اخر الاخبارثقافة وفنونقسم السلايد شو

كريم كلش ….فنان الفقراء

 

   بقلم – د . علي حسون لعيبي 
فنان فتوغرافي حمل كامرته في ازقة لم يصلها اصحاب القرار..نقل معاناة حقيقية عن واقع مدن الصفيح وبيوت الطين..بل أستطاع أن يعيش هاجسهم في العمل .. العتال وبائع البسطية ..وعمال البناء..ليس همه الصورة بجماليتها فحسب لكن نقل لنا هم يشعرون فيه..من خلال حركتهم اليومية في البيت..أو اشباه البيوت..وفي عمق العمل الشاق..الذي يصل حد الانهاك والتعب..حتى يوفر لقمة بسيطة لعائلته..هو الفنان الانسان كريم كلش..أبن المدينة الكادحة التي خرجت الاف المبدعين بشتى الفاعاليات الحياتية..فمنهم العلماء..والفنانين..والادباء..مدينة قررت أن لاتموت ابدا ..تبقى في ذاكرة مدن الله دائما منبع للابداع.
الصورة عنده يجب أن تحاكي المجتمع تتكلم بقوة وبثورية واحيانا بتمرد…هو ينقل من خلالها شكوى الاهمال الذي فرضه واقع مزري لا يعرف العدالة..لذلك حرص أن يصور في اماكن قد يعتبرها المفسدين وبال عليهم لكنه..يعتبرها مدن تعج بالحياة الانسانية البسطية والقيم العليا الاصسلة ..فهو من خلاهم لم يطلب كراسي الحكام أو ثروة الاغنياء..أو جاه مفتعل بل هو عبر عن تطلعاتهم بالعيش الكريم..وكرامة لا يتخلون عنها مهما كانت الظروف..لانهم ببساطة يرفضون أن يتحولون الى لصوص تسرق.أو تقتل أو تتلاعب..
كريم كلش أبن الواقع الذي يصوره فيقول عن ذاته (احاول ان انقل شيئا من الواقع، من قصة الزمن في هذا البلد الذي ابتلى بالعذابات والازمات والمشاكل، وكنت التقط الصور التي تثيرني اولا كمواطن، التي تشعرني بالرثاء للحال الذي نحن عليه، فكنت اردد مع نفسي ان لامعنى لكاميرتي ان لم تكن صادقة وتقول الحقيقة، لذلك ذهبت أتتبع حياة الناس الفقراء في مناطقهم وفي الاماكن التي هجروا اليها، وكنت واحدا منهم، بعد ان اجبرتني الظروف مثلي مثل معظم العراقيين المهجرين على ترك بيتي والسكن بالقرب من مساكن الصفيح، كنت اسجل حياتهم اليومية وقلبي يتوجع، فليس باليد حيلة غير ان التقط الصور واعبر بها عن مشاعري)
فهي اذا كامرة ليس للترف بل هي للبحث عن حلول لقضايا الناس الاساسية الجوع..والحرية..والكرامة..
اهتم الفنان كريم كلش بقوة بموضوع الطفولة كهم انساني عالمي تناولته مختلف الفنون وجميع فعاليات الادب وبحث فيه علماء الاجتماع والنفس..لذلك كانت له الحصة الكبيرة من وجع فقراء اطفال العالم وبالتحديد الطفولة في العراق فيقول عنها (يشكل عالم الطفولة منبعا مهما لي فقد أخذت على عاتقي الاهتمام بالطفولة لأني أجد فيها البراءة والتطلع لعالم ومستقبل أفضل وأنت تعرف بأننا نحمل مزايا الجنوب ، فقد لصقت بالذاكرة تلك الأيام الجميلة من حياتنا وواقعنا ، ومع أن معالم اليوم ربما تختلف كثيرا عن عالم الأمس إلا أن المشتركات واحدة وهي الظروف التي تحيط بنا ، لهذا ترى تركيزا غير مسبوق في كل لقطة يتم فيها التصوير ، فتجد الطفولة المنكسرة والمتأملة والمتطلعة وجميعها حالات إنسانية أراقبها عن كثب)
لقد عرفت كريم انسانا وفنانا ومبدعا..يحمل بسمة لا تفارقه رغم الحزن الذي يملأ قلبه..وتلك الدمعة التي تنساب بسرعة مذهلة امام ..شيخ مسن يدفع عربة لحمل البضائع..أو أمراة جار عليها الزمن وتبيع علب السكاير والعلكة..أو طفل تحت هيكل سيارة ..في عمل لا يتناسب مع جسده الطري..
لذلك عندما نصفه بفنان الفقراء..فهو منهم واليهم..ومن الامانة ان نسلط الضوء عن هذا الفنان القدير..بأعتباره فنانا نشاهد بصوره عيون الفقراء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق
إغلاق