اخر الاخبارعمودقسم السلايد شو

تذكرة عودة الى كركوك !

 

تذكرة عودة الى كركوك !

 

بقلم –  هادي جلو مرعي

وفقا لما تم الإتفاق عليه بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والطرف المفاوض في بغداد، وهو بالتأكيد طرف متصل بالإطار التنسيقي قبيل تشكيل حكومة السيد محمد شياع السوداني فإن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعود لمزاولة نشاطه السياسي في كركوك، وقد أثيرت علامات إستفهام حول تداعيات ماجرى في كركوك الأيام الماضية حين بدأ تنفيذ الجزء الخاص بعودة الحزب، وحدثت بعض الإضطرابات في المدينة الغنية، وشكلت تحديا مضافا لحكومة السوداني التي بدت محرجة حيث أخرجت تلك العودة من توصيفها الطبيعي وفقا لإتفاق سياسي، وحولت الى معركة إحتلال، يقابلها حرب تحرير! ومقاومة! وإنسياق! لمايشبه فتنة يقتات عليها البعض ممن يريدون الإندفاع نحو تاريخ من حروب الإبادة الجماعية التي يتعشقها أمراء تلك الحروب العبثية والمملة التي دفع العراقيون أثمانها الغالية من أرواحهم وممتلكاتهم على مدى عقود من الزمن مضت، لكنها تركت أبشع الأثر في الوجدان الشعبي، ويبدو إنها لاتمثل عبرة لبعض المشتغلين في السياسة، وهم لايجيدون منها شيئا البتة.
الحكومة العراقية سارعت الى إجراءات ساهمت في تهدئة الموقف، وتحرك قادة سياسيون، وتواصلوا مع قيادات في بغداد وأربيل لتطويق الأزمة، وتقريب وجهات النظر منهم زعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر الذي ساهم في ترتيب التفاصيل التي ساعدت في حلحلة الأزمة، وبادر رئيس حكومة الإقليم السيد مسرور البرزاني الى زيارة الى بغداد، وإلتقى رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، وعددا من القادة السياسيين، وجرى التباحث في سبل تخفيف الإحتقان، وعدم السماح بأن تذهب الأمور الى التوتر أكثر مايزيد من المخاطر المحدقة بالعملية السياسية برمتها، وبرغم عدم وجود تفاصيل كافية عن تحركات الخنجر والقادة السياسيين لكن ذهاب الأمور الى التهدئة، وزيارة البرزاني الى بغداد، ولقاءات السوداني بقوى الإطار التنسيقي تؤشر نجاحا يحيط بتلك التحركات، وإيجابية رافقتها.
الإنتخابات المقبلة ستكون عاملا مهما في توصيف المرحلة التي تليها تمهيدا لإجراء إنتخابات مجلس النواب، وبرغم غياب قوى أساسية فاعلة إلا إن لامؤشرات على تأجيل الإستحقاقات المقبلة على الرغم من تباين الآراء. فهناك من يعول على ذلك الغياب للإنفراد بالعملية السياسية، والتمكن من مؤسسات الدولة، وهناك من يريد عودة القوى تلك، وممارستها دورا يليق بها، وللحصول على شرعنة أكبر في مواجهة التقييم الدولي الخاص بمستوى الأداء الديمقراطي وفعالية مشاركة الجمهور في الإنتخابات ومدى تلك المشاركة، وهناك مؤشرات على رغبة قوى سياسية في إبعاد الحزب الديمقراطي عن كركوك خشية حصوله على أصوات تمكنه من الحصول على تأثير أكبر لوجود جمهور مؤيد في تلك المدينة مايعني خسارة لفعاليات سياسية في بغداد وغير بغداد وهي لاتهتم للسوداني بقدر إهتمامها بفكرة إدارة الصراع وكسب نقاط في ماتراه معركة وفقا لمقاييس وضعتها بالشراكة مع بعضها البعض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق