اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

الاوساط الثقافية والفنية تنعى رحيل وزير الثقافة السابق عبد الامير الحمداني

 

فضاءات نيوز – سامر عماد نافع 
 نعت الاوساط الثقافية والفنية رحيل وزير الثقافة السابق ” عبد الامير الحمداني ” بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلا , وأول الناعين كان د .حسن ناظم وزير الثقافة والسياحة والأثار الذي قال في بيان رسمي له :  

، “بحزنٍ وأسفٍ أنعى إليكم معشرَ المثقفين والأصدقاء وفاة الخبير الآثاري والوزير السابق، عبد الأمير الحمداني”.

اما وكيل وزارة الثقافة د نوفل ابو رغيف فكان نعيه تحليق حزين  مع روح الفقيد ” الحمداني ” : 

نَعُدُّ المشرفيَّةَ والعوالي
وتقتُلُنا المَنونُ بلا قتالِ
ونرتَبطُ السوابِقَ مقرباتٍ
وماينجينَ من خَبَبِ الليالي
نَصيبُكَ في حياتِكَ من حبيبٍ
نصيبُكَ في منامِكَ من خيالِ
وداعاً معالي عبد الأمير الحمداني ..
أيها المحلِّقُ في الوجدانِ ، أيها المتصالحُ مع ذاتِكَ الناصعة على امتداد مشواركَ النبيل، ياصديقنا المفعمَ بالطيبةِ والخير والمحبة والتاريخ والجذور .
لطالما كنتَ الأخَ الحميمَ والصديقَ الذي لايصدأ مهما خفَتَ البريق ، والخليلَ الذي يعزُّ مثلُهُ والله ..
وإنكَ أنتَ مذ عرفناكَ ،ومنذُ اقتربنا منكَ منتصفَ التسعينيات وحتى شهورِكَ الأخيرةِ ، وأنتَ تُصرُّ على مجاراةِ الحياة العنيدة وتنتصرُ للجمال ،
تُمعنُ في الانتظار وتقطع تضاريسَ هذه العمر الموهومِ ومفازاته العجيبةِ بهمَّتِكَ العاليةِ وعزمِكَ الحثيث وقلبِكَ الشاسع ، فسلاماً أيها الفارعُ كنخيل ذي قار ،
والدافئُ مثلَ ظهيرةٍ سومرية قديمة ..
وداعاً أيها المؤتمَنُ النقيُ الوادعُ ،
ياحاملاً قلقَ الألواح وأسرارَ الرقُمِ الطينيةِ ومفاتيحَ الحروف العصيّةِ ..
كم كانت طيبةُُ الجنوبِ تضجُّ خلفَ ملامحكَ المعجونةِ بصبرٍ الزمنِ والأنقياء القدامى ، وأنتَ الموجوعُ المكابر حدَّ الصمت ..
وكم هو وهمٌ عجولٌ هذا العمرُ الموحشُ ياصديقَ المحطات الأنقى ..
لانزالُ نستنشقُ ذاك اللقاء ، وكأنه قبل سويعات، في مثل هذه الأيام الرمضانية قبل موسمين حيثُ كُنتَ تقاسمنا هواجسَ العملِ المتشابك ، وتمرُّ على مطبّاتهِ ومنعرجاتهِ القصيَّةِ مرورَ المسافرين الى المحبة والسلام ، فتفتحُ المغاليقَ برويّةٍ وثقةٍ وهدوء ..
وها أنت ترحلُ قبل اكتمالِ القطاف ، وتتوارى لتعلنَ انطفاءَ السراجِ الأخير ..
إنَّهُ الموتُ ياصاحب المعالي،
هو الموتُ يا صديقنا العذب
إنهُ الحقيقةُ الوحيدةُ
التي تفززنا كلما نسينا هذه الكذبةَ الكبيرةَ التي نسميها الحياة ..
أُرقد بسلامٍ مكللاً بمحبة الصادقين .
 
الفنان المسرحي والاكاديمي  د عقيل مهدي …
كانت له وقفة مع الرحيل الموجع : 
في ظرف حسّاس من تاريخ العراق الوطني والثقافي ، رحل عالم الآثار والأديب د.عبد الأمير الحمداني ( وزير الثقافة والسياحة والآثار ) بعد أن وظّف خبرته ، للإرتقاء بالبُعد الحضاري ، والإبداعي لوزارته ، بكفاءةٍ ونزاهة ، وبنبل أخلاقه ، وتواضعه المشرّف ، ولم تثنه العقبات المهنية والعوارض الصحيّة ، من ترسيخ قواعد رصينة ومهنية خلّاقة في فضاء الثقافة والحضارة ، بروحه الفاضلة ، وعقله الحرّ .
تغمده الله بواسع رحمته والصبر والسلوان لذويه ، وللوسط الثقافي .. ولمحبيه .

 

 

اما القاص والصحفي القدير عبد الستار البيضاني ..

فكانت له حكاية واستذكار حزين  مع الباحث الاثاري د عبد الامير الحمداني  :

ذات ظهيرة ، تلقيت اتصالا من هاتف غير محفوظ في هاتفي، لم ارد في البداية لمجهولية الرقم ونعاس الظهيرة، عاود الاتصال ثانية، فتحت الخط بعد التحية والمزاح قال المتصل:
– معك عبدالامير..
صمت وخجلت ان اقول اي عبدالامير، فقال:
– انا دكتور عبدالامير..
ايضا لم يخطر في بالي شخص معين، فقلت :
– عذرا بسبب اهمالي لم احفظ الرقم.
فرد ضاحكا:
– لا مو اهمال انت كبرت هواي.. اني عبدالامير الحمداني وزير الثقافة..
شعرت بالخجل الشديد وحاولت الاعتذار لكنه قطع تلعثمي بطلبي لمقابلته في اليوم التالي. في اليوم التالي ذهبت قبل الموعد بساعة وعندما علم بوجودي، امر مسؤول مكتبه بادخالي فورا بالرغم من انه كان منشغل، واجلسني قربه وهو يوقع البريد ويتداول مع مسؤولين ويقابل مراجعين من خارج الوزارة، وطيلة وجودي لم يجلس خلف مكتبه ، وكنت اشعر بالاحراج طيلة الوقت حتى دخل الصديق الاستاذ ناجح المعموري رئيس اتحاد الادباء العراقيين ، فقال الوزير:
– اجه صاحبك..سولفوا لمن اكمل شغلي مع الحسابات..
وفعلا ، بعد ساعة حيث حل موعدي طلب من في مكتبه تاجيل اشغالهم وتحدثنا معا ، حيث عرض عليّ منصب مدير عام بحضور استاذ ناجح الذي زكاني ودعاني للموافقة بعدما اعتذرت في بداية الامر.
حرصت على ان انقل هذه الواقعة بتفاصيلها،واترك لكم استخلاص معانيها، وكي اطلق السؤال الذي بقي في داخلي : ( هل انا امام وزير أم أمير من عصر الانبياء والزهاد ).
للأسف هذا الامير النبيل رحل عن عالمنا هذا اليوم الى رحمة رب كريم.. رحيل مبكر وخسارة فادحة لنا رحيل عالم الاثار ووزير الثقافة السابق الدكتور عبد الامير الحمداني.. لروحه الرحمة والغفران ولاهله ومحبية خالص العزاء،والمواساة .  

الشاعر والاديب عمر السراي 
حضر مع وفد اتحاد الادباء والكتاب العراقيين الى مأتم عزاء د عبد الامير الحمداني .. وكانت له هذه الكلمات الموجعة : 
الرحمة لروحك وهي ترفرف بيضاء مشرقة، تهب المحبين باقات من ورعها المطمئن، أيها العالم والإنسان، والقدير والحبيب..
ها نحن نجلس في عزائك وأنت معنا، فعادتك أن ترحّب وتستقبل ولا تودّع إلا لتسكننا في رحاب قلبك.
* وفد الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق أثناء حضوره مجلس عزاء الدكتور عبد الأمير الحمداني في الناصرية، لتعزية الوطن كله بهذا الرحيل المؤلم، وأدباء ذي قار الكرام واتحادها الأصيل.

وكان للفنان التشكيلي والمسرحي عماد نافع رئيس تحرير وكالة ” فضاءات نيوز ” هذا الاستذكار والنعي الحزين : لم أتعرف على الدكتور عبد الامير الحمداني قبل ان نترشح معا الى منصب وزير الثقافة في حقبة رئيس الوزراء السابق د . عادل عبد المهدي , ولم أخفي سعادتي وانا اعتذر عن تسنم منصب الوزير  للجهة التي رشحتني , ليكون البديل الدكتور عبد الامير الحمداني ” رحمه الله ” , الذي تمنيت له من كل قلبي النجاح في مهمته , وكان بحق على قدر المسؤولية لأنه كان مهنيا و يمتلك قلبا ينبض بحب العراق , حاول بقوة ان يقترب من جميع الفنانين والمثقفين ولكن فترته كانت قصيرة جدا , بيد انها لم تمهله طويلا ….رحمك الله ياصديقي ..لروحك العليين والسؤدد الأبدي .

وتولى الحمداني، 1967 منصب وزارة الثقافة إبان الحكومة الماضية برئاسة عادل عبد المهدي.

ويحمل الحمداني، شهادة الدكتوراه في علوم الآثار والأنثروبولوجيا من جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك الأمريكية عن أطروحة بعنوان “دول الظل- آثار السلالات الحاكمة في أهوار جنوبي بلاد الرافدين”.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق