كواليس أغنية ” لست فاتنتي ” للشاعر طاهر سلمان

        كتب – لطيف عبد سالم  

 شُهرتهُ في الوسطِ الاجتماعيّ كأديب عُرف بموهبةِ شِّعريَّة ونتاج ثر، دفعت مهندسًا من أبناءِ مدينته – البَصْرة – إلى الاقتراب منه والتعرفِ عن قربِ عليه، فكان أنْ قامت بينهما علاقة صداقة وطيدة الأواصر، الأمر الذي ساهم في ارتياد الشَاعِر طاهر سلمان مكتب صديقه المُهندس الكائن قرب عيادات الأطباء في شارعِ الوطن بمنطقةِ العشار؛ لأجلِ قضاء بعض الوقت في الحديث معه، والاستمتاع بلقاءِ مَن يحضر من الأصدقاء الآخرين. في زياراته غير المنتظمة إلى المكتبِ المذكور، جذَب انتباهَه أكثر من مرة محاولة صديقه تشتيت انتباه الحضور خلال إجابته على بعض المكالمات الهاتفيَّة بواسطة الهاتف الأرضي الذي كان معتمدًا يومذاك. وفي أحد المساءات الربيعيَّة من عام 1998م، حضر سلمان إلى مكتب صديقه مبكرًا لتمضيةِ بعض الوقت قبل أنْ يحينَ موعد لقائه بأحد الملحنين، وأثناء تناول فنجان قهوته، رَنَّ جرس الهاتف، رفع صاحبه السماعة، صمتَ قليلًا ثم أجاب قائلًا: – الرقم غلط.. الرقم غلط ما أنْ أغلقَ الهاتف حتى رَنَّ جرسه ثانية، فأسرع في الردِ بالإجابةِ ذاتها، تكررت الحادثة وسط ارتباكه، ثم ما لبثَ أنْ ركنَ إلى الرد بعصبيةٍ طالبًا عدم الاتصال به ثانية!. استغرب سلمان صدود صاحبه عَمَن كان يحدثه في الطرف الآخر، وزادَ من فضوله الأدبي بنفس القدر، وانبرى ليسأله وسط الهدوء الذي خيم على المكان: – هل تحب امرأة غيرها؟!. أجابه المُهندس بالنفي، وأردف قائلًا: – قراري في الارتباط بامرأة، مرهون بصفاتٍ يمكن أنْ تكون نادرة الوجود لدى جميع النساء!. ثم زادَت المفاجأة في تلك المحاورة، حين أبلغه قائلًا بأنَّ من كانت تريد الحديث معه: – فتاة جميله جدًا، ومن عائلةٍ مرموقة، إلا أنَّها ليست المرأة التي أبتغيها!. اشتدَّت حيرة الشَاعِر، وقال لهُ وهو يبتسم قبل مغادرته المكتب: – يا باش مهندس أنتَ لا يعجبك العجب، ولا الصيام برجب. أجابهُ قائلًا: – هذا طبعي على الرغم من حبها ليّ!. مرت أيام عدة على تلك الحادثة التي رآها الشَاعِر طاهر سلمان وسمعها بنفسه، والتي أثارت فيه الكثير من مشاعرِ الدهشة والاستغراب، حتّى أنَّه ظل متأثرًا بمجرياتها، إذ لم يتمكن من تخطي الألم والندوب التي خلفتها صدمة الواقعة المذكورة، والتي تُعَدّ بوصفها الهاجس الأساس الذي حفّزه لنسجِ خيوطها في لوحةٍ شِّعريَّة وسمها بـ (لست فاتنتي). * • حازت قصيدة الشَاعِر طاهر سلمان (لست فاتنتي) على إعجاب المطرب الفنان كاظم الساهر، وسجلها بصوته في عام ١٩٩٩م، والتي صدّرت ضمن البومه (حبيبتي والمطر). وإلى القارئ الكريم النص الكامل لقصيدة لست فاتنتي: لست فاتنتي لا لست فاتنتي لا لا لست ملهمتي لا فانا مزاجي بالنساء معقد بطبيعتي لا تفرحي وتهللي وتفكري وتحللي صدري انا انفاسه ملك فقط لحبيبتي انا عاشق حد البكاء وحبيبتي يوما ستأتي كي تبادلني الوفاء انفاسها احساسها بركان نار لا تدخلي مدني لا تسرقي زمني صدري انا انفاسه ملك فقط لحبيبتي صعب ابادلك الهوى وانا لغيرك بالمشاعر انتمي صعب اعيش بعالم بعد السما عن عالمي انا قد نذرت مشاعري وعواطفي لحبيبتي لا تدخلي مدني لا تسرقي زمني صدري انا انفاسه ملك فقط لحبيبتي .