افتتاحية ” فضاءات نيوز “
بقلم – رئس التحرير – عماد نافع
لماذا لم يقتل الحسين الحر ؟
الدروس كثيرة في مدرسة الطف , ولاتستوعبها سطور ولامقالات ولا حتى مجلدات , بيد ان الامام الحسين ” عليه السلام ” حير العالم بسلوكه النبوي والعلوي , هذا السلوك الذي تعشقه السماء قبل الارض , وفي مقالنا هذا سنعرض سؤالا مهما وهو : ( لماذا لم يقتل الحسين الجر ) ؟.
كما هو معروف في جميع المصادر المتواترة ان الحر كان من اهم قادة جيش الامويين وكلف من قبل عبيد الله بن زياد بان يمنع الامام الحسين من الوصول الى الكوفة , لأن الأوضاع في الكوفة كانت تغلي, والذين ينتظرون قدوم ابن البتول الاف مؤلفة , فوصل الحر المكان الذي يقيم فيه الامام الحسين , ومعه ألف فارس , وطلب من الحسين ان يبتعد عن طريق الكوفة , ودار جدال طويل وساخن , كشف فيه الحر عن نية عبيد الله بن زياد بمنع الامام الحسين من الوصول الى الكوفة بأي ثمن , وعدم الرجوع الى مدينته التي قدم منها , وكان الحر منفذ لهذا السيناريو , وعندما جن الليل نام الحر وجيشه بهدوء مقابل معسكر الامام الحسين , الأمر الذي دعا زهير بن القين الى مفاتحة الحسين بمقترح مهاجمة الحر وجيشه وهم نيام , لينتهي الأمر تماما , وتكون لهم حرية التصرف . لكن رد الامام الحسين كان صادما لزهير بن القين المعروف بشجاعته الفذة وايمانه الغير متناهي بحبل الله سبحانه ,
اذ قال الحسين : يازهير كيف نقاتل ناس اطمئنوا وناموا؟
رد زهير : ياسيدي يابن الرسول هؤلاء غدا يميلوا علينا بسيوفهم ليقتلونا
قال الامام الحسين : لكنهم لم يفعلوا الان ..وان اختلفنا في الرأي
رد زهير : انها فرصتنا ياسيدي السانحة …هم ناموا مطمئنين ونحن نعيش الحيرة
قال الامام الحسين : لماذا ناموا مطمئنين يازهير ؟ لأن امامهم الحسين ..الذي لايغدر ابدا, هذا نهجنا يازهير لانغدر بعدودنا حتى لو كان يظمر لنا السوء .
حتى أطرق زهير بن القين رأسه الى الارض خجلا .
هذا درس من دروس واقعة الطف التي احتشدت بها جميع المبادىء الانسانية التي تعشقها السماء , وستبقى حاضرة ابدا الى يوم اللقاء مع الله سبحانه .
