفض ، وأن ابرر ذلك بحجج أخرى وأن اكون متردداً في طلبهِ رغم الإحراج يغلبني أحياناً بغية أن لا نفقد الثقة بين الطرفين عندما أجد الكتاب ممزقاً او متسخ الأوراق او كُتبت عليه بعض الملاحظات العشوائية ولربما لا يستطيع أن يعيد الكتاب فيخلف وعده لي وبالتالي ينعكس ذلك سلباً على واقع الصداقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق