اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

ثقافة الأطفال والتهميش المتعمد

 

                              ثقافة الأطفال والتهميش المتعمد

فضاءات نيوز – علي صحن عبد العزيز
في وقت كانت تتصدر به مجلات وكتب تُعنى بتنمية وتطوير ثقافة الأطفال ، أصبحت أثر بعد حين نتيجة غياب تلك الإصدارات وتعويضها بمستوردة لتجهز على آخر ما تبقى من تلك الثقافة ، وكذلك كانت للثقافة المستوردة جانب آخر في تدمير عقل الطفولة على قدراتهم على التعلم وبناء قدراتهم بسلالة ويسر ، وما من شك بأن غياب الدعم الحكومي للثقافة بشكل عام وانهيار منظومة التعليم للمرحلة الابتدائية قدر تعلق هذه القضية بمرحلة الطفولة ، وسوء إدارات التعليم نتيجة التخبط في إعداد مناهج تتلائم والطبيعة السيكولوجية لهم ، والتي لم تراعي واقع الطفولة العراقية ، وما عانوه من ضياع وتهميش ،بالإضافة إلى انصراف متابعة الأسرة من مسؤوليتهم التربوية والمتابعة الحقة ، من خلال توكيل هذه المهمة إلى التقنيات الإلكترونية ، مثل الحاسبة والموبايل وصفحات التواصل الإجتماعي شكلت جميع هذه الأسباب عقبة رئيسية لا يمكن السيطرة عليها بأي شكل من الأشكال نحو تعزيز بناء ثقافة الطفل العراقي ، ونحن إزاء هذه الهجمة المتعمدة في تغيير ثقافة الأطفال ترى بأن الهوية العراقية ستنمحي وسوف تستلب شئنا أم أبينا ، فبعد أن توقفت تلك المجلات والصحف الورقية والتي كانت تصدر من وزارة الثقافة ، وكذلك قلة الدعم لمكتبات الطفولة ضمن مناهج تهميش الطفولة وتهجينها بثقافة مستوردة ، ترى من الواجب الإنساني والتربوي على الوزارات والمؤسسات الحكومية التي تُعنى بثقافة الأطفال ، بأن تتبنى خططها الإستراتيجية الثقافية بالدرجة الأولى ، وتهتم بالواقع الثقافي والمثقفين على وجه الخصوص ، لأنهم عماد البلد وأساس بُنيانه ، أو على الأقل تفعيل مسابقات ثقافية تعليمية للأطفال تعتمد على إرساء مقومات ثفافتنا العراقية بشكل خاص والعربية بشكل عام ، ولذا فإن غياب إنتاج ثقافي عراقي موجه للأطفال والاعتماد على الثقافة المستوردة يخالف البيئة العراقية جملة وتفصيلا ،وسيضع أطفالنا في حيرة وورطة من الإطلاع على ثقافتهم الضاربة في عمق التأريخ وحضارات الأمم ، وبخلاف هذه الخطوة في نشر الهوية الثقافية العراقية ، سيكون مصير أطفالنا في مهب الريح بل ونتركهم ضحية أفكار متمردة لا تمت بصلة للبيئة العراقية ، إننا في الوقت ندعو إلى دراسة أسباب غياب دعم ثقافة الأطفال والمثقفين في ظل وجود خبرات ثقافية وكفاءات تربوبية محلية بهذا المجال يمكنها إن تؤدي دورها على أكمل وجه شريطة أن لا تكون ذات صبغة طائفية لمذهب ما ، وأن تكون كذلك بعيدة عن كل الانتماءات الحزبية والوثنية ، وأن يكون ولائها للعراق أول وأخيرا ، لكي تضطلع بهذا الدور وفق أسس ثقافية وتحت إشراف خبرات هؤلاء ، ولعل المتتبع للكتب الثقافية المعروضة في مكتبات شارع المتنبي ، سيرى بأم عينه تلك المؤشرات التي تحدثنا عنها ، وهذا لا يعني بأننا سنكون معزولين عن العالم والتعامل مع تلك الثقافات الأخرى ، ولكننا نريد الاحتفاظ قدر الامكان على الهوية الثقافية العراقية … وللحديث بقية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق