اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

يُغلق سحّاب اللّغة على أيامٍ ناقصة ….للكاتبة الجزائرية مريم بوشارب

 

يُغلق سحّاب اللّغة على أيامٍ ناقصة
عاش حياتُه مُـجعداً داخل جيبِ الزمن
مثل ورقةٍ نقديةٍ قديمة
ماعاد صالحاً للإستهلاكِ
كُلّ صباح
يخطو خطوتين نحو باحة البيت
مُترنحاً
يُفرغُ رأسه من بقايا الحضارات البائدة
ويعود ليفتح صفحة التاريخ
قبل أن يشيب رأس أبيه وينتقل إلى أحشاء الترابِ
الخامسة قبل قليل من موعد آذان الحزن
هكذا مات ذات شتاء
يتذكرُ نفسه ولدا بالسادسة
يتمَّـطى كلّما دقت ساعة السابعة

ليستيقظ خارجاً من فراشه
إلى أقبية المنطق
المدارس حينها كانت تجربة بائسة
في يُتم خانق نمى شعور الغُربة
مبتورَ الذراع وغريب الديار في مدينةٍ خالية من الأصدقاء
كانت أُمُّـه تُزّجي الوقت في خياطة أردية يستطيل بها الظلّ
وكان هو ذكياً وكئيباً يتوّعد بأن يغادر القرية قبل سنّ الـ….بلوغ!
ولم يغادر
عاش تائه الخُطى في رعايةُ الضجر
قاريء سيء للميثافيزيقا والديالكتيك
دراسته لم تمنحه فرصة أن يصير 

يصير طبيبا أو مهندسا أو حتى ناطوراً

إعاقته أحالته على التقاعد قبل بدء رحلة الوجود

فكبر باللامنطق ..

يقتحم آبار اللغة عبر بوابة التاريخ

الضيّقة..

بمفهومٍ زِئبقيّ النزعة وروحٍ عذراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق