اخر الاخبارسياسيقسم السلايد شو

اثر الفن في دعم الثورة الحسينية

 

     بقلم – رئيس التحرير 

   عماد نافع الخزعلي 

يخطأ من يظن ان هنالك بون شاسع بين الفن وقضية الثورة الحسينية, بل على العكس تماما , ان للفنون بمختلف اختصاصاتها دور مهم في دعم الثورة الحسينية . فالفن ومنذ النشأة الاولى كان يهتم كثيرا بالملاحم البطولية والاساطير , فما بالك وانت امام اعظم ملحمة تأريخية شهدها العالم الانساني .لاسيما ونحن في زمن الثورة التقنية الهائلة ,و سطوة الصورة على الكلمة ..فالمتلقي يريد ان يرى اكثر مما يقرأ أو يسمع , ولكن للأسف هذا الدور لن يفعل من قبل الأمة الاسلامية او العربية , وأعتقد ان السبب لايتجاوز قط الجوانب الطائفية المقيتة , بيد أن المتتبع للافلام العربية المصرية في الستينيات كان يشاهد أغلب الافلام  وهي تضم اشارات ووقفات  مهمة من قضية واقعة الطف واستشهاد الامام الحسين ” عليه السلام ”  واهل بيته وصحبه يوم عاشوراء , من خلال نجوم الشاشة المصرية انذاك امثال (  صلاح منصور , وشكري سرحان , كرم مطاوع , وسهير المرشدي , وماجدة ….الخ )  .

 وكلنا يعرف دور السينما ومالها من تأثير هائل على فكر وعاطفة  المتلقي العربي ,وكذلك المسرح أبو الفنون  , والفنون التشكيلية عامة , والرسم خاصة ,فلوحة ” الغورنيكا ” للفنان الاسباني بابلو بيكاسو وثقت حرب بلاده مع المانيا , حتى ان الطائرات النازية قصفت اللوحة , لأهميتها وخطورتها ..هذا هو دور الفن يفوق الرصاصة بتأثيرها .

 كذلك الدراما التلفزيون الحاضرة ابدا في ذاكرة المتلقي . صحيح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية توثق أو تمر في بعض اعمالها الدرامية على مشاهد او مواقف من واقعة الطف , سواء في الاعمال الاجتماعية او الدينية , وانتاجها العديد من المسلسلات الكبيرة التي تعنى بهذا الاتجاه , ولكن ذلك لايكفي فالامة الاسلامية تمتلك طاقات وأمكانيات فنية ومالية هائلة , ولكنها بعيدة كل البعد عن أهم واقعة دموية شهدها التاريخ الاسلامي والانساني , علما ان دول أوربية كبرى مثل روسيا تحتفل فنيا وسنويا بذكرى معركة

 ” النيفا ” التأريخية ..بحضور جماهيري كبير بالاضافة الى حضور الرئيس الروسي بوتين لهذه العروض  , وهذه الطقوس تشبه الى حد كبير طقوس ” الشبيه ” عند المسلمين من اتباع اهل البيت  , وأقصد الازياء والاكسسوارات والسيوف والرماح والخيول , والمواقع الخارجية , ” الساحات الكبيرة , والارصفة  ”  علما ان المعركة تبتعد اكثر من  ” 800″ سنة تقريبا , بعد انتصار الروس على السويد , بقيادة أمير نوفغورود، ألكسندر , ويعتز الاعلام الروسي باعادة هذا الحدث سنويا لانه يمثل الحضارة الروسية , والسؤال هنا : ” اين الحضارة الاسلامية ” واين موقفها من انتصارالدم على السيف ؟ والانتصار الى الحق والعدالة السماوية  مهما كانت التضحيات , ,  كما فعل ابو الاحرار الامام الحسين “ع” الذي أعطى للسماء كل مايملك , من أجل اعلاء كلمة الحق . هذه الواقعة التي كتب عنها كبار الفلاسفة والادباء والشعراء  والكتاب والزعماء  في العالم اجمع .

 ولاأدري لماذا يعترض بعض الاشقاء على ابراز واقعة الطف سنويا على الصعيد الشعبي في العراق  ؟  وهي طقوس فنية لاتبتعد كثيرا عن مسرح الشارع , لأمتلاكها جميع عناصر المسرح , ولماذا لاتقدم هي البديل الافضل في ذكرى واقعة الطف على صعيد السينما او المسرح او الدراما التلفزيونية التي تنفق عليها سنويا مليارات الدولارات , باعمال أقل مايقال عنها انها تساهم في هدم الاسرة الاسلامية والعربية ؟ !, أليس الحسين ربيب للنبي ” صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ”  …..

كما يقول الشاعر المسيحي ” جورج شكور” في ملحمته العظيمة ” الحسين ” :

 (أمَا الحُسينُ رَبيبٌ للنَّبىِّ أمانَ ما لهُ فى فؤادِ الجَدِّ إيثارُ ؟

سَمَّاهُ رَيحانةَ الشُّبَّان حاليةً علي الجنان شذا الرَّيحان مِعطار..

. وقبَّلَ الثَّغرَ يَحبُو روحَهُ نسمًا كما تفاوحُ فى الا‌سحار أزهارُ)

 نعم انها رسالة قاسية من الشاعر المسيحي للأمة الاسلامية …التي عرفت عشق الرسول الاكرم للحسين , اذا لماذا هذا الابتعاد أو العداء للحسين احيانا , حتى بعد مرور ”  1350  ” سنة تقريبا ؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق