اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو

في ذكرى استشهاده الامام الكاظم( ع) .. جبل الصبر.. وقاهر الطغاة

 

 بقلم – عبد الزهرة البياتي
رغم مرور(١٢٦٠) عاما على استشهاده في(١٣٨) هجرية مسموما في سجن( السندي بن شاهك) ببغداد في العصر العباسي الا ان قصة سابع ائمة الشيعة الامام موسى الكاظم ( عليه السلام) ستبقى حية في ذاكرة التاريخ مهما امتد الزمن وتعاقبت الاجيال وان الاحتفاء واستذكار هذا الحدث الكبير من حياة( راهب بني هاشم) ما احوجنا له اليوم لاجل استلهامه وترجمته في حياتنا اليومية بوصفه نهجا سلوكيا وحياتيا في تعاملاتنا اليومية ومجابهة التحديات والصعاب التي نعيش تفاصيلها او نتذوق مرارتها.. ان من يتصفح تاريخ الامام موسى الكاظم( ع) وخطه في الجهاد والمقاومة الايمانية في مقارعة السلطة الظالمة والحكام المستبدين، المتسلطين، المتجبرين، الخارجين عن قيم وتعاليم الدين الاسلامي الحنيف ورسالته السماوية السمحاء سيتوقف لاشك امام جبل الصبر ، الكاظم للغيظ ليس خوفا او تهربا من قول الحق بوجه سلطان جائر، متكبر، بل لان الصبر عنده قوة للصمود وقهر للباطل مهما كانت سطوته.. والصبر عند( اسد بغداد) ليس شكلا من المهادنه والخنوع بل طريقا للمجابهة الصلبة التي لاتلين بوجه المتجبرين الذين يظنون ان السلطة الغاشمة قادرة على تركيع الرافضين لها لكن اثبتت وقائع التاريخ ان الطواغيت ليسوا سوى نمور من ورق مهما بالغوا في احكام قبضتهم بالحديد والنار او كابروا في قسوتهم وان سقوطهم حتمي امام المطاولة والايمان الراسخ في القلوب.. وهذا يفسر لماذا قهر الامام الكاظم( ع) طغاة واوغاد عصره من الغاشمين. يقول باب الحوائج والعبد الصالح وسجين المطامير الامام الكاظم( ع):( من اراد ان يكون اقوى الناس فليتوكل على الله) وهو القائل ايضا:( المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زاد في ايمانه زاد بلائه).. وتقول الروايات التاريخية انه رغم عتمة الظلام في السجن الذي كان يقبع فيه الامام ومبالغة سجانيه في ايذائه وتعذيبه ورغم تقييده ب(٣٠) رطلا من الحديد وحرمانه من رؤية ولو بصيص من ضوء يتسلل من خرم ابره الا انه لم ييئس او يستسلم لسجانيه وكان يقضي وقته في السجن وهو لايعرف نهاره من ليله في عبادة الله الواحد القهار وهو ماجعل سجانيه يحارون في امره ويتمنون انكساره او انهياره.. ونحن نعيش هذه الايام الذكرى الاليمة لاستشهاد الامام موسى الكاظم ( ع) مسموما مظلوما علينا ان نتمثل بسيرته العطرة ونستلهم كل المعاني والقيم التي جسدها في مقاومته البطولية بكل كبرياء وثبات بوجه من يريدون استعباد الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا.. فسلاما كاظم الغيظ .. سلاما ايها العبد الصالح.. الامين وطوبى لمن يسيرون هذه الايام مئات الكيلومترات من كل مدن العراق وخارجه قاصدين الكاظمية المقدسة لاحياء ذكرى استشهادك يامدرسة الصبر المقاوم . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق