اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

القصيدة الملحمية ” وأنام ” للشاعرة التونسية شيراز جردق

 

وأنام…. وأنام ……….وأنام…………….وأنام

 

شعر – شيراز جردق / تونس 

وأنام ….
أحلم ألف مرة
بحكاية ألف ليلة وليلة
كنت شهريار…
وكنت شهرزاد…
والمارد العفريت……………………
يطاردني…
يتبع خطواتي
يحولني في لحظات جنون
إلى أرض بور…
إلى عاقر
تنتظر المولود
مولود لن يرى النور
وشجرة زيتون
مقطوعة الجذور
وأبكي بجنون
أبكي و شهرياري المعتوه.………..
يظنني كبقية نسائه
محنطة الشعور..
توسلاته …
عواء مقيت
يتسلل بين قضبان شباكي
يستفزني……
يدمن في شراييني تمزيقا
فحكايتي غريبة ..عجيبة..
تلتهمها أمواج البحر المكبوتة
يبتلعها السراب…
تصفعها الرياح المثلوجة وتركلها
تحولها في لحظات جنون عاصف
إلى ضباب رملي….
إلى عذاب مدمر….
وأشرب بغباء
كأسي العشربن….
لأهرب من سكاكين
الماضي و الذكريات..
السكاكين الملعونة
تدمن في جسدي المرهق
تمزيقا….و تفتيتا
ملعون انت يا فارس الأحلام
اختفيت ..
كما اختفت الاحلام العذبة
والوعود…
أسرجت خيل الفؤاد
فحبل بالامل العذب
قلب شرود ..حنون
أضأت الموانئ
زرعت المشاعر
شمسا وورود
حتى لم يبق في القلب شغور
ولو مكانا لزيتونة صغيرة
فلا بأس
سأزرعها في جوارحي
أحلف للمرة العشرين..
أنني غنيت كالهزار…
و سكرت من مقلتيك..
يا ايها الفارس المرسوم
في خيالي
ظننت أنك عشقي
و لن يموت
وان هواك يتحدى جميع الطقوس
وأقسم اني شربت من مقلتيك
ماء و نبيذا معتقا
وحبا روحانيا
لكي لا أموت..
لم أعرف من قبل
أن البحر …مد وجزر
أخذ وعطاء
وأن الأرض تطلب البذور في كل عام
وقوافل العرافين والمنجمين
ما انفكت تبني لي قصورا من الاحلام
فيقدمون لي كؤوسا لا تحصى
هذا أسود اللون مر المذاق
وذاك أصفر فاقع
مخصص للعقم المزمن
والمصيبة كل يوم تكبر
أتصفح كل الوجوه
أفتش في كنش الزمان
عن قاتل طفل بريء
في رحم أمه..
عن سارق رضيع
عن أسماء ملايين الأمهات
متن وهن ينتظرن المولود
عن أمهات
مازلن ينتظرن
بصبر أيوب…
قدوم المولود….
تحملت وخز الليالي
وشيئا يشابه طعم الحريق
فهل سأعانق عذابا طويل
وانتظر مطلع فجر جديد
لأنام….
وهذا الأمل يضيق به صدري ؟
فيهوي الحلم الجميل
إلى الحضيض…
ويفيض كأس صبري
ولكن صبري لن يموت
ربما لن أكون كالأرض البور
ربما ستبحر سفينتي…
وتعود غدا ..
او بعد غد
محملة بمولود …
ربما قد يأتي بعد غد
ولن أظل في نظر فارسي كمومياء
محنطة الشعور….
أو كأي شجرة عجوز
مقطوعة الجذور…
في أرض بور…..
يلفها بإشتهاء الديجور
هذه حكايتي .. ..
يا أيها المتعطش لكشف
أسرار الناس….
حكاية منهكة بالجزر
الممتد على شفاه عقم البحر
يبكيها الانتظار
وتدميها شمس الإقلاع
لمملكة الإنهيار
فتنهار حطاما
في أعماق آبار اليأس
فكيف أنام…؟…كيف….؟
كيف تنام عيون أجهدها الإرهاق
ورحم يحبل ألف مرة في الخيال
وثدي يرضع وليدا في الخيال..
كيف أنام ….
والقلب يغرق في بحر عات
من عذاب…
فكيف أنام..؟؟
وبعد كم سنة يا ترى؟؟
يجيء اليوم الموعود
بمولود….؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق