اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

“فضاءات نيوز ” تحاور النجمة المسرحية التونسية سندس السويسي

حياتي عبارة عن بحث دائم عن المعنى والاضافة

المهرجانات العربية فقدت تأثيرها وأهميتها لدخول الظواهر السلبية فيها

عشقت المسرح مبكرا ووالدي ” المنصف السويسي ” اضاف لي الكثير 

يشغلني ان أصرخ بابداعي وان يكون صوتي بجسد الحقيقة وليس الصدى 

اصبحت الرؤية المسرحية جديدة اليوم  في استثمار الجسد والصورة

 

حاورها – رئيس التحرير 

تهجت حروف المسرح قبل ان تتهجى حروف اسمها , وعشقته طريقا ونهجا يزين حياتها , ويرسم شخصيتها , ويحقق لها هويتها اللافتة , جعلت من المسرح رسالة انسانية وجمالية تتحدى بها القبح الذي يحاول ان يمسخ الحياة في هذا الواقع المأزوم , كيف لا وهي تخرج من بيت يضج بأبجديات وجماليات ورموز المسرح , فوالدها احد اهم رواد ومجددي المسرح في تونس , الكاتب والمخرج والباحث ” منصف السويسي ” – رحمه الله – انها الفنانة المسرحية القديرة ” سندس السويسي ” التي تتطلع ابدا الى عمل مسرحي يثير الاسئلة ويجرجر مخيلة المتلقي الى مناطق أكثر عمقا وسخونة من الاعمال السطحية السائدة على الساحة المسرحية العربية, تحاول ابدا ان تبتعد عن التجارب المسرحية التي تجاوزها العصر , وضعف تأثيرها في المجتمع , واصيبت باعراض الزهايمر ,  انها تبحث عن التجديد المثمر والواعي الذي يجرجر مخيلة المتلقي لمناطق أكثر سخونة ويفتح بابا للأسئلة والاستفهامات للوصول الى المعرفة .

ولمعرفة شخصية النجمة التونسية سندس السويسي عن قرب ..كان لـ ” فضاءات نيوز “ هذا الحوار  معها :

 

– قدمي نفسك للقاريء العربي ..بايجاز ؟
انا الممثلة المسرحية سندس السويسي من تونس , أعشق المسرح والمعرفة وأتطلع ان اصنع الجمال واجعل للمسرح رسالة انسانية , حياتي عبارة عن بحث دائم عن المعنى والاضافة , واؤمن ان الفن مسؤولية والمسرح قضية , هو منبر الوعي الاجتماعي والسياسي , وهو مظهر من مظاهر التحضر ..اشعر ان وجودي يرتبط بوجود مسرح حقيقي .


– ماهي مواصفات العمل المسرحي الذي تنتظره السويسي للتتفجر به ابداعيا ؟

اتطلع الى عمل مسرحي يثير المعرفة والسؤال ويخلق الدهشة ولاأميل الى الاعمال التقليدية التي لاتترك اثرا في مخيلة المتلقي , اسعى الى عرض تتكامل فيه شروط الابداع ويحلق في عالم التجريب والاكتشاف ولقد توفر لي هذا العمل الذي أشعر انه سيكون عرضا مغايرا وهو نص لكاتب عراقي ” عباس لطيف ” يحمل عنوان ” صهيل المرايا ” ومن اخراج قيس وانا متيقنة انه سيكون عرضا مهما وجماليا نظرا لعمق الفكرة وبراعة المعالجة وسأحتفظ بالتفاصيل .

– كيف تقيمين المهرجانات المسرحية العربية في المرحلة الحالية 
“المشوشة ” ؟

للأسف فقدت المهرجانات المسرحية العربية تأثيرها وأهميتها لدخول الظواهر السلبية فيها واعتماد العلاقات والمجاملات والدعوات المفبركة والتخادم البعيد عن الابداع ,اصبحنا لانثق بالمصداقية والدور لانها لم تعد تمثل طموح المبدع الحقيقي .

 

 “المسرحي التونسي منصف السويسي ” رحمه الله ” 

– بين الاعمال المسرحية الكلاسيكية التي تعتمد على الحوار في بنائها الدرامي والمسرح التجريبي الذي يعتمد أكثر على الصورة او لغة الجسد ..اين تجدين نفسك ؟

اجد نفسي في المسرح غير التقليدي , ايقاع الحياة وكشوفات الفنون والفلسفات الحديثة وحتى مشاكل وأزمات المجتمع لم تعد تسمح بعروض تقليدية وأفكار لاقيمة لها , اصبحت الرؤية جديدة في استثمار الجسد والصورة والسينوغرافيا والايقاع والدهشة لخلق عرض مسرحي يثير الدهشة والسؤال ويؤثر بالمتلقي … عرض منتج للفكر والجمال وليس مجرد ثرثرة , كلائش مملة .
عشقت المسرح منذ صغري , فبيتنا وبوجود والدي الذي يعد أبرز رواد ومجددي المسرح في تونس فكنت عاشقة للمسرح ومنذ البداية قررت ان اختار طريقي بالاعتماد على نفسي وان اجد لي خصوصيتي , فذلك احترام للذات وتقدير لمنجز والدي ” رحمه الله ” لكن الفن لايحتمل ان تكون غير نفسك .. الفن بصمة الذات يجب ان يكون لي ابداعي الخاص, فهذا هو الطريق الحقيقي لكي تجد نفسك وتؤثر بالاخرين .

 

– أسلوب او تجربة ” المستشكيل ” الفنية التي قدمها عماد نافع منذ اكثر من عقدين من الزمن , مدى قربها او بعدها من ذائقتك المسرحية او التشكيلية ؟

اشعر ان تجربة ” عماد نافع ” تمثل اجتهادا فنيا وهو يعتمد على مزج المسرح بالفن التشكيلي , وأرى انا طريقةتقترح التزاوج بين الفنون وكل جديد يحتاج الى تراكم وزمن وتجارب لكي يخلق له مرجعيات وطقوس ونتائج ماقدمه عماد نافع يشير الى انه جاد , ويسعى الى خلق فن جميل وجديد .

– مراكبك تميل للسواحل الهادئة , ام انها تشتهي الابحار العميق ؟

انا ابحر دائما بعيد اعن السواحل الهادئة , واؤمن ان الانسان هو عبارة عن بحث دائم ومغامرة ورحلة للأكتشاف ..والانسان الذي يفقد روح المغامرة والبحث والتأمل والايمان غير قادر على خلق مايجعله جديرا بالحياة وجديرا بان يكون مميزا ومبدعا يصنع الجدل والاثارة والفكرة المنتجة .
انا أمرأة يشغلني ان أصرخ بابداعي وان يكون صوتي بجسد الحقيقة وليس الصدى .

– الكلمة الاخيرة لك  ؟

اتمنى ان يكون الجمال والفكر والذي يعد المنقذ والوسيلة للتخلص من كل القبح الذي يحاول ان يمسخ الحياة في هذا الواقع المأزوم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق