اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

التشكيلي كريم جبار : المحسوبين على النقد لا يمتلكون أبسط أدواته ومعاييره

 

 

حاوره لفضاءات نيوز / علي صحن عبد العزيز 

 

لوحاته مثيرة للجدل والدهشة ، بل متمردة على المألوف ، وتلك لغة متداولة تندلع مواجهتها من خلال اللون ، الفنان التشكيلي (  كريم جبار الساعدي  ) يمتلك رؤية فلسفية واسعة تحلل خفايا اللون ومدى تأثيره وأين يستخدمه ، وكذلك هنالك ثيمة أخرى في أعماله بأنه يرسم بأحساس جميل مكتمل الجوانب فكرا ومعنى .

* أبرز مقومات هوية التشكيل العراقي وارتباطها مع الإنسان ما بعد عام 2003 ؟

– استمدت الحركة التشكيلية العراقية مقوماتها من تاريخ العراق المرتبط ،بتاريخ حضارته العريقة والقديمة سومر وبابل وأكد واشور ، لكن البعثاث الفنية التي ارسلت إلى أوربا لإكمال دراستها والتي تزامنت مع الحركات الفنية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية ، تأثر بها فنانوا البعثاث المرسلة مثل فائق وجواد وآخرون الذي بدورهم اسسوا معاهد الفنون وكلية الفنون ، واعتبروا الرواد في حركة التشكيل العراقي فترة النظام السابق سيس الفن وجعله تعبويا لخدمه اهدافه وحروبه ، إما بعد ٢٠٠٣ فلقد تحرر الفن .

* تسعى أغلب السلطات الحاكمة إلى تجنيد الفن التشكيلي إتجاه سياساتها ، هل ترى الهدف من وراء ذلك استمالة هذه الطبقة الثقافية؟

 

– سبق وأن ذكرت بأن النظام السابق قد سيس الفن لصالحه وخدمة أهدافه ، فهيمن على جميع مفاصل الفنون السمعية والمرئية من مسرح وسينما والفنون التشكيلة ، وربطها بمسميات معرض الحزب واستمالة الطبقة المثقفة طوعا أو اجبارا للمشاركة في مهرجاناته ومعارضه. 

* لا يختلف اثنان على أن الفن التشكيلي لغة عالمية مشتركة بين الأمم ،كيف يمكن للمتلقي فهم تلك اللغة؟

– بلا شك الفن لغة عالمية مشتركة بين الشعوب ، وكل لغة لها أدواتها ورموزها المجردة ولها شفراتها وحسب استخداماتها ، وجميع المدارس الفنية تنظوي تحت ثلاثة مسميات الواقعي والواقعي المحرف واللاواقعي وهو التجريد الخالص الذي لايمت الواقع المحسوس بأي صفة ، أما بالنسبة للمتلقين فهنالك ثلاثة أنواع الأول من الوسط الفني يعي العملية الإبداعية وما يسطره الفنان من شفرات مفتوحة وشفرات مغلقة ، والثاني متذوق للفن ومتابع للمعارض الفنية وقارئ للمدارس الفنية وملم بما يدور وما ينتج من أعمال فنية عالمية وعربية ، والثالث متلقي لا يعي أي شيء من العملية الفنية ، يدخل متفرج فقط تبهره بعض الأشكال والألوان ، يقف حائرا أمام بعض الأعمال المرتبطة بالحداثة وما بعد الحداثة.

* ماهي الأسس الممكنة لتحريك إهتمام الجهات المعنية صوب فن التشكيل لكي يأخذ دوره على أفضل ما يرام؟ – أغلب الجهات المعنية في عراق مابعد ٢٠٠٣ لايهما سوى مصالها السياسية وما تستحوذ عليه من وزارات ومطامع أخرى للأسف، ومعظمها أحزاب دينية تنظر إلى الفن برؤيتها الخاصة ،فإذا أرادت إن تقربه إليها فهذا يصب في مصالحها السياسية وتسوقه في معارض مرتبطة بالمناسبات الدينية. 

* كيف تنظر إلى اميبيا المهرجانات والمعارض التشكيلية والتي تقام هنا أو هنالك؟ – على الرغم من فوضويتها وبساطة مادتها الفنية وافتقارها إلى المعايير والاسس المتبعة في إقامة المعارض ، إلا أنها تعتبر حالة صحية تخدم العملية الفنية أفضل من لا شيء ، فهي تبعث رسالة إلى جمهورها بأن هناك رغم كل التحديات والظروف التي يواجهها البلد ،هناك شباب يرسم ويجب تشجيعهم وتوجيههم بفهم العملية بصورة صحيحة من خلال الدورات والندوات التوعوية المرتبطة بمسيرة الفن في العراق. 

 

* كيف تقرأ واقع حضور التشكيليات ، فاعل ومؤثر أم ماذا؟ 

– للتشكيليات في الساحة الفنية حضور فعال ومهم وواعد ومشرف بدليل ظهورهن وبقوة في المعارض والمهرجانات والسمبوزميات. 

* وصلنا إلى منتصف الأسئلة ، والمرأة نصف المجتمع ، ماذا تمثل إليك؟  – سر تطور اليابان وتقدمها اهتمامهم بتعليم المراة وإنهاء اميتها ، لأنها مربية للأجيال ، وهي تمثل لي السند الذي أعتمد عليه. * سيد الألوان في لوحاتك اللون الأحمر ، لماذا هذا التركيز؟ – الأحمر هو من الألوان الحارة التي تبعث على الحياة ، واطول طول موجي فيزيائيا ، وهو لون الحب والحياة ولون ثوري ارتبط بنضال الشعوب الثائرة ، أضف إلى ذلك هو لون ملفت للانتباه.

 

* مازال النقد يسير في معراج غامض ، وأغلب ما يكتب عبارة عن مديح وأطراء وخصوصا للعنصر النسائي ، كيف تفسر هذه الانتقائية ؟ 

– النقد الفني إذا كتب بيد الاختصاص فهو نقد علمي وممنهج وفعال ، خصوصا الذين على دراية واسعة وكبيرة بتاريخ الحركة التشكيلية العراقية وبتواصل مستمر مع الفنانين ومتابعة معارضهم وتجاربهم الفنية وتطورها بين التجريب والتغريب وارشفتها ،أما المحسوبين على النقد وهم لايملكون ابسط أدواته ومعاييره وتملقاتهم فهم لايمتون بأي صلة للحركة الفنية ودفعها إلى الأمام. * أسلوب التخطيط الذي تمارسه ، أخاله أكثر إبداعا من إستخدام الألوان الزيتية؟ – المخطط الجيد وهو بالضرورة ملون جيد هذه بديهية ، ولا يصح العكس فهناك ملون جيد لكنه تخطيطه متواضع ، التخطيط مهم وفعال في بلورة الشكل والفكرة المراد تحويلها إلى عمل فني خلاق، أقرب إلى هو اللون وبتكنيك وحرفية التخطيط ، فهما وجهان لعملة واحدة، لايمكن فصلهما حيث يمثلان توأم العملية الإبداعية في بلورة وصياغة الفكرة.

 

* واقع الحال هنالك ميول نحو المدرسة الواقعية من قبل الكثير من المتابعين ، إلا ترى بأن هذه اللون أقرب إلى مخيلتهم ، وأي المدارس التشكيلية تفضلها أنت ولماذا؟

– تبقى المدرسة الواقعية الأساس في الفن الاكاديمي وخصوصا في دراسة الفن في معاهده وكلياته ، وكل الفنون تفرعت منها ، لانها تناغم جميع المستويات وهي تنقل الواقع لكن برؤية فنية يضيف إليها الفنان تقنية لونية تضفي سمة جميلة للواقع المحاكى ، حاليا في كل دول اوربا واميركا عودة إلى الواقعية وبشدة وتبقى الواقعية الاشتراكية من أجمل مارسم في تاريخ الحركة التشكيلية العالمية. التشكيلي في سطور كريم جبار تدريسي في كلية الفنون الجميلة ومدرس مادة التخطيط والالوان ، مشاركات داخل وخارج القطر ومعارض الجمعية وكل معارض الاساتذة في كلية الفنون الجميلة .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق